ملفات وتقارير

سوري فقَدَ 40 من عائلته.. وما زالوا تحت الأنقاض منذ 3 سنوات

مآس يومية في مدينة داريا وريف دمشق - أرشيفية
مآس يومية في مدينة داريا وريف دمشق - أرشيفية
لم تكن المجزرة التي ارتكبتها طائرات النظام السوري في أواخر الشهر الأول من عام 2013 في مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية مجزرة عادية رغم مضي ثلاث سنوات وأربعة أشهر على حدوثها، حيث ما زال أكثر من 40 من أبناء المدينة معظمهم من النساء والأطفال والمسنين تحت الأنقاض منذ ذلك التاريخ. 

ويروي مدير المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في مدينة داريا كرم الشامي لـ"عربي21" تفاصيل الحادثة المؤلمة والمستمرة منذ سنوات قائلاً: "المقاتل في الجيش الحر بمدينة داريا عبادة فقد والديه وأختين وأخا صغيرا وعددا كبيرا من الخالات والعمات وأفراد عائلاتهم جراء غارة جوية واحدة نفذتها طائرة "ميغ" تابعة للنظام السوري دمرت أحد الأبنية السكنية بشكل كامل لتبقى العائلات إلى يومنا هذا تحت الأنقاض". 

ويقول الشامي: "لا تستطيع الأدوات البسيطة التي تمتلكها المدينة انتشال الجثث بسبب خطورة المكان الجغرافي للمبنى السكني والذي ترصده قوات النظام بشكل مباشر، وعند دخول الوفد الأممي قبل فترة إلى المدينة، قام المقاتل في الجيش الحر عبادة بالتحدث مع رئيس الوفد الأممي خولة مطر، لتتدخل كوسيط مع النظام السوري حتى يُسمح للأهالي بسحب الضحايا من تحت الأنقاض الذين مر على قتلهم أكثر من ثلاثة أعوام". 

وأكد مدير المكتب الإعلامي في داريا أن عدد الضحايا الإجمالي هو 54 ضحية، نجحت فرق الإنقاذ في انتشال عدد منهم ممن كانوا في أحد أطراف القبو السكني، ولكن ما زال قرابة الـ40 ضحية تحت أنقاض المبنى المؤلف من أربع طبقات وقبو داخلي بمساحة طابقين. 

واستطرد قائلا: "قام مكتب الخدمات آنذاك بحفر نفق تحت الأرض ضمن محاولة إنقاذ الذين ما زالوا أحياء تحت الأنقاض، ومن ثم دخل طفل صغير عمره اثنا عشر عاماً في النفق ونجح بسحب امرأة من تحت الركام كانت تحتض طفلها الرضيع المقتول". 

ولكن حتى هذه المرأة التي نجت من تحت الركام بأعجوبة تم إخراجها آنذاك عبر إحدى الطرق خارج المدينة لتتلقى العلاج كونها تعاني من أعراض مرضية بسبب الركام، حيث تم إدخالها إلى أحد المشافي في دمشق ولكن المخابرات السورية علمت بأنها من مدينة داريا فقاموا بقتلها في المشفى.

وقال الشامي إن يوم الثامن عشر من شهر كانون الثاني/ يناير عام 2013 لا يمكن أن ينساه أبناء مدينة داريا، فالغارات الجوية لم تكن تتوقف، وراجمات الصواريخ تدك المدينة بعشرين صاروخا دفعة واحدة عندما تتوقف زخات المدفعية الثقيلة المكثفة، فيما كانت قوات النظام السوري تحاول التقدم برياً بعدد كبير من الدبابات والمقاتلين. 

ويؤكد أن عائلات بأكملها قُتلت ودفن بعضهم أحياء ليلقوا حتفهم فيما بعد، وكان سبب ذلك صاروخ فراغي واحد، حول قسماً منهم إلى أشلاء متناثرة، وهذا تأكدنا منه عندما قامت الفرق الطبية بتجميع من كانوا في الطوابق العلوية، حيث تم تجميع الأشلاء بأكياس النايلون والبطانيات.

وأكمل الشامي فصول الحادثة قائلا: "أثناء محاولة الأهالي والفرق الطبية إنقاذ الناجين والذين كنا نسمع أصواتهم من تحت الركام، بدأ المبنى بالانهيار فوق بعضه، ليصاب عدد آخر من المدنيين والمنقذين، ورغم ذلك بقي قسم كبير يحاول إنقاذ العالقين تحت الأنقاض وصحيات المناجاة تبكي الحجر". 

ولكن المركبات "الجرافات" لم تستطع العمل خوفاً على العشرات الذين مازالوا تحت الأنقاض، لتستمر المحاولات لأكثر من يومين بشكل متواصل، ونحن هنا نتحدث عن ساعات مريرة، مساع لإنقاذ الضحايا والنظام السوري يكثف قصفه أكثر فأكثر وترتفع حدة المواجهات ويتساقط مدنيون جدد، والعمل المتواصل للفرق أدى إلى إنقاذ طفلة تبلغ من العمر اثنا عشر عاما. 

وختم الشامي سرده لفصول الحادثة المؤلمة بالقول: "بعد ذلك شددت قوات النظام السوري قصفها على منطقة المجزرة عدة أيام وسط محاولات اقتحام هي الأشرس، ومع تواصل المواجهات واستمرارها لفترة زمنية غابت المجزرة وبقي الضحايا تحت الأنقاض حتى يومنا هذا، وكذلك ما زال المقاتل في الجيش الحر في المدينة "عبادة" ينتظر أي وسيلة لإخراج والديه وأخوته وبقية عائلته من تحت الركام والأنقاض".
التعليقات (1)
أبو طلال أحمد
السبت، 28-05-2016 04:30 م
حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم انتقم ياجبار السموات والأرض لاحول ولا قوة إلا بك