مدونات

لا تلوموا السودان

حلايب
حلايب
عندما يذهب الابن الضال بمتعلقات أمه التي قام بسرقتها إلى السوق ويعرضها للبيع، فلا تلوموا من قام بشراء هذه المتعلقات، فلقد اشتراها من أقرب الناس إلى مالكها، ومن أبعد الناس عن شبهة سرقتها، فحتى أن كان يعلم أن هذا الابن الضال ما هو إلا لص، فسيكون له أن يبرر موقفه أمام المجتمع، وسيظهر نفسه في صورة المغفل الذي تم استغفاله واختلط عليه الأمر، بدلا من أن يظهر كشريك للص في جريمته الشنعاء .

السودان وجدت أن مصر قامت ببيع الجزيرتين للسعودية بمنتهى البساطة، بل إنها بالتأكيد فوجئت كأي عاقل بسيل الحجج والتبريرات التي ساقها الأعلام المصري، وكتيبة من رجال السياسة عن مدى أحقية السعودية بالحصول على الجزيرتين، وبأنه ليس من اللائق ولا من الشرع أن نأكل حقوق الدول، كذلك عندما سمعوا خطاب السيد الرئيس، وهو يتكلم بود شديد مع الرئيس القبرصي عن حقل الغاز الجديد "ظهر" ويشدد عليه بأن يأخذوا حقهم فيه لو كانوا قد نسوه، فكرت السودان وقالت أنا إذن أولى، أنا الجارة الأقرب والامتداد الطبيعي لمصر، فلن تخيب رجائي أن طلبت منها مجرد مثلث حدود هو حلايب وشلاتين، ثم أن هذه اللحظة التاريخية من الكرم في توزيع الحدود على الجيران لم ولن تتكرر، والتاريخ سيسأل أي مسئول يقف مكتوف الأيدي أمام هذه اللحظة، لما لم تتحرك وتقتنص أي قطعة أرض في هذه اللحظة؟

وبناء على ما سبق، خرجت دولة السودان الشقيقة بتصريح رسمي من وزارة الخارجية يوم الأحد الموافق 17/4/2016 أكدت فيه أنها تتابع اتفاق نقل جزيرتي "تيران وصنافير" من السيادة المصرية إلى السعودية، للتأكد من أن الاتفاق لا يمس حقوق السودان في حلايب وشلاتين، وطالبت مصر بان تعاملها كما عاملت السعودية في قضية الجزيرتين، وإلا فإنها ستضطر إلي اللجوء للتحكيم الدولي مثل قضية طابا .

الرد المصري كان مفاجئ وغير متوقع، رفضت مصر طلب السودان وقالت أن حلايب وشلاتين أرض مصرية، والغريب أن نفس الإعلام الذي كان يبارك بيع الجزر المصرية إلى السعودية، أخذ يعرض بالسودان وحكام السودان واللي قاعدين في السودان، ويستغرب من الجراءة التي طلبت بها السودان حلايب وشلاتين، وشددوا على أن مصر لن تفرط في ذرة واحدة من التراب الوطني، وأن الحدود المصرية خط أحمر.

بالطبع هذه الازدواجية في التعامل لا علاقة لها بأن السعودية دفعت والسودان لن تدفع، وبالتأكيد أن هذه الواقعة لم تدلنا على مدى نفوذ المال في الإعلام، لأننا نملك إعلاما لا يشترى - إلا بثمن مرتفع بعض الشيء على السودان - كما أننا نتمتع بسياسة واضحة جدا تجاه الحدود وترسيم الحدود .
التعليقات (1)
سليمان عبد الباقي
الأربعاء، 20-04-2016 04:17 م
لماذا ترفض مصر التحكيم الدولي في قضية حلايب ،،،،اليس هو من اعاد طابا لمصر ،،،ان للامر علاقة بمعرفة مصر يقينا ان الارض سودانية وعند اي بادرة تحكيم هي خاسرة لا محالة .