كتاب عربي 21

في أنّ عاصفة الكفتة سببها فياغرا إيفانكا

1300x600
شاعت تغريده ساخرة ودالة، شيوعا كبيراً، تقول: إنّ السعودية طلبت من قطر أن تبحث عن قِبلة غير قِبلة السعودية "ليمتد" للصلاة إليها! التغريدة تضمر في ضميرها المستتر أنّ السعودية صادرت القبلة! والسبب: فياغرا اسمها إيفانكا. نسبت تغريدة إلى إمام الحرم السديس يقول فيها بلغة تجمع بين العصرية والفقهية: إن الإجراءات ضد قطر سديدة، ويجب عدم التواصل مع هذه الفئة الضالة!

التغريدة الحرة صارت أغلى من قطيع النوق العصافير، وثمنها ربع مليون دولار مع السجن والنفاذ!
 عاش العرب وقلوبهم ألغام غير موقوتة، بعد أن أعلن أعداء الربيع العربي، ومحاصرو غزة، ورعاة حفتر، وربائب دحلان، والذين في حجورهم الذين تبادلوا  التهاني بمذبحة رابعة، إعلان الحصار على قطر براً وبحراً وجواً، أعلنوه، بحنكة المحاربين في الساعة الخامسة فجراً، على حين غفلة، فالحرب خدعة. السحلية الديناصورية التي هجمت على قطر حازمة كل الحزم، وليست كاميرا خفية، مثل كاميرا رامز تحت الأرض.

لم نجد حزماً عربياً خليجياً في القرن الأخير مثل هذا الحزم! فعاصفة الحزم وائتلافها الذي يضم السعودية والإمارات، والكويت والبحرين وقطر والأردن والمغرب والسودان، ومعهم أمريكا داعمة، لم يستطع حتى الآن تحرير صنعاء. لكن الحاصرين هم بين مصاب بالزهايمر، وبين مصاب بهياج الجمل الحقود، فهم حتى هذه اللحظة المباركة من الشهر الفضيل، الذي تربط فيه شياطين الجن، وتبقى شياطين الأنس طليقة تسرح وتمرح يظنون أنهم أبطال ومقاومون وممانعون وقد باتوا في خندق واحد مع النظام السوري المنسي! خرج المحلل السياسي عبد الباري عطوان الذي يحب أن يقوم بدور زرقاء اليمامة، ليبشرنا بأن قطر راحت لقمة سائغة في بطن السعودية في شهر الصيام. أظنها أفسدت صيامها، بل دينها، قال: إن الصراع هو بين عنزة وبين تميم، وهو سعيد جداً، وقال: إن بشار الأسد أعلن في هذه الآونة المباركة النصر بخروجه إلى الشارع ببنطلون الجينز!

الجينز علامة نصر مؤكدة، لم يسبق للسوريين أن رأوا رئيسهم ببنطلون الجينز، الجينز علامة الوحدة والحرية والاشتراكية!

وفي هذه الآونة دعا ثلاثة من أهل الكتاب، أولهم: جهاد الخازن، الذي تذكر الحديث النبوي "لا تجتمع أمتي على ضلالة"، معتبراً أن حكام الدول الأربعة الخليجية الأربعة، زائد أشباه الدول مثل مصر، وموريشيوس بحكامها الظلمة هم الأمة، والثاني هو: أفيخاي أدرعي، الذي وعظنا قائلا: اتقوا الله على الأقل في رمضان، والثالث هو الداعية تيلر سون الذي دعا المحاصرين الأفاضل إلى تخفيف الحصار و تقوى الله في الشهر الفضيل. لكن يبدو أن المحاصرين على سفر، فعدة ٌمن أيام أخر. 

وحسبت أن فقهاء ما يسميه الخميني صدقاً الحيض والنفاس، سكتوا عن الجزية التي دفعتها السعودية مهراً لايفانكا من غير حتى ولا بوسة، فسكت البلابل الشيوخ في أقفاص تويتر، وصاروا يحضّون على التحميد والتسبيح وطاعة الملك، من غير أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وتحول أبطال التغريدات في العالم الإسلامي  شياطين خرساً! 

ووقع أمر غريب في عاصفة الكفتة، وهو أن العربية والسكاي نيوز تأستا بقناة الدنيا، فقد جاؤوا مثل إخوة يوسف على قميصه بدم كذب، بل سولت لهم أنفسهم أمراً، ورأينا الحشد الشعبي على شاشات تلفزيونات الإمارات والعمال الكردستاني والكثير من أحفاد أبي لهب. و نفر بعض من أفاضل  الغرب أمثال الداعية أفيحاي وتيلرسون ووزير الخارجية الألماني زيغمار غابريال وغيرهم يتداعون إلى نقض الصحيفة التي تعاف الأَرَضة من أكلها، وقد عاب علينا بعض العلمانيين الأحبة، تشبيه حصار بني هاشم بحصار قطر. قد لا يكون لقطر إيمان بني هاشم، ولم يكونوا مؤمنين كلهم عند الحصار، لكن خصومهم  أشدُّ لؤماً من أبي لهب، وهو من بني هاشم.

