سياسة عربية

هل يواجه اجتماع منتجي النفط بالجزائر مصير لقاء الدوحة؟

نفط
نفط
استبعد خبراء ومحللون أن يتوصل منتجو النفط سواء من أعضاء منظمة أوبك، أم من خارجها، التوصل لاتفاق خلال الاجتماع المرتقب بالجزائر.

ومن المقرر أن يلتقي أعضاء منظمة "أوبك" بالإضافة إلى روسيا على هامش المنتدى الدولي للطاقة في الجزائر في الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول الجاري.

لكن وفقا لخبير البترول المصري، الدكتور رمضان أبو العلا، فإن اللقاء المرتقب سوف يواجه نفس مصير اجتماع الدوحة الذي لم يسفر عن أي تقدم في ما يتعلق بخفض أو تجميد أو تثبيت إنتاج النفط على مستوى العالم.

وأوضح "أبو العلا" في حديثه لـ "عربي21"، أن هناك عراقيل كثيرة وكبيرة أمام التوصل إلى اتفاق من هذا القبيل، خاصة في ظل عدم وضوح موقف إيران أمام ما يطرحه أعضاء منظمة أوبك، إضافة إلى ربط السعودية بين قرارها واستجابة إيران لما يتوصل إليه أعضاء "أوبك".

هذا بالإضافة إلى انضمام روسيا إلى الجانب السعودي، ما يعني أن الموقف سوف يزداد تعقيدا في ظل تمسك إيران بالوصول بإنتاجها إلى ما قبل فرض العقوبات الدولية، ما يعني أنها لن تستجيب لأي اتفاق من شأنه أن يحول بينها وبين زيادة إنتاجها خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى عدم وجود أي مرونة بين كبار المنتجين، ما يؤكد فشل اللقاء المرتقب في الجزائر خلال الأيام المقبلة في التوصل لأي نتيجة إيجابية تدعم توجهات "أوبك"، سواء بخفض الإنتاج  أم تثبيته أم تجميده.

بعض المنتجين قد يتخطون بشكل متعمد سقف الإنتاج في حال التوافق عليه، فالاتفاق المرتقب خلال الأيام أو الأسابيع القادمة لا يمكن الاعتماد عليه في مراقبة المخالفين.

أما احتمالات تحرك "أوبك" في الجزائر أو خلال نوفمبر/ تشرين الثاني في فيينا فهو "صفر"، وإذا كان المنتجون يبحثون عن تثبيت الإنتاج عند مستويات يناير/ كانون الأول من هذا العام، فإن بعض البلدان ستكون بحاجة لخفض إنتاجها وهو أمر صعب الحدوث.

وتسببت تعليقات كبار المنتجين قبل اجتماع الدوحة في تقلبات حادة بالسوق، فيما تذبذبت أسعار الخام في كلا الاتجاهين منذ أن أعلنت المنظمة في أغسطس/ آب الماضي اجتماعها المزمع في الجزائر، وفقا لتقرير لـ"ماركت ووتش".

وتعلمت الدول المنتجة للنفط أن هذا الأسلوب في التوجيه عن طريق التعليقات له تأثير ملحوظ على معنويات السوق، ونجحت هذه الطريقة على مدار العام الجاري، لذا يملك المنتجون حافزا كبيرا للإبقاء عليها وعلى تعليقاتها، حتى يبدأ السوق بنهاية المطاف في تجاهل هذه التصريحات.

وأعلنت السعودية وروسيا في تصريحات خلال الشهر الجاري، العمل معا نحو الوصول لاتفاق لتحقيق الاستقرار في سوق النفط، لكن البيانات أشارت إلى زيادة إنتاج كلا البلدين، وحتى إيران التي رفضت تجميد الإنتاج تظهر أحيانا مرونة في موقفها.

وقال الأمين العام لـ"أوبك" محمد باركيندو، في تصريحات سابقة، إنه "من الممكن اتخاذ أي قرار خلال اجتماع الجزائر وإن المنظمة قد تدعو لاجتماع استثنائي إذا توصل الأعضاء لاتفاق في الجزائر". وكانت هذه التصريحات مربكة للغاية.

وأكدت روسيا في الوقت نفسه أنها ستدعم اتفاق تحقيق التوازن بالسوق لعام واحد، لكن بيانات الإنتاج في سبتمبر/ أيلول أشارت إلى الوصول لمستويات غير مسبوقة في تاريخ البلاد بأكثر من 11 مليون برميل يوميا.

وإذا تم التوصل لاتفاق في الجزائر، فستدعو "أوبك" إلى عقد اجتماع رسمي للتصديق عليه، بل ربما تعقد اجتماعا استثنائيا في الجزائر حال حضور كافة الأعضاء.

لكن هناك تكهنات تشير إلى أن الاجتماع غير الرسمي في الجزائر قد يصبح رسميا، إذا كان هناك اتجاه حقيقي للإعلان عن تغير كبير في السياسات.

ولا تزال إيران تريد الوصول إلى مستوى إنتاج أربعة ملايين برميل يوميا، ومن المرجح ألا يقبل أي من ليبيا ونيجيريا تجميد الإنتاج الذي تراجع لديهم بالفعل بسبب الاضطرابات الداخلية.

ويعود الأمر كله للسعودية وما إذا كانت ترغب في خفض الإنتاج حتى مع زيادة الضخ من قبل إيران ونيجيريا وليبيا، ويتوقف دعم الأسعار على قدرة المملكة على خفض إنتاجها إلى مستويات ما قبل الصيف.

لكن عادة ما تخفض السعودية إنتاجها بداية الخريف، وهنا من الضروري التمييز بين خفض الإنتاج السعودي بحلول نهاية الصيف والحديث عن تجميد أو خفض الإنتاج بين أعضاء "أوبك".
0
التعليقات (0)