سياسة عربية

"إسلاميو الأردن" يدعون الحكومة لفتح علاقات سياسية مع حماس

تأسس حزب جبهة العمل الإسلامي عام 1992 وله 38 فرعا في مختلف مناطق المملكة- عربي21

احتفل حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن)، بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسه، مساء السبت، في العاصمة عمان، وسط حضور شخصيات سياسية وشعبية أردنية، أكدت على ضرورة التداول السلمي للسلطة في المملكة، من خلال إيصال الأحزاب إلى البرلمان.

ورفض أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، عواد الزيود، في كلمة له خلال الحفل، أي أفكار إقصائية، رغم ما يواجهه الحزب من محاولات التهميش والإقصاء، مشيرا إلى أن "أيادي الحزب ممدودة لكافة المكونات؛ للنهوض بالأردن، وتحقيق نهضته، وحماية أمنه واستقراره، في ظل ما يواجهه من تحديات تتطلب جبهة داخلية متينة تتناسق فيها الإرادة الرسمية والإرادة الشعبية، إضافة لما يمثله الأردن كمنصة لتحرير فلسطين".

وأكد الزيود "حرص الحزب ومنذ بدايات التأسيس على تحقيق واقعية الإسلام في جوانب الحياة المتعددة، وإرساء قواعد العمل الوطني المثمر الجاد؛ من أجل نهضة الأردن، والعمل على ازدهاره واستقراره، وتحقيق وحدته، والمحافظة على نسيجه الواحد، ومساهمات الحزب في الحياة السياسية والعمل الخيري الاجتماعي والنقابي والعمالي، وحضوره في العمل النيابي والبلدي والحزبي منذ عام 1992، وتفعيل دور المرأة والشباب في الحزب، وما تركه من بصمة واضحة في الحياة السياسية الوطنية، رغم حالة الانسداد في الأفق السياسي".

وتأسس حزب جبهة العمل الإسلامي عام 1992، وله 38 فرعا في مختلف مناطق المملكة، وتمكن الحزب من حصد 15 مقعدا في مجلس النواب الثامن عشر، التي جرت مؤخرا، وخاضها تحت اسم التحالف الوطني للإصلاح، كما فاز (78) من مرشحيه في الانتخابات البلدية واللامركزية، وعلى رأسها بلدية مدينة الزرقاء، التي فاز بها القيادي علي أبو السكر.

وطالب المتحدث الرسمي باسم حزب جبهة العمل الإسلامي، المهندس مراد العضايلة، في حديث لـ"عربي21"، على هامش الحفل، الحكومة الأردنية بفتح علاقات سياسية مع حركة حماس، باعتبارها مكونا مهما من مكونات الشعب الفلسطيني.

وقال: "الأردن يمر بظروف صعبه، خصوصا أن هناك حديثا عن صفقات متعلقة بالقضية الفلسطينية، أو ما سميت (صفقة القرن)، ومخرجات هذه الصفقة ستمس الأردن سيادة ودولة، ومن هنا على الأردن أن ينوع خياراته وعلاقاته، وألّا يبقيها مرتبطة بطرف واحد من مكونات الشعب الفلسطيني، وهو السلطة الفلسطينية، الآن نشهد دولا كانت تعتبر حماس إرهابية، وتحاصرها، تقوم بفتح علاقات مع الحركة، مثل مصر والإمارات، فهل يبقى الأردن يحاصر نفسه ويمنع إقامة علاقات مع مكون رئيسي للشعب الفلسطيني، والتي جاءت عبر صناديق الاقتراع عام 2006؟ أعتقد أن الظروف الآن متاحة لفتح علاقات سياسية مع حركة حماس، ومع كل مكونات الشعب الفلسطيني؛ لكي نحمي وطننا، وألّا يكون هناك حلول على حساب الأردن".

اقرأ أيضا: هل تشهد العلاقة بين الأردن وحماس تحولا بعد اتصال هنية؟  

وحول الرسالة التي يرسلها الحزب للحكومة الأردنية في الذكرى الـ25 لتأسيسه، يقول العضايلة لـ"عربي21"، إن "حزب جبهة العمل الإسلامي مكون أساسي في الحياة السياسية الأردنية، لا يمكن استبعاده، الحل هو التفاهم والحوار، بينما الإقصاء آذى الوطن ومؤسساته والحياة الشعبية والسياسية".

وشهد الحفل انتقادات لسياسة الحكومة الاقتصادية، والتضييق على الحياة السياسية.

 

وقال نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين، عزام الهنيدي، إن "التخبط في النهج الاقتصادي كانت له تداعيات، من ارتفاع حالات الفقر والبطالة والجوع، والفوارق الاجتماعية، وارتفاع نسب الدعارة والجريمة والطلاق، والتي تحاول الحكومة أن تنسب ذلك إلى الجوار الملتهب"، محملا ذلك "للسياسات الاقتصادية الفاشلة والفساد والاعتداء على الخزينة العامة".

وأشار الهندي إلى تحديات خارجية تحدق في الأردن، من أبرزها "غياب النظام الرسمي العربي، ووجود مشاريع دولية تسعى إلى هيكلة الأردن، بالتزامن مع إيقاظ حلم دولة إسرائيل الكبرى، التي يؤكدها تنكر إسرائيل لحل الدولتين وحق العودة، وانتهاكها لاتفاقية وادي عربة، ونحرها للأردنيين على ترابنا الوطني، والذي يعدّ مساسا بسيادة الأردن".

وأكد "الإسلاميون" في الحفل على حرص الحزب على تحقيق الشراكة مع القوى والأحزاب والمؤسسات الوطنية في كل ما يخدم الوطن وقضاياه، ومشاركته في لجان الميثاق الوطني، والأجندة الوطنية، ومساهمته في بناء تحالفات حقيقية، مثل الجبهة الأردنية للإصلاح، والتحالف الوطني للإصلاح، ودوره في بناء اللجنة التنسيقية العليا لأحزاب المعارضة.

اقرأ أيضا: إخوان الأردن والنظام.. كيف أضحى حلفاء الأمس أعداء اليوم؟