سياسة عربية

أيمن نور: وفاة عاكف تفضح النظام وفرصة لرأب صدع الإخوان

أيمن نور - ا ف ب
ثمًن زعيم حزب غد الثورة، والمرشح الرئاسي السابق، أيمن نور، دور المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، مهدي عاكف، في إثراء الحياة السياسية في مصر، وانتقد في الوقت نفسه تصرفات نظام السيسي اللاإنسانية في كل المراحل التي سبقت وفاة عاكف من اعتقاله إلى ظروف مرضه إلى وفاته، ومن ثم تشييعه ودفنه وسط إجراءات أمنية مشددة.
 
توفي مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق، الجمعة، بعد صراع مع المرض في سجون الانقلاب بمصر عن عمر يناهز الـ90 عاما، بعد أن قضى أكثر من أربع سنوات في سجون السيسي؛ ليصبح أكبر المعتقلين السياسيين سنا ليس في مصر فحسب، بل في العالم.
 
وفي تصريحات خاصة لـ"عربي21" قال نور: "أستطيع أن ألاحظ أنه من خلال ممارسات النظام مع الراحل الكبير مهدي، أنه نظام يرتعد من أي شخص له موقف مغاير سواء كان شيخا طاعنا في السن، أو طري الفراش، أو حتى وهو جثة هامدة، مضيفا "أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى"، لقد وصل بنا الأمر أن تصدر وزارة الأوقاف تعليمات بعدم الصلاة على شخص متوفى!"
 
وكانت أجهزة أمن الانقلاب منعت أسرة عاكف من إقامة صلاة الجنازة، وأجبرت أسرته على دفنه ليلا دون جنازة، كما أصدرت أوقاف السيسي تعليمات بمنع الصلاة على الفقيد، استرار لسياسة التنكيل بجماعة الإخوان المسلمين والمعارضين.
 
نظام مرتعد
 
وتابع نور: "أن هذا الرعب يعطي انطباعا غير إيجابي عن الحالة النفسية التي يعيشها هذا النظام، وفي الوقت نفسه نجد النظام يمنع الصحفيين والمحامين والمتقاضين من دخل جلسة في دعوى يرفعها قاض ( طعن المستشار يحيى الدكروري على تخطيه في رئاسة مجلس الدولة) للدفاع عن حقه الدستوري والقانوني، والمشهد في هذه الجلسة لا يقل خطورة عن مشهد المقابر التي استقبلت جثمان الراحل الكريم الأستاذ مهدي عاكف، ويضع النظام أمام حالة غير مسبوقة من الذعر غير المبرر، ومن القهر والمنع لكل شيء، ومن يمنع كل شيء سيفقد كل شيء".
 
دعوة لرأب الصدع بين الإخوان
 
ودعا السياسي المصري المعارض، جماعة الإخوان إلى التوقف عند وفاة عاكف، وجعلها نقطة للتجمع مرة أخرى، قائلا: "أتمنى أن تكون وفاة الراحل الكريم هي خطوة في اتجاه استعادة لحمة الصف الوطني داخل جماعة الإخوان المسلمين".
 
وأضاف: "أعتقد أن الذين توحدوا على قلب رجل واحد في لحظات وفاة المرشد السابق، والتعامل مع هذه الأزمة، أعتقد أنه جدير بهم التفكير في مواقف هذا الرجل ومبادئه، وأن يعتبروا هذه الوفاة نقطة جديدة وانطلاقة جديدة في علاقات بينية أفضل من السابق، وإلى تجاوز خلافاتهم، والوصول إلى مصالحة داخلية تستعيد لهذه الجماعة قيمتها ووزنها وتأثيرها".
 
 وأعرب عن اعتقاده بأن "الذي يسعى إلى تطوير الحياة السياسة لا يستطيع تجاهل أهمية تطوير الأوضاع داخل التيارالإسلامي، وفي القلب منه جماعة الإخوان المسلمين، وأتصور أن ما حدث خلال الساعات القليلة الماضية، هو إشارة إيجابية أن الجميع يستطيعون الوقوف على قلب رجل واحد في قضاياهم الوطنية الكبرى".