سياسة عربية

دمى مطرزة "تجسد" أحلام السوريين في حلب التي تمزقها الحرب

الدمى تحيكها لاجئات سوريات تعشن في لبنان- أرشيفية
الدمى تحيكها لاجئات سوريات تعشن في لبنان- أرشيفية
أطلقت المصممة السورية ماريان موصلي مبادرة "مجموعة أنا"، لإنتاج دمى مطرزة تجسد أحلام سوريين يعيشون حاليا في مدينة حلب التي تمزقها الحرب وإشراك العالم فيها بهدف تقديم يد العون لهم.

الدمى المطرزة تحيكها لاجئات سوريات يقمن في لبنان، وتحمل كل دمية منها حلم شخص ممن يقيمون حتى الآن في حلب.

وتروم ماريان المتحدرة من مدينة حلب السورية من خلال هذه المبادرة، التي توصلت لفكرتها مع أمها وأختها، مساعدة أهل حلب.

وأوضحت صاحبة المبادرة: "نحنا لأنه أنا من حلب حسيت إنه لازم ألاقي طريقة أرجع أعطي للناس اللي قاعدين بحلب هلق (الآن). لأن أنا ما أني هونيك. ما في أرجع مع كل شي عم بيصير هونيك. كان بدي أساعد عمتي اللي قاعدة هونيك وهي عم بتساعد العيل (الأ سر) اللي تأثروا من الأزمة والحرب اللي هونيك. بالتالي هيك أجت الفكرة إنه أجت بكيف في أعمل شي أساعدهن للي قاعدين جوه".

وتريد ماريان بذلك أن تساعد أهل مدينتها بطريقتها التي لا تقتصر على مجرد تقديم المال لهم لكن من خلال إشراكهم شخصيا في عملية كسب هذا المال.

وبمساعدة عمتها التي لا تزال تقيم في حلب تمكنت ماريان من جمع بعض آمال وأحلام أهل حلب.

وأضافت ماريان موصلي: "بعثت لنا قصصا. قصص عنهن. بعتت لنا صور. فيه أولاد رسموا. يعني هي سألتهن شو هو الأمل تبعكن؟ بشو بتحلموا؟ القصة بتاعتكن اللي بتعيشوها كل يوم شو هي؟ وفيه منهن كتبوا لنا قصص. فيه منهن بعتوا لنا ملاحظات صوتية. كل واحد بعت لنا شي وبعتوا لنا إياهن لهون وهيدول القصص نحن أخدنا منهن شقف (أجزاء) ورسمناهن ع كل د مية".

وتوضع على ظهر كل دمية ملحوظة باسم شخص يقيم في حلب يشرك الآخرين في حلمه سواء أكان من خلال قصة أو رسم أو ملحوظة صوتية.. وهذا الحلم هو الملهم الرئيسي لتصميم تلك الدمية.

وتذيب بعض القصص المذكورة على الدمى القلوب بينما تشعرها قصص أخرى بالحزن الشديد.

وكتب تعليق على دمية على صفحة مجموعة أنا على موقع انستغرام لتصميم مطرز لرجل وامرأة وأيديهما متشابكة: "ابني فادي يحلم بأن يتزوج. عمره خمس سنوات".

ويقول تعليق دمية أخرى بتصميم أفق مدينة: "أنا رهف. أعيش أنا وأسرتي الآن في خيمة بساحة عامة. ابني يحلم بالعودة لقريتنا وأن يرى أنها لا تزال موجودة".

وتعمل ماريان ولا أتيليه مع منظمة أهلية في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في جنوب بيروت حتى يتسنى إشراك لاجئات سوريات يقمن في لبنان في عملية صناعة تلك الدمى.

وقالت ماريان موصلي (30 عاما): "هلق اللي بيشتغلوهن حاليا هن بسمة وزيتونة. هن منظمة أهلية هون فاتحين بمخيم شاتيلا. هن بيخيطوهن. نحن عطيناهم التصميم الأساسي وهن بيرجعوا بيطلعوا ع التصميم تبعنا وبيعملوهن. هلق المنظمات الأهلية كمان النسوان اللي عم يعملوهن هن كمان نازحين من سوريا".

وتباع كل دمية بمبلغ 65 دولارا ويتقاسم العائد اللاجئون الذين يحكنها في مخيم شاتيلا وأصحاب القصص المذكورة عليها الذين يقيمون في حلب من أجل دعمهم في هذه الأزمة.

وقالت امرأة سورية تعمل في حياكة تلك الدمى إن الربح ليس كثيرا ولكنه يسهم إلى حد كبير في مساعدة من يعيشون في حلب.

وأضافت غزالة شنو وهي لاجئة سورية فرت من حماة منذ أربع سنوات بسبب الحرب وتعمل حاليا في منظمة بسمة وزيتونة: "اللي بشتغل فيه أغلب الأحيان بابعتو أهلي بسوريا مع إن أنا هون بحاجة. بساعد جوزي بأشهر وأشهر أغلب الأحيان لأخواتي مع إنه شي بسيط بس بأبعته لأهلي. لأن هون الشغلة بسيطة عندنا. بس عندهن يمكن بأبعت 10 آلاف أو 20 ألف (ليرة سورية)كل شهرين أو كل شهر لأخواتي أو لأبوي بيلاقوها شي كبير أكتر من عندنا هون".

وتوضح ماريان أن المبادرة تكون دائرة متكاملة يساعد بموجبها اللاجئون السوريون في لبنان السوريين في حلب الذين يشركون العالم في قصصهم عبر ما ينشر على تلك الدمى.

وتباع الدمى حاليا في بوتيك أورينت 499 في الحمراء ببيروت. ويعرضها المحل في سلة واضعا إلى جانبها ملحوظة تقول بالفرنسية والعربية (ألعاب من وحي وإنتاج نساء سوريات يتم تحويل الريع إلى مؤسساتهن الخيرية).

ويمكن كذلك طلب الدمى عبر الإنترنت من خلال الاتصال مباشرة بماريان موصلي على موقع مجموعة أنا على إنستغرام.

وقالت ماريان إن لا أتيليه وبسمة وزيتونة باعوا حتى الآن بالفعل أكثر من 500 دمية لكن لديها حلم أكبر بأن تنتشر بموجبه مجموعة أنا في أنحاء العالم وتوصل الدمى إلى أكبر عدد ممكن من الناس.
التعليقات (0)