حقوق وحريات

لماذا طلب مصور صحفي مصري اللجوء إلى إسبانيا؟

 على: الجيش المصري تلاعب بالشعب واستغله وانتهى الأمر- أرشيفية
على: الجيش المصري تلاعب بالشعب واستغله وانتهى الأمر- أرشيفية
نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الناشط السياسي "أحمد علي" وأحد شباب الثورة المصرية الذي ساهم في الإطاحة بنظام حسني مبارك، والذي قطع مسافة طويلة للجوء إلى مدريد بعيدا عن كابوس وقسوة أرض الفراعنة.
 
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن القاضي الأكثر قسوة في أرض الفراعنة حكم على الصحفي المصور والناشط المصري البالغ من العمر 24 سنة بالسجن مدى الحياة، بعد أن دافع عن حلمه في التغيير انطلاقا من ميدان التحرير في القاهرة.
 
ونقلت الصحيفة عن أحمد علي قوله إنه "شارك في المظاهرات ضد الظلم والفساد. ففي ذلك الوقت، كان الشعب المصري يرغب في تحويل مصر إلى بلد أفضل". وقد نطق الشاب بتلك الكلمات في الذكرى السادسة لاندلاع ثورة 25 يناير، التي كانت ذكراها الأولى بداية قصة أحمد مع الذعر والخوف، شأنه شأن الآلاف من الشباب المصري.
 
ويستنكر الناشط الفار من العدالة، بسبب عمله كمصور للاحتجاجات التي أعقبت الانقلاب الذي جاء بالمشير السيسي إلى الحكم، قائلا: "في بداية الأمر انضم الجيش المصري إلى الثورة لأنه لم يكن يرغب في أن يسلم مبارك الحكم لابنه. وفي وقت لاحق، تلاعب الجيش المصري بالشعب واستغله وانتهى الأمر بتسليم السلطة إلى جماعة الإخوان المسلمين بهدف ضمان مخرج آمن في ذلك الوقت".
 
وأضافت الصحيفة أن الشاب أكد خلال حديثه عن قصة اعتقاله على يد رجال الشرطة أنه "كان يعد مقطع فيديو مع زملائه لتكريم الصحفي أحمد المصري الذي توفي في المظاهرات التي تلت حادثة رابعة العدوية. وعندما كان متجها رفقة صديقه إلى منزله لإنهاء العمل، ألقى عليهم عناصر أمن، يرتدون ملابس مدنية، القبض".
 
وأضاف الشاب قائلا: "عندما اقتربت من أحد رجال الشرطة وأظهرت بطاقة الصحفي وهويتي، لم يتردد في افتكاكها وتمزيقها. ومن ثم صرخ رجل الأمن في وجهي مرددا لقد انتهى عملك كمراسل صحفي انطلاقا من هذا اليوم".

وأكد الشاب للصحيفة أنه "بعد استجوابهما في مركز أمن قريب، اقتيد أحمد رفقة صديقه إلى سجن على الطريق الصحراوية في اتجاه الإسماعيلية. وفي اليوم الموالي، اقتيد إلى مكتب المدعي العام، حيث اتهمه بالمشاركة في مظاهرة وقطع الطريق العامة والاعتداء على ضباط أمن. لكنه أصر على رفض كل هذه التهم التي لفقت له".
 
وأوردت الصحيفة على لسان أحمد أن "الاضطهاد لم يتوقف عند هذا الحد، فقد تم استجوابه في منتصف الليل، وحاول أحد عناصر الشرطة بث الخوف في نفسه مهددا إياه بأنه لن يرى الشمس بعد اليوم؛ وذلك من خلال اتهامه بالإرهاب وبتلقي تمويل أجنبي".
 
وبينت الصحيفة أنه على الرغم من تمكن أحمد من الخروج من السجن، بعد أن دفع مبلغا يقدر بقيمة ألف جنيه مصري، إلا أن الأحداث أخذت مسارا غير متوقع مرة أخرى. فبعد فترة وجيزة، علم أحمد من صديقه المحامي أنه سمع اسمه في المحكمة بمحض الصدفة، عندما نطق القاضي باسمه معلنا عن الحكم الصادر في حقه والقاضي بسجنه لمدة 25 سنة.
 
كما أشار اللاجئ المصري في إسبانيا إلى أنه "صدم خلال سماعه هذا الخبر، فالقاضي أصبح على استعداد لسرقة شبابه ودفنه في السجن". ويذكر أن هذا القاضي مشهور بتوقيعه على أحكام قاسية دون أدنى دليل قاطع. كما أنه أصدر في إحدى المرات مئات الأحكام بالإعدام دفعة واحدة. وعلاوة على ذلك، لم يطلق هذا القاضي سراح أي معارض للنظام الحالي".
 
وفي الحديث عن رحلته العجيبة التي انتهت في مدريد، بينت الصحيفة أن عضو حركة 6 يناير بدأ مشواره بأوغندا، ثم كينيا وصولا إلى مدريد. ووفقا لعضو في منظمة العفو الدولية، ناتشو مونتيرو، فإن "حالة أحمد هي مثال على قمع حقوق الإنسان في مصر التي تفتقر إلى ردة فعل قوية من المجتمع الدولي".
 
وفي الختام؛ نقلت الصحيفة عن أحمد قوله إنه "لا يرغب في العودة إلى مصر، فهو لا يثق في عدالة بلده". وأضاف: "لا يمكن للثورات أن تحقق نجاحا في غضون سنتين أو ثلاثة... وعموما، فإن الوضع في مصر الآن أسوأ مما كان عليه قبل سنة 2011. لكنني لا زلت أطمح في تحقيق أحلام الشباب الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن تصبح مصر يوما ما ديمقراطية، وتؤمن بالكرامة والحرية".
التعليقات (1)
مصري
الجمعة، 27-01-2017 07:47 ص
الشعب المصري كله في انتظار اللجوء السياسي لأي دوله تنقذة من سفالة العسكر و اتباعهم