سياسة عربية

إعلام السيسي يحول "صبح على مصر بجنيه" إلى مبادرة قومية

تم السخرية من السيسي على مواقع التواصل - أ ف ب
تم السخرية من السيسي على مواقع التواصل - أ ف ب
أدلى رئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي بتصريحات غريبة يوم الأربعاء تضمنت تقديم حلول غير منطقية لإنقاذ اقتصاد بلده، بحسب مراقبين، حيث طالب المصريين بالتبرع لصندوق "تحيا مصر" قائلا: "لو 10 مليون مواطن كل واحد منهم صبح على مصر بجنيه هانجمع 4 مليار جنيه في السنة".

وبعد ساعات طويلة من السخرية الهائلة على مواقع التواصل الاجتماعي والانتقادات الكبيرة من معارضي الانقلاب، وحتى الكثير من مؤيديه لهذه الفكرة، حاولت وسائل الإعلام المصرية الداعمة للسيسي إنقاذه من هذا السيل من التهكم، وتعاملت مع فكرته الغريبة على أنها مبادرة اقتصادية وطنية حقيقية.

جاء ذلك خلال تدشين السيسي لمؤتمر "رؤية مصر 2030"، التي استعرضت فيها الحكومة والبنك المركزي خططهم لمستقبل مصر في السنوات المقبلة، بمسرح الجلاء للقوات المسلحة، بحضور كبار المسؤولين والشخصيات العامة وممثلين عن الشباب.

#صبح_على_مصر_بجنيه

وأعلن الإعلامي أحمد موسى تأييده لدعوة السيسي، ودشن هاشتاج جديد بعنوان #صبح_على_مصر_بجنيه، مؤكدا أنها فكرة عبقرية، وستجعل مصر لا تحتاج لمعونات من الخارج.
وطالب جميع المصريين بالاستجابة لمبادرة السيسي، مضيفا: "الغني يبعت رسالة واتنين وعشرة، يفضل يبعت ويبعت ويبعت مش هتفرق معاه، وهاتكون بتدعم بلدك".

ووصف الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية خطاب قائد الانقلاب بأنه الأقوى للسيسي منذ ظهوره على الساحة قبل 30 يونيو 2013، مشيرا إلى أنه لأول مرة السيسي ميطبطبش، وتكلم بقوة وحسم.

وناشد موسى قائد الانقلاب بأن يوجه خطابا أسبوعيا للمصريين، مؤكدا أن معنوياته أصبحت في السما بعد سماع خطاب السيسي، وشفي من الإحباط واليأس الذي كاد يسيطر عليه.

وقام جابر القرموطي بإرسال رسالة من هاتفه إلى صندوق "تحيا مصر" على الهواء، داعيا المصريين إلى تقليده، والتجاوب مع مبادرة "صبح على مصر بجنيه."

وأكد القرموطي أنه سيرسل كل يوم رسالة مثل هذه؛ لدعم مصر، والقضاء على جميع المشكلات التي تواجه البلاد.

أما الإعلامي تامر أمين، فأثنى على فكرة السيسي، قائلا: إنها ممتازة وجيدة، ولا بد أن يتجاوب كل الشعب معها، وأضاف: جنيه في اليوم مش هيفرق مع المصريين حاجة.

هنصبح ونمسي

ودخل نواب البرلمان على خط منافقة السيسي، وأكد عدد منهم تأييدهم لمبادرته الغريبة.
وقال النائب محمد الحسيني نائب بولاق الدكرور إنه سيدعم صندوق تحيا مصر كل يوم بجنيه من هاتفه المحمول، مضيفا: هصبح على مصر وأمسي عليها كمان". وقال الحسيني، إن حديث الرئيس ومطالبته للمواطنين بأن يساعدوا الصندوق بدفع جنيه يوميا، يحمل رسالة قوية لبعض رجال الأعمال الذين لم يشاركوا في صندوق تحيا مصر، مشيرا إلى أن هناك بعض رجال الأعمال الذين أخذوا من مصر الكثير، لكنهم لم يقدموا لها شيئا. 

أما النائبة جهاد إبراهيم، التي دخلت في صدام مؤخرا مع مرتضى منصور، فأكدت أن ستدعم المبادرة؛ لأن اقتصاد مصر يحتاج من أبنائها الكثير. 

وطالبت المصريين بمساعدة السيسي في الجهود التي يبذلها في تنمية مصر، ودعت المؤسسات إلى التعاون لبناء الاقتصاد وبناء الوطن.

من جانبه، كتب الملحن عمرو مصطفى -المعروف بتأييده الشديد للسيسي- على صفحته على "فيسبوك" قائلا: "أنا شاركت في مبادرة الرئيس، وصبحت على بلدي، وهصبح عليها كل يوم.. انت كمان شارك، هو في أحلى من إنك تصبح على مصر أم الدنيا.. أرسل رسالة لصندوق تحيا مصر." 

فلوس الضرايب فين؟

وفي المقابل، وجه العديد من السياسيين والنشطاء انتقادات حادة لهذه الدعوة، مؤكدين أنها غير مناسبة لمواجهة الأزمات التي يعاني منها الاقتصاد المصري.

وعلقت هالة شكر الله، رئيسة حزب الدستور، عبر تويتر، على مبادرة السيسي، قائلة: "لو كان علي الجنيه ندفعه، بس قولنا لنا الأول ضريبة المبيعات والدمغات وفلوس الضرايب بتروح فين".

وتوقع الناشط الحقوقي جمال عيد أن يكون خطاب السيسي الأخير مقدمة للاستيلاء على أموال المصريين بالقوة، فكتب عبر "فيسبوك" يقول: "توقعوا مزيدا من القمع والوحشية في الأيام المقبلة".

 وقال محمد عشماوي، المدير التنفيذي لصندوق "تحيا مصر"، إن حصيلة اليوم الأول للرسائل القصيرة من هواتف المصريين بلغت نحو مليون جنيه. 

وأضاف "عشماوي"، في تصريحات صحفية، أن الشعب المصري تفاعل بشكل كبير مع مبادرة قائد الانقلاب، في تأكيد لوحدة المصريين، ووقوفهم خلف السيسي لدعم اقتصاد بلدهم.
التعليقات (1)
علاء ابراهيم
الجمعة، 26-02-2016 08:26 ص
الدال على الخير كفاعله وروى ابن حبان في صحيحه عن أبي مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: ما عندي ما أعطيكه، ولكن ائت فلانا، فأتى الرجل فأعطاه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله أو عامله. هذا ماقاله الحبيب صلى الله عليه وسلم اما الان فالدال على الخير يصبح ماده للسخرية ؟؟؟؟عندما ناشد الرئيس السيسي الى التبرع للاقتصاد المصرى بالموبايل توجه البعض بالسخريه من هذه الدعوه وتناسوا حديث الرسول صلى الله عليه و سلم الم تكن هذه دعوه الى فعل الخير الم تكن دعوه الى انقاذ البلد ام هى حرب ضد الرجل والسلام ام هى كما يقولون لن نرضى عنك حتى لو وضعتنا فى مصاف الامم الكبرى