صحافة دولية

تسايت: ما خطورة الفراغ الذي تركه تنظيم الدولة في العراق وسوريا؟

سايت: تنظيم الدولة مني بذات المصير على غرار تنظيم القاعدة- أ ف ب
نشرت صحيفة "تسايت" الألمانية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى حالة الفراغ التي خلفها انسحاب تنظيم الدولة في سوريا والعراق. ويعدّ انهيار دولة الخلافة منطلقا لنشوب معركة بين مختلف الأطراف المكونة للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، خاصة بعد تفككه.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن سقوط تنظيم الدولة قد يمثل بداية لصراع نفوذ جديد بين الأطراف المكونة للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، الذي تفكك على خلفية سقوط "دولة الخلافة". وعموما، يثير هذا التحالف الاستغراب، خاصة أنه جمع كلا من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
 
وأكدت الصحيفة أن كلا من روسيا وإيران والنظام السوري يعدّ من الأطراف المنتصرة في الحرب ضد تنظيم الدولة. في المقابل، تصنف كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وإسرائيل، على الرغم من حيادها،  في خانة الأطراف الخاسرة ضمن هذه المعركة.
 
وأوردت الصحيفة أن الحرب ضد تنظيم الدولة ساعدت روسيا على استعادة نفوذها في منطقة الشرق الأوسط بعد 40 سنة. ومن المتوقع أن يتوسع مجال تأثيرها في المنطقة بشكل ملحوظ مستقبلا. من جهتها، تعمل إيران جاهدة على بناء "جسر شيعي" يمتد من الخليج العربي إلى البحر المتوسط.
 
وتابعت الصحيفة بأن واشنطن تعمل جاهدة على الحفاظ على موقعها في العراق، حيث تحاول إيران كسب ود الأغلبية الشيعية. والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية مطالبة بالحيلولة دون وقوع حرب بين الأكراد والحكومة العراقية. علاوة على ذلك، تسعى واشنطن للحد من التوغل الإيراني في المنطقة واحتواء الصراع القطري السعودي.
 
وذكرت الصحيفة أن التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية تعدّ محدودة الخطورة مقارنة بالمعضلة الكبرى التي ينبغي أن تجد حلا لها، ألا وهي مسألة الاتفاق النووي الإيراني التي يتعامل معها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشكل فوضوي. ومن جهة أخرى، ما فتئت إسرائيل تندد بالممارسات التي ينتهجها حزب الله، في حين أنه من المتوقع أن تشن حربا على إيران في حال تمكنت من بناء "جسرها الشيعي".
 
وأشارت الصحيفة إلى أن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة نجح في القضاء على التنظيم. ففي شهر تموز/ يوليو الماضي، سقطت عاصمة التنظيم في العراق، ومؤخرا لقي معقل تنظيم الدولة بالرقة المصير ذاته. بناء على ذلك، انهارت دولة "الخلافة" في سوريا والعراق مثلما كان متوقعا قبل ثلاث سنوات.
 
وبينت الصحيفة أن تنظيم الدولة خسر العديد من المكاسب التي حققها خلال الحرب على غرار خلاياه الصغيرة، وقدرته على التحرك والتدخل بشكل مفاجئ، فضلا عن غطائه الشعبي. عموما، مثل انهيار تنظيم الدولة خبرا سارا بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، خاصة أنه خسر جزءا كبيرا من مناطق نفوذه ومعسكرات التدريب الخاصة به، فضلا عن موارده المالية.
 
وأوضحت الصحيفة أن تنظيم الدولة مني بالمصير ذاته على غرار تنظيم القاعدة. ولكن مقاتليه سيحاولون التسلل إلى أوروبا بعد أن خسروا معاقلهم في منطقة الشرق الأوسط. من جهتها، يمكن للمخابرات الغربية تنفس الصعداء بعد انهيار تنظيم الدولة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الخطر الإرهابي لا يزال قائما، خاصة أن العديد من الإرهابيين، الذين نفذوا هجماتهم في كل من نيس وبرلين، ترعرعوا في أوروبا.
 
وفي الختام، قالت الصحيفة إن الصراع بين مختلف الأطراف المكونة للتحالف ضد تنظيم الدولة سيحتد أكثر فأكثر، خاصة أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لا يعتبر نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بمثابة شريك، على خلاف بقية الرؤساء الأمريكيين الذين كانوا على وعي بضرورة توطيد العلاقات مع موسكو.