سياسة دولية

كلينتون وترامب يراهنان على "الثلاثاء العظيم" لتعزيز صدارتهما

كلينتون تسعى لتعزيز صدارتها في الجنوب بينما يرجو ترامب أن يتصدر الجمهوريين
كلينتون تسعى لتعزيز صدارتها في الجنوب بينما يرجو ترامب أن يتصدر الجمهوريين
بدأت عمليات التصويت الثلاثاء، في ولاية فرجينيا شرق الولايات المتحدة، لينطلق بذلك اقتراع "الثلاثاء العظيم" الذي يشكل منعطفا في الانتخابات التمهيدية للرئاسة، حيث يختار الناخبون في 12 ولاية مرشحهم من كل من الحزبين الديموقراطي والجمهوري.

وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (11:00 ت غ) في فرجينيا، الأولى بين 12 ولاية أبرزها تكساس التي تضم عددا كبيرا من المندوبين، لاختيار حوالي خمس عدد المندوبين الجمهوريين وربع الديموقراطيين المكلفين تعيين مرشحي الحزبين رسميا في تموز/ يوليو لخوض السباق.

ويأمل الملياردير الأمريكي دونالد ترامب في أن يضمن لنفسه موقع الصدارة لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للسباق إلى البيت الأبيض، بنتيحة اقتراع "الثلاثاء العظيم" المفصلي حين تصوت 12 ولاية الثلاثاء في إطار الانتخابات التمهيدية.

أما من الجانب الديموقراطي، فإن هيلاري كلينتون في موقع القوة أمام سيناتور فيرمونت بيرني ساندرز في الولايات الـ11 التي ستصوت في انتخابات الديموقراطيين، ولا سيما في الجنوب حيث تمنحها الأقليات تقدما كبيرا.

ولن تكون عمليات الاقتراع الثلاثاء حاسمة في مسار الانتخابات التمهيدية التي تنتهي بالمؤتمرين اللذين ينظمهما كل من الحزبين الديموقراطي والجمهوري في تموز/ يوليو لتنصيب مرشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر، غير أن نتيجتها قد تكون شديدة الوقع وقد تؤدي حتى إلى إقصاء الخصوم الجمهوريين الأربعة للمرشح الملياردير.

وتجرى الثلاثاء الانتخابات التمهيدية للجمهوريين والديموقراطيين بشكل متزامن في عشر ولايات، تضاف إليها كولورادو للديموقراطيين وألاسكا للجمهوريين، وسيتم منح حوالي 20% من المندوبين الجمهوريين وربع المندوبين الديموقراطيين دفعة واحدة.

ويتعرض دونالد ترامب الذي فاز في ثلاث من الانتخابات التمهيدية الأربع التي جرت حتى الآن، لهجمات على جميع الجبهات منذ أسبوع. وفي اليومين الأخيرين، انتقد لرفضه إدانة حركة "كو كلاكس كلان" المناصرة لنظرية تفوق العرق الأبيض بعدما نقلت استشهادا ببينيتو موسوليني في تغريدة على "تويتر"، ولمبالغته في تلويح بشرته، ولارتباطه بمافيا العقارات.

وتذرع لاحقا بسماعة قال إنها لم تكن تعمل جيدا لينكر أن يكون يدعم ديفيد ديوك أحد وجوه اليمين المتطرف الأمريكي والقيادي السابق في المنظمة العنصرية في لويزيانا، غير أن الالتباس الذي أبقاه لفترة قصيرة حول موقفه من هذا الشخص أثار موجة استنكار بين الجمهوريين.

"حزب إبراهام لينكولن"

ويؤكد بعض المحافظين علنا أنهم لا يعتزمون التصويت لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، في حال فاز بترشيح الحزب.

وقال السيناتور الشاب بن ساس من حركة حزب "الشاي" متحدثا لشبكة "إم إس إن بي سي"، إن "حزب الشاي هو حزب إبراهام لنكولن، وإذا أصبح حزب ديفيد ديوك ودونالد ترامب، فإن العديدين منا سيخرجون منه".

