سياسة عربية

بذكرى المجزرة.. ليبراليون يعتذرون وهاشتاج #مذبحة_رابعة يتصدر

قتل في المجزرة ما لا يقل عن 1185 شخص- أرشيفية
قتل في المجزرة ما لا يقل عن 1185 شخص- أرشيفية
بعد ثلاثة أعوام من الإنكار ومحاولة تبرير موقفهم المؤيد للإطاحة بالرئيس محمد مرسي، والصمت على ما تبعه من مذبحة طالت الآلاف من مؤيديه، بدأ العديد من النشطاء والحركات السياسية الليبرالية في إبداء الندم والاعتذار عن مواقفهم السابقة إزاء ضحايا مذبحة رابعة.
 
وكانت قوات الجيش والشرطة المصرية قد قامت في يوم 14 أغسطس 2013 بفض اعتصامي رابعة العدوية بالقاهرة والنهضة بالجيزة بالقوة، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من مؤيدى الرئيس محمد مرسى.
 
ندم واعتذار
 
وقال الناشط السياسي وائل غنيم عبر صفحته على "فيسبوك": "رحم الله كل من مات في مذبحة رابعة وغفر لنا تقصيرنا".
 
وتابع غنيم: "كان يوم 14 آب/ أغسطس 2013 من أسوأ أيام حياتي، رأيت مصر التي كنت أخشى أن أراها بعد ثورة يناير بسبب الفشل السياسي، مشاهد القتل العمد وخطابات الكراهية ودعوات العنف والتحريض على الدم والتشفي في القتل كلها مشاهد لن يمكن تخطيها أو نسيانها بكل ما فيها من ذكريات أليمة".
 
وأضاف: "هل يمكن أن نتدارس كيف وصلنا إلى هذا الطريق المسدود؟، هل استوعبنا اليوم أن الكل قد خسر ولم يربح أحد؟ إلى متى سنستغرق ما تبقى من أعمارنا في ممارسة كل ما أوصلنا إلى هذه الحالة غير المسبوقة من الشقاق والتناحر ونستهلك طاقاتنا في بث المزيد من مشاعر الغل والحقد والكراهية تجاه بعضنا البعض؟".
 
كما اعتذرت حركة "شباب 6 أبريل" عن "الوقوف مكتوفي الأيدي" في ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة، وقالت إن هذا يدعو الجميع إلى ضرورة تصحيح أخطاء الماضي.
 
وأضافت الحركة، في بيان لها عبر صفحتها على "فيسبوك": "ثلاثة أعوام، ومازال الحق غائب، ومازال العدل أخرس، ومازالت الدماء تلطخ الجدران وبقايا الضمائر، ثلاثة أعوام ومازال القاتل حر طليق".
 
وتابعت: "ثلاثة أعوام، وستظل لعنة الدماء تطارد كل من شارك وأيد وبرر وهلل وفوّض، برغم الاختلاف، لم نشارك في التفويض ووقفنا ضده بكل قوتنا، لم نكن مع إراقة الدماء وانتهاك الكرامة والحريات والإنسانية، ولكن عذرًا إن أخطأنا، عذرا إن كنا وقفنا مكتوفي الأيدي ولم نستطع فعل شئ آخر يحول دون وقوع هذا الجُرم، عذرا يا كل شهيد وكل معتقل وكل أسرة فقدت ذويها، حقكم سيأتي عاجلًا أم آجلًا، وإن غدًا لناظره قريب".
 
#مذبحة_رابعة" يتصدر
 
ودشن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت هاشتاج بعنوان #مذبحة_رابعة، لإحياء الذكرى الثالثة لفض الاعتصام، شهد تفعلا كبيرا من المعلقين وتصدر قائمة "تويتر" للهاشتاجات الأكثر تداولاً في مصر.
 
وكتب آلاف النشطاء من مختلف التوجهات تعليقات تحمل مشاعر الاحترام والتقدير لضحايا المذبحة المروعة التي لم تشهد مصر مثلها منذ مئات السنين، وأكدوا أن التاريخ لن ينسى كل من شارك أو أيد هذه الجريمة.
 
كما أكد كثيرون أن الحياة في مصر بعد مذبحة رابعة لم تعد كما كانت قبلها وأن العديد من المشاعر والعلاقات الطيبة ماتت في قلوبهم مع موت آلاف الضحايا
 
تحقيق جديد ومحايد
 
وفي ذات السياق، طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الأحد، السلطات المصرية إلى سرعة إصدار قانون للعدالة الانتقالية يقضي بوجوب إجراء تحقيق جديد ومحايد في واقعة القتل الجماعي للمتظاهرين في رابعة والنهضة.
 
وقالت "سارة ليا ويتسن"، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، في بيان للمنظمة، تلقت "عربي21 نسخة منه، إنه "إذا كانت حكومة عبد الفتاح السيسي تأمل في أن تحظى بأي مصداقية أمام آلاف المصريين الذين عانوا على مدار السنوات الثلاث الماضية، فعليها ضمان المحاسبة الجادة على هذه الجرائم الخطيرة".
 
وأضافت "ويتسن": "ما زالت واقعة القتل الجماعي في 14 أغسطس 2013 بقعة سوداء في سجل مصر، ولا يمكن لأي محاولات تبذلها الحكومة أو حلفاؤها أن تخلصها منها".
 
وأكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أنها وثقت حالات مختلفة لإطلاق قوات الأمن النار بشكل غير قانوني على المتظاهرين في الفترة بين عزل مرسي يوم 3 يوليو 2013 ويوم الجمعة 16 أغسطس 2013، ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 1185 قتيلا".
 
ومن جانبها، تتهم الحكومة المصرية منظمة هيومن رايتس ووتش، بالانحياز لجماعة الإخوان المسلمين، وتقول إنها غير محايدة وتتآمر على مصر".

المسجد ما زال مغلقا
 
وعلى الرغم من مرور ثلاث سنوات على فض اعتصام رابعة، إلا أن المسجد الذي يحمل ذات الاسم ويحتل وسط الميدان ما زال مغلقا حتى الآن وتمنع قوات الأمن الصلاة فيه.
 
وكانت السلطات المصرية قد أصدرت قرارا العام الماضي بتغيير اسم ميدان ومسجد رابعة إلى اسم "هشام بركات" النائب العام الراحل الذي قتل في انفجار بالقاهرة عام 2015، وقالت إنها أنفقت ملايين الجنيهات على إعادة ترميم المسجد ليستقبل المصلين من جديد، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
 
وتتمركزأعداد كبيرة من قوات الأمن من الجيش والشرطة داخل الميدان، بالإضافة إلى عناصر الأمن السرية التي تملأ المكان وتمنع أي أحد من التوقف أو التصوير ويتم اعتقاله على الفور.
 
وتعليقا على هذا الأمر، قال الصحفي جمال سلطان، عبر تويتر، إن "استمرار غلق مسجد رابعة حتى اليوم رغم مرور ثلاث سنوات على المذبحة أوضح دليل على أن ذكراها ما زالت حية وأنها أصبحت كابوسا يطارد الكثيرين".
0
التعليقات (0)