صحافة دولية

أوباما في أطول مقابلة بدا أقرب لإيران منه للسعودية

أتلانتك مونثلي: أوباما يرى الشرق الأوسط منطقة مليئة بالمشكلات - أرشيفية
أتلانتك مونثلي: أوباما يرى الشرق الأوسط منطقة مليئة بالمشكلات - أرشيفية
شن الرئيس الأمريكي باراك أوباما هجوما لاذعا على رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون؛ لأنه سمح للوضع في ليبيا بالتدهور، وقال إنه توقف بعد عام 2011، عن الاهتمام بالوضع في ليبيا، "وانشغل بأمور متعددة". 

وتستدرك مجلة "أتلانتك مونثلي" بأنه رغم إيمان أوباما بأن الولايات المتحدة خططت بنجاح للحرب في ليبيا، إلا أنه يقول: "لقد منعنا ما كان يمكن أن يكون حربا أهلية دموية، ورغم هذا كله، فإن ليبيا أصبحت فوضى". 

وتنقل المجلة عن أوباما قوله تعليقا على نتائج الحملة في ليبيا: "عندما أعود إلى نفسي وأفكر في الموضوع، أجد أن هناك مساحة للنقد؛ لأنني آمنت بالأوروبيين؛ نظرا لقربهم من ليبيا"، ووصف أوباما بعض الدول الأوروبية ودول الخليج بأنها لم تكن مستعدة للمساهمة، رغم معرفتها بخطر معمر القذافي، وقال إنهم "ركاب بالمجان"، مشيرة إلى أن الرئيس أوباما كان واضحا في إجباره كاميرون على زيادة نسبة الإنفاق الدفاعي التي يتطلبها الناتو بنسبة 2%، وعلق قائلا إن "الركاب المجانيين يزعجونني". 

وجاءت انتقادات الرئيس الأمريكي في مقابلة مطولة أجراها جيفري غودلبرغ، ونشرتها المجلة، حيث دافع فيها عن قراره عدم ضرب نظام بشار الأسد لتجاوزه الخط الأحمر، بعد شن هجوم كيماوي على الغوطة في 2013. واعتبر أوباما تخليه عن الضربة العسكرية، وإحالته الأمر إلى الكونغرس لحظة مهمة، وقال إنه فخور بما أنجزه، وأضاف: "أنا فخور بهذه اللحظة"، لأن ما فعله هو التفكير بعقلانية تحت الضغط "التفكير بمصلحة أمريكا ليس فيما يتعلق بسوريا، لكن بديمقراطيتنا، كان قرارا صعبا اتخذته، وفي النهاية كان صائبا". 

ويلفت الكاتب إلى أن أوباما أصبح يرى الشرق الأوسط منطقة مليئة بالمشكلات، وأنه لا داعي لتدخل الولايات المتحدة لتصحيح الأوضاع فيها، وأن "محاولة حكم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمر غير صائب".  ويعتقد غودلبرغ أن تفكير الرئيس تغير بسبب الفشل في ليبيا، وصعود تنظيم الدولة، الذي فشلت المخابرات الأمريكية في تقديم تقييم حقيقي حول خطره.  

ويقول غودلبرغ إن سقوط الموصل وإعدام الرهائن الأمريكيين أقنعا الرئيس بأن تهديد تنظيم الدولة أخطر من الأسد، وفي الوقت ذاته اقتنع أن أمريكا لا يمكنها حل مشكلات المنطقة على الأقل في عهده.

 وتنوه المقابلة إلى خيبة أمل الرئيس بحكام المنطقة، خاصة رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تضايق من محاولاته الدائمة للمحاضرة عليه، وإشعاره بأنه لا يعرف شيئا عن مشكلات المنطقة، وعبر عن خيبة أمله بالرئيس التركي أردوغان، الذي يراه مستبدا وفاشلا.

وتذكر المجلة، وفق ما ترجمته "عربي21"، أن قرار الرئيس الأمريكي بالتخلي عن ضرب الأسد نابع من شكوكه حول التدخل، خاصة بعدما قدم له مدير الأمن القومي ملفا أكد له فيه أن تقييم الاستخبارات يشير إلى مسؤولية الأسد، لكن لا توجد أدلة قاطعة، ويرى الكاتب أن محاولة أوباما تجنب التدخل العسكري نابعة من تردده في استخدام القوة الأمريكية.

ويجد الكاتب أن "أوباما واقعي، يرى أن أمريكا لا يمكنها (تخليص العالم من مآسيه)، ومع ذلك لا يتردد بالتدخل العسكري في حال تأثرت المصالح القومية، وهذا واضح في الطريقة التي استخدم فيها الطائرات دون طيار، وأجبر باكستان على السماح له بملاحقة الإرهابيين في أراضيها، وأصبح أكبر صائد للإرهابيين في تاريخ الرئاسة الأمريكية". 

