ملفات وتقارير

التهديدات بين واشنطن وبيونغ يانغ.. إلى ماذا ستقود؟

مختص بالشأن الأمريكي: واشنطن غير راغبة باستخدام السلاح النووي نظراً لتجربتها مع اليابان- أرشيفية
ما زالت نبرات التهديد المتبادل بين أمريكا وكوريا الشمالية تعلو مستوياتها، على خلفية سعي بيونغ يانغ لزيادة التسلح النووي والتجارب الصاروخية الحاملة للرؤوس النووية، في تحدي قوي للولايات المتحدة الأمريكية، فيما تخشى دول العالم أن تقود هذه التهديدات لمواجهة عسكرية يتم من خلالها استخدام السلاح النووي.

وأمام هذه التخوفات، ثمة من يرى أن حجم هذه التهديدات المتصاعدة لن يتعدى نطاق الحرب الكلامية والإعلامية، بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظريه الكوري الشمالي كيم جونغ اون.

وكان كيم إن ريونغ نائب مندوب كوريا الشمالية بالأمم المتحدة، قال الثلاثاء "إن الوضع في شبه الجزيرة الكورية قد وصل إلى نقطة حرجة للغاية وأن حربا نووية قد تندلع في أي لحظة"، محذرا أمريكا من أنها "في نطاق النار لكوريا الشمالية وإذا تجرأت وغزت أراضينا، فإنها لن تفلت من العقاب الشديد في أي جزء من العالم".


وحسب قول كيم "فإن كوريا الشمالية تعتزم الحفاظ على ترسانتها طالما الولايات المتحدة تملك ترسانة نووية"، رافضاً إمكانية إجراء مفاوضات حول نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية.

في المقابل، يؤكد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن الجهود الدبلوماسية لحل أزمة كوريا الشمالية "ستستمر حتى سقوط القنبلة الأولى".

وفي هذا الشأن، يرى أستاذ العلاقات الدولية والمتخصص في الشأن الأمريكي صبري سميرة، أن التهديدات المتبادلة تأتي في سياق الحرب النفسية والكلامية، ولا يوجد أي مبرر للدولتين لاندلاع حرب نووية بينهما.

ويوضح سميرة لـ"عربي21" أن "أمريكا غير راغبة باستخدام السلاح النووي نظراً لتجربتها النووية السابقة مع اليابان، والتي سببت عقد عديدة منها النفسية والقانونية، وخاصة بين الشعب الأمريكي الذي يشعر بالحرج الشديد نتيجة هذه الحادثة المدمرة للبشرية".


ويؤكد سُميرة أن "كوريا الشمالية أيضا غير معنية أبدا باستخدام السلاح النووي وإنما تتخذه وسيلة ردع، ولن تستخدمه إلا في حال بادرت أمريكا بالبدء بالحرب النووية، وذلك مستبعد لعدم رغبة الطرفين بهذه المواجهة المدمرة".

ويضيف: "هناك قوى دولية تدعم كوريا الشمالية بشكل خفي، لتصعيد تهديداتها لأجل إشغال الولايات المتحدة بقضايا جانبية، وإفساح المجال لنفسها لتوسيع نفوذها وسيطرتها في قضايا مركزية".

ويستبعد أستاذ العلاقات الدولية نشوب أي حرب نووية سواء بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية أو غيرهما من الدول، معللا ذلك "الجميع أدرك الخطيئة الأمريكية عندما ألقت القنبلة الذرية على هيروشيما قبل ما يزيد عن 70 سنة، مما أدى لمقتل عشرات الآلاف من الناس في ثوان".


وحول مدى تشديد العقوبات من الأمم المتحدة على كوريا الشمالية من وقف طموحاتها النووية، يعتقد سُميرة أنّ "العقوبات في أقصى درجاتها ولن تغير من الواقع شيئا"، منوها إلى أن "التهديدات المتبادلة ستبقى في إطار الحرب الإعلامية ولن تسهم في إحراز تقدم في هذا الملف، سوى أوقات من التصعيد يعقبها فترات من الهدوء، في سبيل تحقيق مناورات على الساحة الدولية سواء من قبل أمريكا أو كوريا الشمالية".

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي أجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية السادسة، إضافة لتنفيذها العديد من التجارب الصاروخية الباليستية وتجربتين نوويتين خلال العام الماضي.