ومن تداعيات الحصار أن المحاصرين أصيبوا بالزهايمر، وبدؤوا يبحثون عن عيّل تايه، فتارة يعتمدون قائمة بعشرة مطالب، وطوراً قائمة التسعة وخمسين، ومن مطالبهم الأولى طرد عزمي بشارة، ولا نعرف سبباً لغيرتهم من بشارة، وعندهم المفكر ضاحي خلفان! وكانت القائمة الأولى خالية من اسم القرضاوي، ثم أصدرت عواصم مدن الملح والكفتة قائمة بستين كياناً إرهابياً بينهم إمام الأمة الشيخ القرضاوي، فحصحص الحق.

إنّ المخيخ الذي يقود مركز التواز ن في الجسم سليم، بدليل رقصة العرضة، إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ، 

وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا، وعرفنا أن وراء المكيدة  أقوى رجل في العالم العربي جهراً هو العتيبة، ودحلان: أقوى رجل في العالم سراً.

وكان من تداعيات إخوة الذئب أنّ كثيراً ممن حملوا اسم تميم في السعودية غيروا اسمهم إلى سلمان، ولم يفعل سلمان واحد في قطر ما فعلوه، بئس ما فعلوه، وكأن تميم اسم حكرٌ على قطر وأميرها، وليس اسماً لقبيلة عربية. طرد سفير قطر من مصر، وبقي فيها السفير الإسرائيلي في العمارة مع عادل إمام يرتع ويلعب، وقد أصدرت قطر للاتصال بياناً جاء فيه: "قال تعالى في محكم تنزيله "ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء" ، وتدعو فيه رعاياها إلى الرشد، وقد يقول قائل: إن هذا بسبب ضعف قطر وليس حكمتها، وإن من الضعف لحكمة، وهو خير من جهل القوة. 

في هذه الآونة نشط مذيعو الانقلاب كأنما من عقال، وبدؤوا يدلعون ألسنتهم وأصابعهم الوسطى شامتين. الترامودل صار وجبة دائمة، لكن السخط شديد في الخليج العربي من عاصفة الكفتة بسبب تقطيع الأرحام: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ"، وتذكر التقارير على قنوات الدنيا السعودية والإماراتية صراع البحرين وقطر على جزر حوار، التي انتهت بمحكمة دولية قضت فيها للبحرين، وأقرّت بها قطر.

أعلنت اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الـ 21 عن اختيار العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز لنيل جائزة “شخصية العام الإسلامية” 2017. وحثت فضائيات الربع الخالي المصريين في قطر على الثورة واحتلال قطر، وحنّت إلى القذافي، فاستضافت أخوه!

ونشرت اللوموند كارتوناً فيه يمسك ترامب بمقاود كلاب هي زعماء دول الحصار هاجمة على قطر. إن ترامب مثل الذبابة يفقد عقله كل أربع ثوان، ولا أظن أن أمريكا ستتحمله أربع سنوات، زار السعودية مع ابنته الساحرة، ففقدت رشدها بذلك اللقاء وتلك اللمسة السحرية، ففعلت السعودية ما فعلت من "سداد". 

وتذكرت فضائيات الربع الخالي أن تركيا طورانية وليست مسلمة، ناسين أن أمريكا وفرنسا لهما جيوش في الأرض المقدسة. تشابه البقر علينا في سوريا وفي الربع الخالي: الخطاب واحد، وهم على جزمة رجل واحد.

مهنية الجزيرة كانت على المحك، وقد نجت حتى الآن، ولا ينجو إلا القليل، الخوف نعمة أيضاً. قطر هي الوحيدة التي رفضت في  مؤتمر الرياض إدراج حماس في قائمة الإرهاب، حتى الباكستان النووية سكتت. 

بغي بني إسرائيل سالومي طلبت من الملك هيرودس رأس النبي يحي عليه السلام مهرا لها، والرأس المطلوب هذه المرة تطوعا، كهدية، لا كمهر، هو رأس الأمة.  يقال في بعض التأويلات  أن قابيل قتل هابيل للسبب نفسه، أو لأنه أكثر منه تقوى ورشداً.

فياغرا إيفانكا قليلة المفعول، وهي تنقلب من بعد قوة أنكاثاً.