غير أن الملياردير الذي يقول إنه أنفق من أمواله الخاصة 25 مليون دولار حتى الآن على حملته الانتخابية، ألمح إلى أنه في حال أقصاه الحزب الجمهوري، فقد يخوض السباق إلى البيت الأبيض كمرشح مستقل في تشرين الثاني/ نوفمبر.

وقال خلال مهرجان انتخابي الاثنين في جورجيا: "إنها حركة حقيقية".. مكررا تعهده ببناء جدار منيع بين الولايات المتحدة والمكسيك لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين.

وقال في تجمع آخر في فرجينيا: "لست شخصا عصبيا، إنني غاضب حيال قلة كفاءة قادتنا"، مضيفا أنه "بعد سنتين أو أربع سنوات، سوف تتذكرون أنكم كنتم شهودا على هذه البدايات. سوف نباشر نهضة هذا البلد".

وأقرب منافسين لترامب هما سيناتور فلوريدا ماركو روبيو، وسيناتور تكساس تيد كروز، وكلاهما أربعيني، ولهما مواقف سياسية مختلفة جدا فيما بينهما، غير أن هدفا واحدا يجمعهما وهو تعزيز المعارضة في وجه دونالد ترامب طالما أن ذلك لا يزال ممكنا.

أما ترامب، فينعتهما بـ"ماركو الصغير وتيد الكذاب"، ويتباهى ذاكرا النسبة القياسية لنوايا التصويت المنسوبة له، فيما يرد ماركو روبيو بنبرة الهجاء ذاتها مستهزئا بالملياردير وبـ"أصابعه القصيرة".

أما المرشح الوحيد الذي هزم ترامب، فهو تيد كروز، مرة في آيوا، وهو يراهن على فوز كبير في ولايته تكساس الثلاثاء للبقاء في السباق. أما ماركو روبيو، فتجرى الانتخابات التمهيدية في ولايته فلوريدا في 15 آذار/ مارس.

كلينتون في الصدارة في الجنوب

أما هدف كلينتون من "الثلاثاء العظيم"، فهو أن تستعيد المكانة التي كانت تحظى بها قبل صعود بيرني ساندرز، فتعود مرشحة الحزب المحتومة.

وهي لم تهزم أمام منافسها حتى الآن سوى في ولاية واحدة هي نيوهامبشر. ومن المرجح أن تعزز وزيرة الخارجية السابقة تقدمها بفارق كبير على منافسها، ولو أن فريقها يؤكد للصحافيين أنه يتوقع هزائم الثلاثاء في بعض الانتخابات.

وصوت الديموقراطيون السود لكلينتون بنسبة 86% في كارولاينا الجنوبية، وإذا ما حصلت على نسبة مماثلة من أصوات السود في جورجيا وألاباما، فسوف تحقق انتصارا سهلا.

وإذ نددت كلينتون بشدة بمستوى السجال المنحدر من الجانب الجمهوري، فإنها وعدت أنصارها الاثنين قرب واشنطن بأن "تثبت اعتبارا من الثلاثاء العظيم أن الأمريكيين أمامهم خيار آخر".

أما بيرني ساندرز، فيعول على معقله فيرمونت المحاذي لكيبيك الكندية، وعلى ماساتشوستس، وقد جمع أموالا لحملته تكفي ليستمر في السباق لعدة أشهر مهما حصل.

ويعرف "الثلاثاء العظيم" بأنه اليوم الذي يشهد انتخابات 11 ولاية أمريكية، تقترع في اليوم نفسه، بينها ست ولايات في الجنوب تضم عددا كبيرا من الأقليات، بينما يُعقد العدد الأكبر من المؤتمرات الحزبية في وقت واحد.

ومن الولايات المقترعة في "الثلاثاء العظيم": "ألاباما، وآركنسو، وكولورادو، وجورجيا، وماساتشوستس، ومينيسوتا، وأوكلاهوما، وتكساس، وفيرمونت، وفرجينيا".
التعليقات (0)