سياسة عربية

تراشق إعلامي في غزة بسبب اعتماد "الملتقيات الدعوية"

إشراف وزارة الأوقاف على هذا العمل جميل ولا توجد به مشكلة أبدا ـ أرشيفية
إشراف وزارة الأوقاف على هذا العمل جميل ولا توجد به مشكلة أبدا ـ أرشيفية
أثارت "الملتقيات الدعوية" التي تنظمها وزارة الأوقاف الفلسطينية في قطاع غزة جدلا حادا، بين الوزراة التي تعتبرها "عملا دينيا لحماية الشباب من التطرف والفكر المنحرف"، وبين فصائل وشخصيات اعتبرتها "استنساخا للعصور الظلامية".

الصورة الجميلة

وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة، حسن الصيفي، أكد أن الملتقيات الدعوية هي "ترجمة لخطة معتمدة في وزارة الأوقاف الغرض منها؛ فتح الحوار مع الشباب من كافة الأعمار والجمهور الفلسطيني العام في القضايا الإسلامية والثقافية والمجتمعة، بأسلوب معتدل بعيدا عن التطرف والمغالاة".

وأوضح حسن الصيفي لـ"عربي21"، أن العمل ضمن هذه الخطة يهدف لعدم "ترك المجال للمتطرفين والمدمرين"، مؤكدا أن الانتقادات التي وجهت لهذه الأنشطة، "تعكس دوافع غير موضوعية، تسعى لتشويه الصورة الجميلة".

وشدد الوكيل؛ على أن وزارته "تتبنى خطابا دعويا له محددات واضحة"، موضحا أنه إذا "وجدت بعض التعبيرات غير منسجمة مع تلك المحددات أو الفكر الوسطي، سيتم معالجتها على الفور".

ونفى أي علاقة لحركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، بتلك الملتقيات بقوله: "عملنا الدعوي ليس له علاقة بالتنظيمات، وهو شأن ديني بحت"، منوها إلى أن الاعتماد على العمل الدعوي الميداني هو "عمل مؤثر".

وقال: "الشعب الفلسطيني المسلم، هو شعب وطني محافظ وليس شعب العصاة أو المذنبين؛ وهو يرفض أي فكر متطرف"، مبينا أن وزارته تعمل على "توجيه الشباب نحو الفكر الوسطي المعتدل بعيدا عن الانحراف أو المغالاة".

وأكد، أن وزارته "مستمرة في عقد تلك الملتقيات مع التقييم والترشيد المستمر، لأنها تفتح باب الأمل والتفاؤل أمام هؤلاء الأطفال والشباب"، مستنكرا محاولات البعض "حرف العمل عن هدفه".

العصور الظلامية

من جانبه، اعتبر الناطق باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، أسامه القواسمي، أن هذه الملتقيات الدعوية؛ وما يقوم به "رجال الدعوة التابعين لحماس هو بمثابة استنساخ للعصور الظلامية التي كان فيها رجل الدين يمنح صكوك الغفران كذبا واستغلالا رخيصا للدين وللإنسانية".

واعتبر القواسمي في تصريح صحفي أن ما تقوم به وزارة الأوقاف بغزة، هو "سلوك صادم للكل الفلسطيني"، مضيفا: "ديننا دين علم وترغيب ومودة ورحمة وقيم وأخلاق واحترام للعقل البشري وللإنسانية، وليس دين استعباد وشطب للعقول، واستغلال للأطفال"، وقال: "على الأحرار في القطاع الوقوف بحزم أمام هذه الممارسات".

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدورها، وفي بيان لها طالبت بضرورة "إبعاد الطلاب والمسيرة التعليمية عن أية برامج وتأثيرات وممارسات غير إنسانية يمكن أن تزرع التطرف الديني التكفيري في عقول الطلاب"، معبرة عن "صدمتها من إخضاع الطلاب إلى ظروف نفسية غير إنسانية تمتهن طفولتهم".

واعتبرت أن غزة ليست بحاجة إلى "هذه البرامج الخبيثة التي تغلق بوابات الأمل والمستقبل أمام الأطفال، بل هي بحاجة لبرامج تنويرية وطنية هادفة تعزز الهوية الوطنية وتستثمر طاقاتهم الخلاقة في خدمة الوطن".

ودعت الشعبية، وزارة التربية والتعليم إلى "فتح تحقيق في هذا الموضوع الخطير".

تصويب المسار

وفي تعليقه على الموضوع، بين أستاذ علم النفس بجامعة الأقصى بغزة، درداح الشاعر، أن الأسلوب الذي يستخدمه بعض الدعاة من خلال تلك الملتقيات العامة وكذلك والمواضيع التي يتم تناولها "ليست ضارة، ولا يوجد بها أي نوع من الظلامية، بل على العكس؛ المسلم منفتح على الواقع؛ لكنه لا يتجرد من أصوله وأخلاقه وقيمه".

ورأى درداح الشاعر في حديثه لـ"عربي21"، أن هذه الحملة "ليست إلا هجمة على الفكر الإسلامي الصحيح"، معتبرا أن "إشراف وزارة الأوقاف على هذا العمل الذي ينفذ في العلن وتصويبها المسار بشكل دائم، هو عمل جميل؛ ولا توجد به مشكلة أبدا".

وأضاف الشاعر: "الخوف على الشباب والأطفال، أن يعطوا ندوات في أماكن مغلقة"، محذرا في الوقت ذاته من خطورة "نشر الفكر المتطرف تحت بند الثقافة أو التربية الدينية".

واعتبر أستاذ علم النفس، أن من "يتجرأ على تجريم أو نقد مثل هذه الأعمال الدعوية الوسطية، يدخل في باب الغزو الفكري ومحاربة الإسلام بأصوات ناعمة، وهو ما يكشف عن سوء نية هؤلاء"، موضحا أن بعضا من أصحاب هذه الانتقادات "يخرسون حينما يكون العمل متصل بالفكر العلماني أو الإباحية أو الشيوعية الجنسية؛ ففي مصلحتهم الصمت".

التعليقات (0)