سياسة عربية

قرار "بابل" بمنع عودة النازحين السنة يفجر جدلا في العراق

الجبوري اعتبر القرار مخالفا ومجافيا للدستور والأخلاق- أ ف ب
فجر قرار اتخذه مجلس محافظة بابل وسط العراق، بمنع عودة النازحين السنة إلى قضاء جرف الصخر شمال المحافظة، جدلا واسعا بين القوى السياسية، إذ إن القرار لا يتوقف على منع عودة النازحين وحسب، وإنما يتعداه إلى مقاضاة كل من يطالب بذلك.

ووجه رئيس البرلمان سليم الجبوري، الاثنين، انتقادا لقرار مجلس محافظة بابل القاضي بمنع نازحي جرف الصخر "السنة" من العودة إلى مناطقهم، وذلك بعد نحو ثلاثة أعوام على استعادتها من تنظيم الدولة.


وقال الجبوري في مؤتمر صحفي ببغداد إن "من الواجب على الدولة أن تعيدهم إلى الأماكن التي نزحوا منها. هناك حالة استقرار لا بد أن تتوفر".

وشدد على أن "أي قرار يصدر من مجلس النواب أو مجلس محافظة بعدم السماح للنازحين بالعودة إلى مناطقهم، هو قرار مجاف ومناف للدستور والأخلاق النبيلة". 

وأضاف الجبوري في تصريحاته التي تناقلتها وسائل إعلام محلية قائلا: "نحن مع حالة الاستقرار والروية في معالجة المساءلة للمحافظة على مناطق واجهت الإرهاب".

يشار إلى أن مجلس محافظة بابل كان قد صوت الثلاثاء الماضي، بالأغلبية على قرار يقضي بإقامة دعاوى قضائية ضد أي جهة حزبية أو سياسية تطالب بعودة نازحي ناحية جرف النصر شمال المحافظة.

وقالت رئيسة اللجنة القانونية في المجلس إن السبب وراء ذلك، هو ارتفاع نسبة الهجمات التي طالت القوات الأمنية والحشد الشعبي في الناحية وقضاء المسيب خلال الفترة الماضية.

إقرأ أيضا: علاوي يتهم إيران بمنع عودة نازحي شمال بابل "السّنة" (شاهد)

يذكر أن رئيس الوزراء حيدر العبادي، قد أعرب الثلاثاء، عن استغرابه حيال قرار مجلس محافظة بابل، وقال: "أستغرب قرار مجلس بابل الرافض لإعادة نازحي جرف الصخر لمناطقهم".

وهاجم تحالف القوى العراقية (السنة)، الأربعاء الماضي، قرار المجلس، محذرا من أن هذا الإجراء "لا قيمة له" وسيعرض المجلس للمساءلة وفق قانون حظر البعث والكيانات الطائفية. 

وقال التحالف في بيان له إن "القرار مجحف ومخالف لبنود الدستور والقانون"، معتبرا أن "قرار مجلس محافظة بابل لا قيمة له قانونيا كون المطالبة بعودة النازحين والمهجرين لا يعد جريمة". 

وأضاف أن "الموظف الذي يتخذ قرارات مبنية على أسس وغايات طائفية يعاقب وفقا لقانون حظر حزب البعث والكيانات التي تتبنى الطائفية والإرهاب والتكفير، وبالتالي فإن هذا الإجراء سيعرض مجلس محافظة بابل للمساءلة القانونية". 

وأكد التحالف أن "ناحية جرف الصخر تم تحريرها منذ ما يقارب الثلاثة أعوام ولم يسمح لأهلها بالعودة إليها" وأن "المنطقة خالية من السكان حاليا وجميع المناطق المجاورة لها محررة ومستقرة أمنيا".

وشدد على أن "الدوافع والأهداف من منع عودة النازحين هي سياسية وليست أمنية ما يؤكد تصريحاتنا بأن هناك مخططا لإجراء التغيير الديمغرافي وهو ما يحصل حاليا في هذه الناحية".

إقرأ أيضا: مليشيات تقتل وتخطف عشرات السنة عقب تفجير ملعب بالعراق

وطالب "تحالف القوى" رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ"التدخل شخصيا في هذه القضية وإنهاء أزمة نازحي ناحية جرف الصخر ومنع أي جهة سياسية من التدخل بإجراءات عودة النازحين إلى أي محافظة أو مدينة".

وهدد بيان القوى السنية بـ"خيارات مفتوحة ومنها مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل في ملف منع النازحين من العودة إلى بعض المدن والمناطق لإيقاف جريمة التغيير الديموغرافي القسري".

وأخليت بلدة جرف الصخر من سكانها البالغ عددهم 120 ألف نسمة أغلبهم من العرب السنة، ولم يتبق فيها سوى القوات العراقية التي ترفض عودة الأهالي إلى البلدة منذ استعادتها من تنظيم الدولة أواخر أكتوبر/ تشرين الأول 2014.

ولناحية جرف الصخر شمال محافظة بابل أهمية استراتيجية بالغة، نظرا لطبيعتها الجغرافية الصعبة وموقعها المهم الذي يربط بين المحافظات الغربية والوسطى والجنوبية.

ولا يزال أكثر من 100 ألف مواطن من أهالي جرف الصخر نازحين في المخيمات بمدينة الحلة (مركز محافظة بابل) ومدن أخرى. فيما ينتمي غالبية أعضاء مجلس محافظة بابل البالغ عددهم 30 عضوا لأحزاب دينية شيعية.

إقرأ أيضا: انفجار يسقط قتلى وجرحى بملعب في بابل العراق (شاهد)

ويشكل المكون السني نسبة 35 بالمائة من سكان محافظة بابل، حيث يصعد في كل انتخابات نيابية نائبان أو ثلاثة نواب عن المكون السني في الانتخابات البرلمانية. 

وفي أيار/ مايو الماضي، قال نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، الأربعاء، إن قائدين في الحشد الشعبي توجها إلى إيران، لمناقشة موضوع نازحي جرف الصخر في شمال بابل.

وأوضح علاوي في مؤتمر صحفي بمحافظة بابل، أنه تكلم مع قيادات الحشد الشعبي، هادي العامري وأبي مهدي المهندس، وقال لهم: "فلنعتبر جرف الصخر أنموذجا وتجربة ميدانية نحقق بها مصالحة وطنية من خلال إعادة النازحين".

وأضاف: "أخبرت العامري والمهندس بأنه إذا كان هناك إرهابي أو إرهابيان اثنان فهذا لا يعني أن الكل إرهابيون، حيث إن الإرهاب ينتشر ببغداد وفي كل مكان. وتبين أنهم لا يستطيعون فعل شيء".

وتابع علاوي بأنه "قال لي أحد القادة الاثنين (لم يسمه) أن إيران أرسلت دعوة له فذهب إلى طهران بخصوص النازحين، والأخيرة حولته إلى شخص يعيش في لبنان"، متسائلا: "ما علاقة إيران ولبنان؟".