سياسة عربية

البرادعي: طلبت مساعدة أمريكا بعلم المجلس العسكري

محمد البرادعي
محمد البرادعي
قال نائب الرئيس المصري الأسبق بعد الانقلاب محمد البرادعي، إن اتصاله بالإدارة الأمريكية عقب عزل مرسي للحصول على مساعدات اقتصادية لمصر كان بعلم المجلس العسكري وبموافقته.

واتهم البرادعي في بيان أصدره ونشره على صفحته بـ"فيسبوك" ما أسماها جهات سيادية في الدولة بتسجيل مكالمته وبثها لوسائل الإعلام كجزء من التحريض المتواصل تجاهه بسبب ما أسماه دوره للتوصل للحل السلمي مع الرئيس المصري السابق محمد مرسي.

 وأوضح البرادعي أنه قبل الدعوة لحضور اجتماع الثالث من تموز/يوليو لبحث الأزمة مع القوات المسلحة، تفاجأ، كما قال، باحتجاز مرسي منذ ساعات الصباح، وبأن خياراته كانت محدودة.

وقال البرادعي: "في ضوء هذا الأمر الواقع، أصبحت الأولوية بالنسبة لي هي العمل على تجنب الاقتتال الأهلي والحفاظ على السلمية والتماسك المجتمعي، من خلال خارطة طريق بنيت على افتراضات مختلفة بالكامل عن تطورات الأحداث بعد ذلك".

وأضاف البرادعي: "قبلت في ضوء ما تقدم، أن أشارك في المرحلة الانتقالية على هذا الأساس، كممثل للقوى المدنية بهدف المساعدة للخروج بالبلاد من منعطف خطير بأسلوب سلمي قدر الإمكان".

وأشار البرادعي إلى محاولاته المستمرة للحوار بين المجلس العسكري والإخوان للخروج من الأزمة، كما قال، خلال الفترة التي أعقبت بيان "خارطة الطريق". 

ونفى البرادعي في بيانه أي دور له في مجزرة رابعة العدوية، وقال إنه رفض رفضا قاطعا محاولات الفض واستخدام القوة.

واتهم البرادعي الإعلام المصري بالهجوم عليه بسبب محاولاته المستمرة للوصول لحلول سلمية في الأزمة المصرية الداخلية.

وتاليا نص البيان:

"فى ضوء الاكاذيب والانحطاط الاخلاقى الذي تمارسه بعض وسائل إلاعلام عن الفترة التى قبلت فيها المشاركة فى العمل العام بصفة رسمية ( 14 يوليو- 14 اغسطس 2013 ) فقد يكون هذا التوضيح الموجز - فى الوقت الحالي - مفيدا لسرد بعض الحقائق ووضعها فى سياقها السليم ، بعيدا عن الإفك والتزوير.

1- عندما دعت القوات المسلحة ممثلي كافة القوي السياسية الي اجتماع بعد ظهر 3 يوليو 2013 كان المفهوم انه اجتماع لبحث الوضع المتفجر على الارض نتيجة مطالب الجموع الغفيرة المحتشدة فى كل أنحاء مصر منذ 30 يونيو اجراء انتخابات رئاسية مبكرة، نظرا للاستقطاب الحاد فى البلاد الذى اصبح يهدد الوحدة الوطنية .

2- عندما فوجئت في بداية الاجتماع ان رئيس الجمهورية كان قد تم احتجازه بالفعل صباح ذلك اليوم من قبل القوات المسلحة -دون اى علم مسبق للقوى الوطنية – وهو الامر الذى أدى الى عدم مشاركة رئيس حزب الحرية والعدالة- الذى كانت قد تمت دعوته- فى الاجتماع ، أصبحت الخيارات المتاحة محدودة تماماً وبالطبع لم يعد من بينها إمكانية اجراء استفتاء على انتخابات مبكرة .

3- فى ضوء هذا الامر الواقع - رئيس محتجز وملايين محتشدة في الميادين - أصبحت الاولويه بالنسبة لى هي العمل على تجنب الاقتتال الأهلى والحفاظ علي السلمية والتماسك المجتمعي من خلال خارطة طريق- تمت صياغتها في عجالة - بنيت على افتراضات مختلفه بالكامل عن تطورات الأحداث بعد ذلك : رئيس وزراء وحكومة تتمتع "بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الانتقالية"،انتخابات برلمانيه ثم رئاسية مبكرة وكذلك - وهو الأهم - لجنة للمصالحة الوطنية. وقد قبلت فى ضوء ماتقدم ان أشارك فى المرحلة الانتقالية على هذا الأساس كممثل للقوى المدنية بهدف المساعدة للخروج بالبلاد من منعطف خطير بأسلوب سلمى بقدر الإمكان .

