صحافة دولية

ميدل إيست آي: ليبيا.. تنظيم الدولة يعود من تحت الأنقاض

إلى أين انسحب التنظيم؟- عربي21 (أرشيفية)
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا؛ تحدث فيه عن بوادر عودة تنظيم الدولة إلى ليبيا بعد انحسار قوته في العراق وسوريا.

وأشار الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى سعي التنظيم لإعادة إنشاء قاعدة جديدة لفرض قوته بعد الهزيمة التي تكبدها في الموصل بالإضافة إلى العمليات الجارية في الرقة ودير الزور السوريتين.

وذكر الموقع أن عددا من المسلحين التابعين للتنظيم ظهروا خلال عطلة عيد الأضحى، حيث هاجموا نقطة تفتيش عسكرية باستخدام سيارة مفخخة. وعلى إثر ذلك، سيطر هؤلاء المسلحون مؤقتا على قرية الوادي الأحمر التي تقع على بعد 90 كيلومترا شرقي مدينة سرت.

وأفاد الموقع أن مسلحي التنظيم قاموا باختطاف ثلاثة أئمة سلفيين، وعينوا عوضا عنهم خطيبا ينتمي لهم لإقامة صلاة العيد. وفي هذا الصدد، ذكر أحد السكان المحليين في المنطقة أن مسلحي التنظيم بصدد البحث إما عن أي شخص ساند قوات مصراتة التي طردت التنظيم من سرت أو عن أي شخص عاد إلى مزاولة عمله مع الحكومة أو القوات الأمنية بعد طرد التنظيم من المدينة.
 
وقال الموقع، نقلا عن أحد السكان المحليين ويدعى أحمد، إن الأئمة التابعين للتنظيم أكدوا أن لديهم قائمة بالأشخاص الذين أعلنوا "توبتهم"، محذرين من أن من عادوا للعمل مجددا مع الحكومة سيكون مصيرهم الموت.

وعقب ذلك لاذ مسلحو التنظيم بالفرار باتجاه الصحراء، بعد أن هاجمتهم طائرة حربية تابعة لقوات خليفة حفتر؛ في نقاط التفتيش التي أقاموها على امتداد 70 كيلومترا من المناطق التي سيطروا عليها. لكن عناصر التنظيم حاولوا نشر رسالة مفادهم أنهم عائدون. وقال أحمد إن الناس خائفون جدا، وبعضهم فر من المنطقة بالفعل.

وذكر الموقع أن تنظيم الدولة استغل الفجوة الأمنية على طول الطريق الساحلي المركزي؛ الذي يضم بدوره نقاط تفتيش تسيطر عليها القوات العسكرية التابعة للحكومات الليبية المتنافسة. 

وأوضح أحد المدنيين أن الطريق السريع الذي يقع شرقي سرت لم يكن يخضع للسيطرة العسكرية أو لنقاط التفتيش، على الرغم من أنه كان تحت سيطرة تنظيم الدولة قبل سنة من الآن، بسبب خطورة الطريق.

وأشار الموقع إلى أن السيارة المفخخة التي فجرها التنظيم قدمت من جهة بلدة النوفلية الصغيرة التي تمثل إحدى معاقل تنظيم القاعدة سابقا والتي تمدد فيها تنظيم الدولة في مطلع سنة 2015. 

وأفاد الموقع، نقلا عن أحد ناشطي المجتمع المدني في سرت، ويدعى محمد، أن الصراع القائم بين قوات حفتر وقوات البنيان المرصوص مهد الطريق للتنظيم لاستعادة قوته في المنطقة. وقال إن كلا الطرفين يغض الطرف عن وجود تنظيم الدولة في المنطقة؛ على أمل أن يهاجم التنظيم الطرف المقابل.

وذكر محمد أن ما حدث خلال عيد الأضحى يعيد إلى الذاكرة المشاهد الأولى لظهور تنظيم الدولة في أوائل سنة 2015. وفي ذروة قوته، تمكن التنظيم من السيطرة على مدينة سرت وما جاورها من سلسلة قرى تمتد على مسافة 200 كيلومتر من الطريق الساحلي المركزي.

وانتقد الناشط طبيعة المجتمع الليبي الذي من شأنه أن يوفر أرضية خصبة لأيديولوجية تنظيم الدولة، معتبرا أن إعادة ترسيخ مبادئ الديمقراطية في أذهان المواطنين الليبيين يعد أمرا في غاية من الأهمية.

وذكر الموقع أن إعادة تأسيس بما يسمى بالخلافة كان مشروع مدبرا له قبل اندلاع المعركة التي أطلقها التنظيم في سرت سنة 2016. وأفاد مواطن من المدينة أن المعركة كانت مجرد غطاء لتمكين كبار قادة التنظيم من الفرار وإنشاء خلايا نائمة في مناطق نائية.

وأوضح الموقع أن هذا الادعاء تم تأكيده خلال مقابلة تلفزيونية مع فوزي العياط، أحد العناصر السابقين في تنظيم الدولة والذي يقبع الآن في سجن في مصراتة. فقد ذكر العياط أن عناصر التنظيم انتقلوا إلى المناطق الجبلية المحاذية لمدينة بني وليد؛ التي لا زالت تحت سيطرة مناصري القذافي وخارج سيطرة القوات الحكومية الليبية.

وقال الموقع، نقلا عن سكان محليين، إنه منذ ذلك الحين انتشرت قوات التنظيم باتجاه الجنوب، بالإضافة إلى توسيع شبكة الخلايا النائمة عبر المناطق الصحراوية في وسط ليبيا.

وتفيد بعض التقارير أن التنظيم بصدد القيام بتحركات نحو محطات تصدير النفط في وسط ليبيا. وقد أشار مهندس يعمل في محطة راس لانوف إلى الخطر الكامن وراء هذه التحركات؛ نظرا لاستهداف التنظيم للمواد المتفجرة التي تحتوي عليها المحطات.