سياسة عربية

سفير الرياض بمصر ينفي طرده.. والجبير: الجزيرتان سعوديتان

قطان غادر القاهرة متوجها إلى الرياض دون أي توضيح عن سبب المغادرة- أرشيفية (واس)
قطان غادر القاهرة متوجها إلى الرياض دون أي توضيح عن سبب المغادرة- أرشيفية (واس)
نفى السفير السعودي في مصر، أحمد بن عبد العزيز قطان، الأربعاء، ما تردد حول قيام السلطات المصرية بطرده من القاهرة، في وقت كشفت فيه صحيفة سعودية عن تصريحات لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قال فيها إن جزيرتي تيران وصنافير  سعوديتان، مشددا على أن ذلك موثق منذ العصر العثماني.

قطان يغادر القاهرة

وبحسب صحيفة "الوطن" السعودية، فقد قال قطان إن هذه الأخبار (طرده من مصر) لا أساس لها من الصحة. وكان هاشتاغ بعنوان "#مصر_تطرد_السفير_السعودي"، قد تصدّر موقع التغريدات المصغرة "تويتر".

وفي الوقت نفسه، غادر قطان مطار القاهرة الدولي، مساء الاثنين، متوجها إلى الرياض، على متن طائرة الخطوط السعودية، دون أي توضيح من قِبَله لسبب المغادرة، ولا الفترة الزمنية التي سيغيب فيها عن مصر، وذلك مع تردد  أخبار حول وصول وفد من الأسرة الحاكمة السعودية إلى القاهرة، مساء الثلاثاء.

وصرحت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة، وفق الصحف المحلية المصرية، بأن السفير قطان، أتم إجراءات سفره عبر الصالة الحكومية المخصصة لكبار المسؤولين بالمطار المصري.

وتأتي مغادرة قطان في وقت نقلت فيه صحيفة "مكة" السعودية، تصريحات كان قد أدلى بها وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قائلا فيها لأول مرة إن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان، مشددا على أن سعودية الجزيرتين موثقة منذ العصر العثماني، وأن المملكة عهدت إلى مصر بحمايتهما في نهاية الأربعينيات.

وبحسب الصحيفة، فقد "أعطى وزير الخارجية، عادل الجبير، تفاصيل مهمة في ملف جزيرتي تيران وصنافير، التي أعادتها القاهرة إلى عهدة الرياض خلال الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر بعد توقيع الجانبين على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بينهما، بتأكيده أن سعودية الجزيرتين موثقة منذ العصر العثماني، وأن المملكة عهدت إلى مصر حمايتهما في نهاية الأربعينيات".

وأضافت "مكة": "جرت تلك التفاصيل المهمة على لسان الجبير، في إجابة عن سؤال وجه إليه خلال محاضرة ألقاها في مؤسسة ساساكوا للسلام في طوكيو في الأول من أيلول/ سبتمبر الماضي، واطلعت "مكة" على تفاصيلها".

وأردفت الصحيفة بأنه "في شهادة للتاريخ، تدحض كل المزاعم التي تنفي سعودية تيران وصنافير، قال عادل الجبير: "الجزيرتان سعوديتان، وكانتا كذلك منذ الأزل، وهو أمر موثق في وثائق تعود للعصر العثماني، ولقد سمح ملك المملكة العربية السعودية لملك مصر بحمايتها في نهاية الأربعينيات، وسمح لرؤساء مصر بالاستمرار في استخدام الجزيرتين حتى حرب عام 1967 عندما قامت إسرائيل باحتلال جزيرة سيناء والجزيرتين".

وأضاف الجبير أنه عند توقيع اتفاقية كامب ديفيد تمت إعادة جزيرة سيناء والجزيرتين لمصر. وتابع: "لدينا تأكيدات من رؤساء مصر على مدى السنوات الماضية تقضي باعترافهم بأن الجزيرتين سعوديتان، وتم القرار الآن برغبتنا بعودة الجزيرتين للسعودية، فلدينا ترتيبات خاصة لتلك المنطقة".

ونفى وزير الخارجية السعودي، بحسب "مكة"، أن يكون لإسرائيل أي شأن بالجزيرتين، مشددا على أن بلاده لم تفتح أي نوع من أنواع الاتصال مع تل أبيب بهذا الخصوص.

وأردف: "لا تواصل لنا مع إسرائيل حول الجزيرتين، ولا يتوجب أن يكون هناك تواصل، فهذا شأن يخص مصر والمملكة العربية السعودية".

مصدر مصري ينفي طلب اعتذار سعودي

إلى ذلك، نفى مصدر مصري رفيع المستوى، بحسب موقع "دوت مصر"، المقرب من السلطات، الأربعاء، ما تردد في صحف ومواقع إلكترونية عدة، حول اشتراط السيسي اعتذار الملك سلمان، للتصالح مع المملكة العربية السعودية، مؤكدا أن السيسي لم يطلب ذلك من الأساس. 

وكشف المصدر أن هناك وساطات عربية لتقارب وجهات النظر بين مصر والمملكة في عدد من القضايا الإقليمية المهمة، وعلى رأسها سوريا واليمن، مشيرا إلى أن الإمارات تبذل قصارى جهدها في تقارب وجهات النظر بين مصر والسعودية، وأنه في الفترة المقبلة سيكون هناك لقاء ثلاثي بين مصر والإمارات والسعودية.

وتابع: "بالتأكيد لدينا استفسارات حول عدد من الملاحظات، وعلى رأسها أسباب توقف شركة أرامكو عن تزويد مصر بالنفط، وعدد من الملاحظات الأخرى".

وتوترت العلاقات بين القاهرة والرياض خلال الفترة الماضية، بسبب تصويت مصر في مجلس الأمن لصالح قرار روسي حول سوريا، يُخالف اقتراحا سعوديا. كما أوقفت شركة "أرامكو" السعودية تصدير المشتقات النفطية للقاهرة قبل شهرين.

وفي الوقت نفسه، قضت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر، في وقت سابق، برفض طلب الحكومة وقف تنفيذ حكم سابق ببطلان اتفاقية نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية.

وعلَّق السفير أحمد قطان على الحكم قائلا: "إن المملكة العربية السعودية، ودول الخليج، سوف تبقى مستقرة وآمنة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، رغم كيد الكارهين والحاقدين"، بحسب تعبيره.
التعليقات (0)