4- وبالتوازى مع خارطة الطريق فقد ساهمت وغيري، بما فى ذلك ممثلين لقوى عربية واجنبية، فى مساع للوساطة مع مؤيدى الرئيس السابق ، بمعرفة وتوافق الجميع بما فى ذلك ممثلى المجلس العسكري، للتوصل الي أُطر وتفاهمات لتجنب العنف الذى كان بدأ يتصاعد فى اشتباكات بين مؤيدى الرئيس السابق وقوات الأمن والذى أدى الى وقوع الكثير من الضحايا. وقد كان الهدف اثناء وجودى فى المنظومة الرسمية هو التوصل الى صيغة تضمن مشاركة "كافة أبناء الوطن وتياراته " في الحياة السياسية حسبما ماجاء فى بيان 3 يوليو.

5- ولكن للأسف ، وبالرغم من التوصل الي تقدم ملموس نحو فض الاحتقان بأسلوب الحوار والذى استمر حتى يوم 13 اغسطس ، فقد أخذت الأمور منحى آخر تماما بعد استخدام القوة لفض الاعتصامات وهو الأمر الذى كنت قد اعترضت عليه قطعيا فى داخل مجلس الدفاع الوطني، ليس فقط لأسباب اخلاقية وإنما كذلك لوجود حلول سياسية شبه متفق عليها كان يمكن ان تنقذ البلاد من الانجراف فى دائرة مفرغة من العنف والانقسام وما يترتب على ذلك من الانحراف بالثورة وخلق العقبات امام تحقيقها لاهدافها.

6- وقد اصبح واضحا لى الآن ان هذا الطريق كان يخالف قناعات الكثيرين، وهو مايفسر الهجوم الشرس عليّ من "الاعلام " وكذلك التهديدات المباشرة التى وصلتني خلال الفترة القصيرة التى قبلت فيها المشاركة الرسمية فى العمل العام وذلك بسبب محاولاتى التوصل الى حل سلمى للازمة السياسية. وبالطبع فى ضوء ماتقدم من عنف وخداع وانحراف عن مسار الثورة فقد كان من المستحيل علي الاستمرار فى المشاركة فى عمل عام يخالف كل قناعتى ومبادئي وخاصة قدسىة الحياه وإعلاء قيمة الحرية والكرامة الانسانية، حتى وان كان ذلك عكس التيار العام والهيستيريا السائدة فى ذلك الوقت.

7- بعد ان قمت بتقديم استقالتى للاسباب التى وردت بها وبدلا من احترام حقى فى الاختلاف فى امر غير قابل للتفاوض بالنسبة لى ولضميري ، ازدادت حدة الهجوم الشرس علي من قبل آلة إعلامية تقوم على الإفك وتغييب العقول، وهو الهجوم الذى بدأ منذ أواخر عام 2009عندما طالبت بضرورة التغيير السياسي .

8- وقد يكون احد الأمثلة الصارخة فى هذا الشأن تسجيل وإذاعة مكالماتى الخاصة بالمخالفة لكل الدساتير والقوانين والقيم الاخلاقية المتعارف عليها- باستثناء الانظمة الفاشية- ومنها مكالمة مع وزير امريكى بعد قيام الثورة مباشرة اطلب منه ان تقوم حكومته بتقديم مساعدات اقتصادية وتقنية لمصر وان يبذلوا مساعيهم كذلك مع دول الخليج آلتى أحجمت وقتها عن تقديم اى عون اقتصادى لمصر. وهذا الاتصال كان عقب اجتماع لى مع قيادات المجلس العسكري ذُكر فيه الوضع الإقتصادى الحرج للبلاد مما أدى الى ان أبدى أنا وغيرى من الحاضرين ممن لهم علاقات خارجية الاستعداد للاتصال بكل من نعرفهم طلبا للمساعدة. وقد قام الاعلام بإذاعة مكالمتى على انها تخابر مع المخابرات الامريكية!! وبالطبع مازال من سجلها وأمر باذاعتها – وهى بالضرورة اجهزة رسمية- بعيدا عن أية محاسبة، بالاضافة بالطبع الى من أذاعها .

9- احد الأمثلة الصارخة الاخرى هو الاستمرار فى تحريف وتشويه دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بعملها فى التفتيش على برنامج العراق النووي بمقتضى قرارات مجلس الأمن، وهو العمل الذى نال التقدير الجماعى من كافة الدول أعضاء الوكالة، بما فيها مصر، باستثناء الولايات المتحدة وبريطانيا . وقد تعذر على تلك الدولتين نتيجة تقارير الوكالة وكذلك تقارير لجنة الامم المتحدة الخاصة بالتفتيش على الأسلحة الكيمائية والبيولوجية التى ذكرت بوضوح اننا لم نجد اى دليل على احياء العراق لبرامج أسلحة الدمار الشامل ، أدت هذه التقارير الى تعذر حصول تلك الدولتين على قرار من مجلس الأمن بمشروعية الحرب على العراق مما أدى الى شنهما حربا غير شرعية مازلنا ندفع ثمنها حتى الان. وقد اشاد الاعلام المصرى فى هذا الوقت – مثله مثل باقى إعلام العالم- بدور الوكالة . إلى ان أعلنتُ ضرورة التغيير السياسي فى مصر والذى على اثره تم تغيير التوجه الاعلامى بالكامل ( يمكن مراجعة موقف الاعلام المصرى المخزى قبل وبعد 2009( كما هو الحال بالنسبة لأكاذيب اخرى لاتعد ولاتحصى بالنسبة لشخصى استمرت منذ نظام مبارك وحتى الان دون انقطاع .

