سياسة عربية

علاء الأسواني متخيلا: هكذا تواجه مخابرات السيسي الأزمات

كشف الأسواني عن "تقرير سري تم تسريبه من جهاز أمني" قال إنه من نسج خياله- أرشيفية
كشف الأسواني عن "تقرير سري تم تسريبه من جهاز أمني" قال إنه من نسج خياله- أرشيفية
كشف الكاتب الروائي والصحفي المصري، علاء الأسواني، عن "تقرير سري تم تسريبه من جهاز أمني"، يتناول مقترحات "إدارة الإعلام" داخل جهاز مخابراتي وأمني كبير (لم يحدده)، للتعامل مع المتغيرات السياسية الحالية.

وقال الأسواني إن التقرير "مستلهم من وحي الخيال"، وهو أسلوب لجأ إليه الأسواني من قبل، في مقالات سابقة.

واعتبر نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي أن ما كتبه الأسواني في مقاله بموقع DW" عربية"، بعنوان: "تقرير مسرب من جهاز أمني"، إنما هو حقيقة وواقع، مؤكدين أن الأسواني لجأ إلى القول إن التقرير "خيالي"؛ حتى ينجو من مُساءلة الأجهزة الأمنية له، لا سيما أنها تتربص به، وتراقبه ليل نهار، بعد أن أصبح يجاهر بمعارضة نظام حكم رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، من داخل مصر.

وفي البداية، قال الأسواني إن التقرير عَلَتْه عبارة "سري جدا"، وهو موجه من مدير إدارة الإعلام بجهاز "..."، العقيد "..."، إلى "نائب رئيس الجهاز، اللواء "..."، بعنوان: "مقترحات إدارة الإعلام للتعامل مع المتغيرات السياسية الحالية".

تسريبات البرادعي

في مقدمة التقرير يهنئ المسؤول الأول، الثاني، وفق الأسواني، "بنجاح عملية تسريبات المكالمات الخاصة بمحمد البرادعي".

وقال: "بالأمس عقدت مع زملائي في إدارة الإعلام اجتماعا لتقييم العملية، وكان رأيي أن العبرة في أي تسريبات ليس بمضمونها، وإنما بطريقة تقديمها، إذ إن معظم المشاهدين لن يلتفتوا كثيرا لما ورد في المكالمات، وإنما سيتبنون وجهة نظر المذيع، وسيقتنعون بالاتهامات التي يوجهها، دون الحاجة للتدليل عليها".

وأضاف المسؤول: "لقد وردت إلينا تقارير عدة تؤكد أن صورة البرادعي قد اهتزت عند الرأي العام بفضل التسريبات، وأقترح تكرار عملية تسريب المكالمات الخاصة مع العناصر الإثارية، التي تتبنى التحريض ضد الدولة، ولم نتمكن من تقديمها للمحاكمة حتى الآن".
  
حملة لمواجهة الغلاء

وتوقع المسؤول الأمني الرفيع أن "تستمر موجة الغلاء بعد قرار تعويم الجنيه"، مردفا: "لدينا تقارير عن حالة غضب تتزايد بين المواطنين، ونقترح حملة إعلامية مكثفة يشترك فيها متخصصون متعاملون مع الجهاز، بهدف توعية المواطنين بأهمية الإصلاح الاقتصادي، وبث الطمأنينة فيهم، بالحديث عن الرخاء المرتقب بإذن الله".

واستطرد: "كما نقترح ظهور الرئيس السيسي إعلاميا في عدة مقابلات مع مواطنين بسطاء، كأن يتناول مثلا وجبة الإفطار مع أسرة فقيرة، أو يتناول وجبة الغداء (فول وطعمية) مع العمال في أحد المشروعات العملاقة (سيتم اختيار هؤلاء المواطنين، وتدريبهم بواسطة الجهاز)، وذلك لبث الإحساس لدى المصريين بأن الرئيس يتضامن معهم في ظروفهم المعيشية الصعبة".

حملة لتأكيد "سعودية" الجزيرتين

وحول أن "القيادة السياسية اتخذت قرارها النهائي بتسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية"، اقترح التقرير "استضافة أساتذة جامعات وخبراء استرتيجيين ونجوم سينما ولاعبي كرة قدم مشهورين من المتعاونين مع الجهاز، لتأكيد سعودية الجزيرتين، وإعلان ثقتهم المطلقة في حكمة الرئيس، ووطنيته".

"250 أمن دولة"

ولأنه "بعد أيام ستحل الذكرى السادسة لأحداث يناير"، وفق التقرير، فقد قال المسؤول: "نقترح الحديث في الإعلام بتوسع عن القضية - 250 أمن دولة - التي ستضم كل الأسماء البارزة التي اشتركت في أحداث يناير، وتهديدهم بمحاكمتهم بتهم التخابر، والخيانة".