وتفيد المقابلة بأن أوباما عمد إلى مساءلة الكثير من ملامح السياسة الخارجية الأمريكية، مثل علاقة واشنطن مع الحلفاء التقليديين العرب، الذين انتقدوا محاولة استخدام القوة الأمريكية لخدمة مصالحهم الضيقة، وهذا يفسر توجهه نحو العدوة التقليدية إيران، التي لم يكن راغبا بإقامة علاقة معها، بقدر التخفيف من خطورتها كما تعلق مستشارة الأمن القومي سوزان رايس.

وتبين المجلة أنه لهذا قرر منذ البداية العمل على التقارب مع عدوة أمريكا "إيران"، ولم يكن الاتفاق مع إيران هو محاولة لفتح علاقات أمريكية فارسية، كما قال البعض، "بل كان براغماتيا ولتحقيق الحد الأدنى، وكان الهدف جعل بلد خطير أقل خطورة، ولا أحد يتوقع أن تتحول إيران إلى لاعب لطيف"، بحسب مستشارة الأمن القومي سوزان رايس.

ويورد غودلبرغ أن أوباما اعترف بفشله في تحقيق ما أراده من خطاب جامعة القاهرة، حيث قال إنه حاول إقناع المسلمين بالبحث في جذور تعاستهم، ويقول: "ما كنت أود قوله، دعونا نتوقف عن التظاهر بأن سبب مشكلات الشرق الأوسط هي إسرائيل"، و"نريد العمل من أجل تحقيق دولة وكرامة للفلسطينيين، لكن ما أملت تحقيقه من خطابي هو إثارة نقاش يفتح مجالا للمسلمين كي يواجهوا المشكلات الحقيقية، مشكلات الحكم، وحقيقة أن بعض تيارات الإسلام لم تتعرض للإصلاح بدرجة تساعد المسلمين لتكييف عقيدتهم كي تتواءم مع الحداثة". 

ويشير الكاتب إلى أن أوباما تحدث بتفاؤل عندما بدأ الربيع العربي عام 2011، وظل متفائلا حتى بدأ الربيع يتحول شتاء، واليوم يقول أوباما ساخرا: "كل ما أحتاجه هو مجموعة من المستبدين في الشرق الأوسط". 

وتكشف المجلة عن أنه "في الوقت الذي يتجنب فيه أوباما الحديث عن صدام الحضارات، وإثارة الحساسية ضد المسلمين، إلا أنه في أحاديثه الخاصة مع قادة الدولة يعترف بأن لا حل جذريا للإرهاب الإسلامي، حتى يتواءم الإسلام مع الحداثة، ويمر بحركة إصلاح كتلك التي غيرت المسيحية".

ويلاحظ غودلبرغ النبرة الناقدة للسعودية، خاصة التذكير بأن منفذي هجمات 9/11 كانوا سعوديين في الغالب وليسوا إيرانيين، بل إن أوباما انتقد طريقة معاملة المرأة هناك، وقال: "يمكننا قياس نجاح المجتمع بالطريقة التي يعامل فيها المرأة".

ويخلص الكاتب إلى أنه رغم تفهم الرئيس لإيران، وبأنها عدو لأمريكا منذ عام 1979، وأنه يجب عدم التخلي عن حلفاء أمريكا لصالح إيران، إلا أنه دعا إلى أهمية مشاركة إيران والسعودية في المنطقة بطريقة سلمية، "فالتنافس الذي ساعد في تغذية حروب الوكالة في اليمن والعراق وسوريا يقتضي منا القول لأصدقائنا، وكذلك للإيرانيين، إن عليهم التعايش في المنطقة، والبحث عن مصادر للسلام".
التعليقات (4)
قريش
السبت، 12-03-2016 12:44 ص
الكلب الصليبي لا يعض اذن الكلب المجوسي
منتصر
الجمعة، 11-03-2016 11:21 م
يا اوباما انك لم تضرب الاسد رغم تخطيه لعشرات الخطوط الحمر التي وضعتها الواحدة تلو الأخرى لذر الرماد في العيون وتقول المنظمات ان الاسد ارتكب على الاقل 534 مجزرة موثقة واستعمل الكيمياوي 20 مرة على الاقل وانت لم تضرب الاسد والسبب واضح جداً وهو انكم لا تريدون الحرية والديمقراطية لشعوب المنطقة لأنكم تظنون أن شعوب المنطقة إذا ما حصلت على حقها في تقرير مصيرها فإن مصالحكم وامتيازاتكم ستنهار.
منتصر
الجمعة، 11-03-2016 11:12 م
لأن أردوغان حول تركيا من دولة مديونة إلى دولة مانحة - ومن دولة غير مستقرة اقتصاديا وسياسيا الى دولة مستقرة ومتقدمة - ومن دولة ضعيفة الى دولة ذو سيادة ومستقلة بقراراتها - يقول عنه أوباما بإنه مستبد وفاشل - في ميزان أوباما والغرب عموماً فإن أمثال السيسي هم فقط ديمقراطيون وناجحين لأنهم يقمعون شعوبهم ويجعلونهم خدماً لدى الغرب في كل شيء.