10- الامر المحزن والمؤسف ان الكذب وتغييب العقول استمر من كافة الأطراف وحتى الان فمن جانب هناك من يدعى أننى سافرت الى الخارج قبل 30 يونيو للترويج والتمهيد لعزل الرئيس السابق ، واننى سافرت لإسرائيل ، وانه كانت هناك خطة من جانب الاتحاد الاوروبي لعزل الرئيس السابق، واننى كنت على اتصال بالمجلس العسكري فى هذا الشأن بل واننى كنت على علم بقرار المجلس العسكري احتجاز الرئيس السابق ، والذى – كما عرفت لاحقا - سبقته مفاوضات بين المجلس العسكري والرئيس السابق وجماعته ، تلك المفاوضات آلتى لم يعنى احد من الطرفين بإخطار ممثلى القوى المدنية بها لعل وعسى انه كان قد يمكننا المساعدة فى التوصل الى حل مقبول للطرفين.

11- ومن جانب اخر هناك من مازال يدعى انه لم يكن هناك مسار واعد لفض الاعتصامات بأسلوب سلمى ، واننى وافقت فى اى وقت على قرار استخدام القوة لفض رابعة ، واننى كنت السبب فى عدم التدخل المبكر لفض الاعتصامات قبل ان يزداد الاحتقان، بل وصل الفجور بالادعاء زورا وجهلا بأننى لا ادين الاٍرهاب والتطرف .

12- هناك الكثير الذى يمكننى ان أضيفه من امثلة على منهج الخداع والكذب واختطاف الثورة التى كنت شاهدا عليها والتى أدت بِنَا الى مانحن فيه، والتى تمنعني بالطبع مقتضيات الفترة الحرجة التى يمر بها الوطن من الخوض فيها.

13- غنى عن الذكر ان رأيي كان وما زال هو ان مستقبل مصر يبقى مرهونا بالتوصل الى صيغة للعدالة الانتقالية والسلم المجتمعى وأسلوب حكم يقوم على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعلم والعقل. حفظ الله مصر وشعبها ."





التعليقات (4)
محمود المصرى*ّ ... ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً
الأربعاء، 02-11-2016 11:45 ص
الأوضاع الإقتصادية المتأزمة فى مصر لم تعد تحتمل جدل أو مغامرات سياسيين تحت الطلب مثل البرادعى , وفى المجادلة حزبان , حزب الله وحزب الشيطان , كن مع حزب الله واحذر من الآخر , أعوذ بالله منه ومن منتسبيه وأدواته التى يحركها ويهرب بها من مواجهة الذكر وحقائقه , وثورة 25 يناير وإنقلاب 30 يونيو كشفا كثيرين منهم خارج وداخل مصر , والعبرة واضحة لمن يعتبر , (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) , لا داعى لإعادة حرق الأوراق المحروقة , لا تسمع لأى ثورى متلون لا يبدأ حديثه بضرورة الإفراج الفورى عن كل المعتقلين ظلماً وامتلأت بهم سجون الإنقلاب , واعرف من هم الإخوان المذكورين فى الآيتين رقم 156 و168 فى آل عمران , وحاول أن تفهم معنى "العدوة الدنيا" و"العدوة القصوى" عند الحديث عن الفرز وعد الأصوات , ودائما اقرأ ما أستشهد به من القرآن مع إمتدادات سياقه , والحمد لله.
واحد من الناس ... انه البرادعي بتاع جبهة الانقاذ و حركة تمرد....
الأربعاء، 02-11-2016 11:27 ص
كان فاكر نفسه هيقعد مكان الرئيس المنتخب أ.د: مرسي .. فقعدوا عدلي منصور و البرادعي نائب له فالبرادعي زعل لأانه زي الفريك ما يحبش شريك... و لما وجد ان مركب الانقلاب تغرق فكر نفسه ناصح و بيحاول يصطاد في المياه العكرة... و لكنه تعرى تماما كما تعرى من قبله حمضين و الخمرجي عمرو موسى و غيرهم.
ابو عبدالرحمن
الأربعاء، 02-11-2016 09:56 ص
هل يا ترى في هذا الكلام والأمر تلميع لهذا الشخص لدور مشبوه جديد يؤدية بعد الوضع الهش والفاشل وطنيا للسيسي.
mm
الأربعاء، 02-11-2016 12:39 ص
لا تصدقوا المتلون المخادع