إشغال الرأي العام

ويواصل التقرير، بحسب الأسواني: "في وسط هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد، نقترح شغل الرأي العام بقضايا بعيدة عن السياسة، وقد أصدرنا تعليمات للسيد "..."، رئيس نادي "..." الرياضي، بافتعال معارك مع شخصيات رياضية يهددهم فيها بكشف فضائحهم، وفي الوقت نفسه أصدرنا تعليمات لمعدِّي البرامج الحوارية بإثارة قضايا جدلية مثل ممارسة الجنس دون زواج، وزنا المحارم، وتأثير السحر والجان على القدرة الجنسية".

وبحسب المسؤول أيضا: "أصدرنا تعليمات لشيوخ السلفية بإصدار فتاوى غريبة تشغل الرأي العام مثل (هل تعتبر خادمات المنازل شرعا من ملك اليمين؟ وهل يبيح الشرع ممارسة الجنس معهن؟ وهل تجوز مصافحة الشيعي والبهائي والمسيحي وإلقاء السلام عليهم؟).

نزع الثقة عن هشام جنينة

وأخيرا جاء في التقرير: "سابعا: وردت لنا معلومات مؤكدة بأن هشام جنينة (الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات) أصبح يتمتع بشعبية في أوساط المعارضين، ونقترح إجهاض مخطط العناصر الإثارية، بتنفيذ حملة إعلامية ضخمة من أجل نزع الثقة عنه عند الرأي العام، والتركيز إعلاميا على علاقته بتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي".

وجاء السطر الأخير في التقرير الأمني، وفق الأسواني، كالتالي: "في انتظار تعليمات سيادتكم للتنفيذ". واختتم الأسواني مقاله قائلا: "مستلهم من وحي الخيال".

"الواقع أسوأ من خيالك"

ومن جهتهم، علق ناشطون على مقال الأسواني المشار إليه، عبر حسابيه بموقعي "فيسبوك"، و"تويتر"، مؤكدين أن الواقع أسوأ من الخيال الذي ورد فيه، وأبدوا خشيتهم من مشاركة المقال، حتى لا تراقبهم الأجهزة الأمنية، قولهم وصفهم.

فقال صاحب حساب "Eladouany Driss": "النص مستلهم من محض الخيال، ولكنه يطابق الواقع، بل يمكن اعتباره أكثر واقعية من الواقع".

وقال عمر مدكور: "أعتقد أن إثارة قضية أبو تريكة، ووضعه على قائمة الإرهابيين في هذا التوقيت، لا تخرج عن هذا الإطار من طريقة التفكير الموجودة بالمقال".

وبينما قال عبد الله باسم: "أنت خيالك واسع يا دكتور.. بس أظن أن الرسالة الحقيقية أحقر من ذلك". قال شحاتة ياسين: "لا أعتقد أنهم على هذا المستوى من الذكاء".

وقال أحمد سليمان: "أنا عندي معلومة مؤكدة أنك أنت شخصيا مراقب ليل نهار يا دكتور".. فيما قال صابر سيد: "عايز أعمل له شير بس خايف.. بيقولوا لي أنت بتتراقب".

وأخيرا، علق أيمن إسماعيل بالقول: "هو ده اللي أنا نفسي أقوله.. بيلعبوا بينا، وهم أصلا مفضوحون".
التعليقات (3)
امير يوسف
الجمعة، 20-01-2017 09:34 م
المقال ليس خياليا بل كل الشعوب العربيه تعرف اسلوب المخابرات العربيه العقيمه ولولا الظلم والقهر وقوه السلاح وحمايه الجيوش العربيه للانظمه المستبده العفنه لتعرت هذه الانظمه من كذبها ومن زيفها وخداعها من زمن طويل...هم عملاء وخونه لا يملكون الا الظلم والقهر ولكن الشعوب العربيه قادمه لا محاله والنصر للاحرار وهم الى مزبله التاريخ بأذن الله
عادل محمد السعدني
الجمعة، 20-01-2017 07:01 م
يا دكتور علاء انت اه رايك في ازنهاور المصري لظن طلع عضو موساد !!!!!
ابن الجبل
الجمعة، 20-01-2017 05:55 م
لا تحصروا خلافكم مع السيسي وحثالته بموضوع الجزيرتين، فقد تكون لمصر وقد تكون للسعودية ،ولا تجعلوا منها فتنة تحرق الجميع،فاحتكموا للجنة تحكيم دولية. ويوجد للشعب المصري مآخذ كثيرة على المجرم السيسي ،فاجعلوها سبباً للثورة على الحكم الفاسد.