ملفات وتقارير

الأكراد متخوفون من معركة الرقة ويرون أن فاتورتها ستكون باهظة

هل يدفع الأكراد ثمن معركة الرقة المرتقبة؟ - أرشيفية
هل يدفع الأكراد ثمن معركة الرقة المرتقبة؟ - أرشيفية
تجمعت الأوساط الكردية على اعتبار أن معركة الرقة، التي أعلنت عنها ما يعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" الثلاثاء الماضي، للسيطرة على الريف الشمالي للرقة، بـ"الشر الذي لا بد منه"، ويرى كثير منهم أن السبب الرئيس لبدء هذه المعركة التي وصفت بـ"المحرقة للشباب الكرد"، سياسي (إملاءات أمريكية) بالدرجة الأولى، وعنه قد تتفرع وتتناسل أسباب أخرى لا حصر لها، وليس من اليسير برأي نشطاء أكراد خوض معركة بهذا الحجم في مدينة تعتبر معقل التنظيم في سوريا، ولا تتواجد فيها حاضنة كردية، دون دفع فاتورة كبيرة من الدماء.

وفي هذا الإطار، حظيت تدوينة استبيانية جاء نصها على الشكل الآتي: "هل تؤيد تحرير الرقة بأيدي قوات كردية؟"، نشرتها صفحة إخبارية كردية (عفرين الحدث) على "فيسبوك"، بتفاعل ملحوظ، وتساءل شيرو حسن وهو أحد المتفاعلين مع التدوينة، عن علاقة تحرير الرقة بالحكم ذاتي والديمقراطية وحقوق الأكراد، ومن سوف يدفع فاتورة التحرير؟

وتابع إدريس بارزاني محذراً: "لا لحرق شبابنا في محرقة الرقة دون ضمانات دولية، واستغرب روكان بكر من قتال الأكراد دفاعاً عن مناطق غير كردية وقال: "بفتح معركة من هذا الحجم، وكأنكم تقولون للشبان الأكراد الذين لم يهاجروا لأوروبا، هاجروا".

بدوره تساءل محمد حمدوش: "من سيموت من الأكراد في الرقة، هل سيكون شهيداً كردياً؟"، أما جودي حسن فرفضت وبشدة تورط الأكراد في القتال دفاعاً عن مدينة رحّب أهلها بالتنظيم -على حد زعمها- وقالت: "لا يستحقون أن ندافع عنهم، فهم كانوا من المرحبين بداعش عند دخولها إلى مدينتهم". وقال محمد شيخموس: "ينباعوا بالعزاء"، وأضاف محمد كمال ساخراً: "قريباً ستطلب الصين من الأكراد المساعدة لقتال لتنظيم الدولة".

ولعل من الأنسب برأي حاجي عمر أحد المتفاعلين مع التدوينة، أن توجه الجهود العسكرية لربط مدينة عفرين بمدينة عين العرب (كوباني)، عوضاً عن خوض معارك "لا طائل منها"، بالنظر إلى المصلحة الكردية العليا. 

وبدوره طرح الصحفي الكردي ماجد حاج كبة العديد من الأسئلة في تدوينة عبر صفحته الشخصية "فيسبوك" حيث قال: "ما دام ما من طرفٍ من أطراف المعارضة راض عن أية أعمالٍ تُقدم عليها وحدات الحماية الشعبية، فلماذا هذه الجهة حريصة على جلب الحقد والعار إلى ناسها؟ لماذا القيام بعمل لا يزيد إلّا من حجم العداوة مع الآخر؟ ولماذا التضحية لأجل أناس لا يشكرونك على التضحية؟ هل إلى هذه الدرجة دماء الشباب الكرد رخيصة لدى حزب الاتحاد الديمقراطي والوحدات العسكرية التابعة له؟". أما على المقلب الآخر، فقد أبدى كثير من النشطاء الأكراد ترحيبهم بإعلان القوات الكردية بدء معركة الرقة، وفي هذا السياق رحب ولاة عفرين بدخول القوات الكردية إلى المعركة وقالوا عبر "فيسبوك": "هدفنا إنساني، وسنحرر كامل التراب السوري، وسنعيد أمجاد ميديا"، وذلك في إشارة منهم إلى إمبراطورية ميديا التي شكلها الميديون الآريون، التي تعود لمنتصف القرن السابع قبل الميلاد.

من جهته قال برزاني مسعود: "ليس لدينا خيارات، إذا رفضنا دخول المعركة لن يدعمنا أحد، أمريكا تريد تحرير الرقة، ودماء شباب الأكراد في الرقة لن تذهب هدراً، لأنها ستكون في سبيل الحصول على الدعم الدولي". 
التعليقات (0)