ملفات وتقارير

العنف يظلّل مخيم عين الحلوة.. من المحرك ومن المستفيد؟

أوقعت الاشتباكات ضحايا وإصابات في صفوف المدنيين
أوقعت الاشتباكات ضحايا وإصابات في صفوف المدنيين
يسود حذر مشوب بالترقب؛ مخيم عين الحلوة، جنوبي لبنان إثر جولة جديدة من المعارك، الثلاثاء، بين عناصر من حركة فتح وآخرين من مجموعات إسلامية.

وتفقد الأهالي منازلهم وممتلكاتهم التي تعرضت لأضرار كبيرة، خصوصا في الصفصاف- البركسات التي شهدت ذروة المعارك.

وتأتي هذه المعارك بعد أيام من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبيروت، ولقائه القيادة اللبنانية، وتأكيده على أن أمن المخيمات هو تحت المظلة اللبنانية.

وكانت سفارة فلسطين في بيروت قد شهدت اجتماعا مطولا أدى إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار مجددا، وتشكيل لجنة أمنية للإشراف على تطبيق الاتفاق.

ودعا المجتمعون إلى "وقف النار فورا في المخيم وتشكيل لجنة مشتركة بصلاحيات كاملة لتثبيت وقف النار، وإلزام كل الأطراف المعنيين هذا القرار"، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

تثبيت التهدئة

وقال صلاح يوسف، عضو القيادة الفلسطينية العليا في لبنان، في تصريحات لـ"عربي21": "كانت النتائج إيجابية في اجتماع السفارة الفلسطينية بحضور عزام الأحمد، مشرف الساحة اللبنانية والسفير أشرف دبور وأمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات، وبمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية، وتم التوصل إلى تشكيل لجنة ميدانية من مهمتها الإشراف على إعادة الوضع الأمني إلى نصابه الطبيعي، حيث عملت المحادثات على وقف إطلاق النار، والجهد يرتكز الآن على تثبيت الهدوء ومنع تجدد الاشتباكات حرصا على الأهالي"، وفق قوله.

وأضاف: "العمل يرتكز الآن على تشكيل قوة أمنية من مختلف الفصائل الفلسطينية، وستمنح صلاحيات كاملة وستدعم من الفصائل الفلسطينية كافة، من أجل إعادة الأمور الى ما كانت عليه، ومن الطبيعي أن تكون هذه اللجنة الضامنة لأمن المخيم، خصوصا أنها ستتشكل من القوى الفلسطينية كافة في المخيم"، على حد تعبيره.

وحول المخاوف من تحول مخيم عين الحلوة الى بؤرة صراع؛ تؤدي به إلى المصير الذي وصل إليه مخيم اليرموك في سوريا، قال يوسف: "لم نمت ولكن شاهدنا من مات.. هذا المثل ينطبق على واقعنا، فمأساة اليرموك ومخيم نهر البارد ماثلة أمانا، وعليه فإننا نؤكد بأن مخيم عين الحلوة لن يكون كنهر البارد أو اليرموك"، بحسب ما قال.

من يستهدف المخيم؟

ورأى اليوسف أن "مخيم عين الحلوة مستهدف، والعين مركزة عليه كمحطة صراع"، متمنيا على "كل الذين يسلطون الضوء على المخيم من زاوية أمنية أن ينظروا إليه بعين إنسانية وخدماتية وإعطاء اللاجئين الفلسطينيين الحقوق المدنية، وليس فقط التركيز على الجانب الأمني".

وحول تصنيف مخيم عين الحلوة كصندوق بريد من قبل البعض، قال اليوسف: "المخيمات الفلسطينية بشكل عام، وعين الحلوة خصوصا، وجهتها فلسطين، ولن تكون صندوق بريد لجهة خارجية لتسجيل رسائل لأهداف سياسية أو غايات خاصة، فأبناء الشعب الفلسطيني يطالبون بالعودة إلى فلسطين، وبالتالي لن نكون حاضنة لأي مجموعة تريد العبث بالأمن اللبناني والإساءة إلى أمن واستقرار البلد الذي يستضيفنا"، وفق تعبيره.

تأثيرات زيارة عباس

من جهته، قال قائد القوات الأمنية الفلسطينية السابق في لبنان، منير المقدح، في تصريحات لـ"عربي21"، إن زيارة الرئيس عباس "أسهمت بفتح العلاقة السياسية بإيجابياتها بين الطرفين اللبناني والفلسطيني، وأثمرت الزيارة عن تأكيد خيار الشعب الفلسطيني في قضيته وحقه في العودة".

ورأى المقدح "أن النظرة يجب أن لا تكون أمنية في المخيمات، وهذا أحد أهداف زيارة الرئيس عباس إلى لبنان، إضافة إلى النظرة الاجتماعية التي تعنى بأحوال اللاجئين الفلسطينيين، خصوصا في المخيمات، حيث يعانون من أوضاع صعبة، ويحتاجون إلى تسهيلات خدماتية تخففمن حجم ما يكابدونه، وقد أكدنا مرارا أننا ضيوف في هذا البلد لغاية عودتنا".

ودعا المقدح إلى "منح اللاجئين الفلسطينين في لبنان حقوقهم، كون ذلك يريح أبناء شعبنا على الصعد كافة ويسهل كافة المعالجات الأمنية المطلوبة، فمن الضرورة تكريس مفهوم الاحتضان الاجتماعي للفلسطينيين والتوقف عن التعامل معهم بواقع أمني"، كما قال.

ولفت المقدح إلى أن "المشاورات مستمرة وبكثافة على صعيد حفظ أمن المخيمات، ويبذل في ذلك عزام الأحمد جهودا لضمان أمن واستقرار مخيماتنا، والنأي بها عن أي اقتتالات ترهق شعبنا وتثير المخاوف لديه، وتعمق من حجم معاناته المعيشية"، بحسب تعبيره.

وشدد على أن النقاشات تدور حاليا على تشكيل قوة أمنية مشتركة، وإعادة تنظيمها على أسس سليمة وواضحة، وإعطائها الغطاء للقيام بمهامها، لضمان منع الخروقات الأمنية التي قد تهدد بانفلات أوسع لا نريده جميعا، وهناك لقاءات مكثفة في السفارة الفلسطينية لترتيب الوضع الأمني في المخيمات بالتنسيق مع الجيش اللبناني.

وتحدث المقدح عن "وعود من العهد الجديد في لبنان بمنح الفلسطينيين حقوقهم الحياتية، ولا بد أن تسهم زيارة الرئيس عباس الأخيرة في الدفع نحو هذا الاتجاه، ولا بد من الإشارة إلى أن نسبة البطالة وصلت في المخيمات إلى 70 في المئة، ولن نستطيع معالجة أي ملف أمني دون معالجة ملف الإنماء وتقديم العون والمساعدة المعيشية للشعب الفلسطيني في لبنان"، كما قال.
التعليقات (0)

خبر عاجل