كتاب عربي 21

النهضة التونسية تترك الدعوة وتتفرغ للسياسة: خطوة جريئة برسم الإسلاميين

قاسم قصير
1300x600
1300x600
في خطوة جريئة وجديدة على صعيد القوى والحركات الاسلامية قررت حركة النهضة التونسية التحول إلى حزب سياسي، من خلال تخليها الكامل عن النشاط الدعوي الديني، والتفرغ للنشاط السياسي فقط ،حسبما اشارت المعلومات الواردة من العاصمة التونسية.

وقال رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي في تصريح صحفي على هامش انطلاق فعاليات الدورة الـ 46 لـ"مجلس شورى حركة النهضة": "نحن بصدد التحول إلى حزب يتفرغ للعمل السياسي، ويتخصص في الإصلاح انطلاقا من الدولة، ويترك بقية المجالات للمجتمع المدني ليعالجها، ويتعامل معها من خلال جمعياته ومنظومة الجمعيات المستقلة عن الأحزاب بما في ذلك النهضة". 

كما أوضح عضو شورى الحركة، زبير الشهودي، في تصريحات صحفية، أن قرار تحول حركة النهضة إلى حزب سياسي بالمعايير التي حددها الدستور التونسي وقوانين الدولة، أمر تم حسمه وحظي بموافقة أغلبية قيادات الحركة خلال المؤتمرات المحلية والجهوية، بانتظار المصادقة عليه بشكل قانوني خلال انعقاد المؤتمر العام للحركة يومي 21 و22 مايو (ايار) الجاري..

وتقول بعض المصادر الاسلامية المتابعة لتجربة حركة النهضة في تونس أن المؤتمر العام المقبل للحركة سيكون حاسما في مسألة الفصل بين نشاطات الحركة الدعوية والسياسية.

واضافت المصادر الاسلامية، ان قرار الحركة خطوة إيجابية، مشيرة إلى أن خلط الأحزاب الإسلامية بين السياسة والنشاط الدعوي، يسيئ لأدائها السياسي والديني في الوقت نفسه، خاصة وأن تونس تخلصت من النظام الشمولي، إضافة إلى أن الدستور يمنع الجمع بين العمل السياسي والجمعياتي.

وكان رئيس حزب مصر القوية والقيادي السابق في حركة الاخوان المسلمين الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح  قد دعا، خلال انعقاد الدورة الاخيرة للمؤتمر القومي العربي في شهر نيسان (ابريل) الماضي في منطقة الحمامات في تونس ،الحركات الاسلامية والاحزاب والتيارات العربية لتبني الدعوة من اجل فصل العمل الديني والتوجيهي عن العمل السياسي وذلك من اجل عدم استغلال البعد الديني في التنافس السياسي، وبالمقابل دعا ابو الفتوح لابعاد الجيوش العربية والاجهزة الامنية العربية عن العمل السياسي وذلك لحماية الصراعات السياسية من تدخلات الاجهزة الامنية والعسكرية.

ومع ان الدعوة التي اطلقها ابو الفتوح لم تحظ بنقاش واف وعميق من قبل المؤتمرين والباحثين المشاركين في المؤتمر القومي العربي فان مجرد ان يدعو قيادي اسلامي بارز لهذه الخطوة ومن ثم تأتي حركة اسلامية (لها جذور قوية من حركة الاخوان المسلمين العالمية) كي تتبنى هذا الطرح بعد مناقشات معمقة بين صفوف كوادر وقيادات الحركة فان ذلك يؤكد ان الاسلاميين يتجهون نحو المسار الصحيح ، ولكن ذلك لا يكفي، لانه بالمقابل يجب ان تتوفر الظروف المناسبة كي يحصل التنافس السياسي والحزبي في اجواء هادئة وحرة.

لكن هل يعني ذلك تبني القوى والحركات الاسلامية خيار الدولة المدنية او خيار الفصل بين الديني والسياسي في المجال العام؟

قد يكون الجواب عن هذا السؤال مبكرا، ولا بد في البداية من الاطلاع الشامل على القرارات التي سيتخذها المؤتمر العام المقبل لحركة النهضة التونسية والخلفيات الفكرية والسياسية والحقوقية التي ستستند عليها الحركة على صعيد الفصل بين السياسي والديني في العمل العام ، لان هذه القرارات وابعادها ستشكل وثيقة مهمة برسم القوى والحركات الاسلامية وبقية الاحزاب العربية  وكل الجهات المعنية بالتجارب الاسلامية السياسية ولابد من اجراء دراسة معمقة لهذه القرارات.

وبانتظار نتائج المؤتمر العام لحركة النهضة فانه لا بد من القول: انه اذا اتخذت الحركة قرارا نهائيا بالفصل بين العمل السياسي والديني فان ذلك يشكل خطوة اسلامية جريئة برسم كل الحركات والقوى والشخصيات الاسلامية، ولا بد من تهنئة الحركة على هذه الخطوة وهي تضاف الى السجل الايجابي لاداء النهضة على صعيد المرحلة الانتقالية وتعزيز الديمقراطية في تونس.
التعليقات (2)
عماد
الخميس، 12-05-2016 06:37 م
كاتب المقال وكأنه يجهل الحركات الإسلامية في وطننا وتطورها. قدم لنا مشروع النهضه لفصل العمل الدعوي على السياسي على :"انه اذا اتخذت الحركة قرارا نهائيا بالفصل بين العمل السياسي والديني فان ذلك يشكل خطوة اسلامية جريئة برسم كل الحركات والقوى والشخصيات الاسلامية" ويزيد بعده :" ولا بد من تهنئة الحركة على هذه الخطوة وهي تضاف..." ! لم يقدم لنا قاسم قصير لا الأسباب الموضوعية الداخلية والخارجية، ولا السياسية ولا الإستراتجية، و لا التكتيكيه للخطوة التي تريد أن تقدم عليها حركة النهضة. ولم يقيم حتى مردود النهضة السياسي ! فصفق وشجع ودعى للنسج على منوال النهضة ! تاركا القارء متعطشا لقطرة ماء في صحراء قاحلة لا ماء فيها. فاسقني يا قاسم قصير واشرب على أطلاله وارو عني طالما المقال روى
guermit.abdellah
الأربعاء، 11-05-2016 11:59 م
حركة النهظة صاحبة الاسلام المودرن لاتمثل الاسلام ولا المسلمين .وقد فضحتها الثورة التونسية التي هي الاخرى تم تمييعها وعودة الديناصورات من الباب الاخر .. اقول انها مثل حزب اللات الذي فضحته الثورة السورية المجيدة والشريفة والمنتصرة ان شاء الله ..وراشد الغنوشي عين على الاسلام المودرن الذي تتعرى فيه المرأة ويجول فيه اليهود بشواطيء تونس مطمئنين وعين على الطابور العلماني الذي قادنا الى الخراب بعد سبعين عاما من الحكم الديكتاتوري والارهابي .. لذلك اقول كمواطن عربي لاتسمع به الا امه وبعض أهله ..ان النهظة كحزب اللات الارهابي سوف تجرفهم وسطية الاسلام الى مزابل التاريخ ومعهم كل الغثاء الذي كان يقوم بتنظراته لهم وينعت احدهم بالمقاو م كذبا وبهتانا وبالاخر نقلة نوعية في التردي والرضوخ الى الاستعمار العسكري من طرف الغرب والاستعمار الفكري من طرف العلمانية العربية الخبيثة ..