سياسة عربية

الحوثيون يستهدفون معسكرا سعوديا.. والجيش يفشل هجماتهم بتعز

جبهة تعز تشهد معارك عنيفة منذ أمس الأحد بين القوات الحكومية والمقاومة من جهة والحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة اخرى- أرشيفية

شهدت مدينة تعز (جنوب غرب اليمن)، هجوما غير معهود، شنه مسلحون حوثيون وحلفاء لهم على أكثر من محور، سيطروا خلاله على جبل هان الاستراتيجي لساعات، اليوم الاثنين، قبل استعادته من قبل الجيش الوطني في هجوم معاكس.


 وأفاد العقيد، عبدالباسط البحر، متحدث باسم الجيش اليمني بتعز، بأن جبهات القتال في تعز، تشهد اشتعالا، حيث تخوض القوات الحكومية، مواجهات هي الأعنف، مع ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع علي صالح منذ مساء أمس الأحد.


وأضاف البحر في تصريح خاص لـ"عربي21" أن الانقلابين الحوثيين، نفذوا هجوما غير معهود، على الجبهة الغربية، حيث يقع جبل "هان" الاستراتيجي، وبغطاء ناري كثيف، مكّنهم من السيطرة المؤقتة على بعض المواقع، قبل أن ينفذ الجيش الوطني هجوما معاكسا استعاد من خلاله جميع المواقع والتلال التي خسرها.


ونظرا للأهمية الاستراتيجية التي يحظى بها "جبل هان"، وفقا للعقيد البحر، فهو يتحكم بالمنفذ الجنوبي الغربي لمدينة تعز، والذي يمر من وادي الضباب باتجاه جنوب البلاد، ويشرف على معسكر اللواء 35 مدرع (جيش وطني)، بالإضافة إلى المنشآت الحكومية، وعلى كثير من المداخل ذات الأهمية والمؤسسات الرسمية، كان هذه الهجوم الواسع من قبل الحوثيين والقوات المتحالفة معهم عليه.

 

اقرأ أيضا: الحوثيون يتوعدون أبو ظبي.. إنها هدف عسكري مباشر لصواريخنا


وأشار إلى أن أهم المواقع في جبل "هان" ومحيطه، سيطر عليها الجيش الوطني بالكامل، بعد انسحابه تحت ضغط الكثافة النارية التي هجم بها الحوثيون، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، مؤكدا أن قوات الشرعية كسرت هذا الهجوم واستعادة المواقع المطلة على وادي الضباب، ومعسكر 35، ووادي حنش، والرجمة، وتلال مدارات، بما في ذلك تلة التوشكا، آخر المواقع التي كان يتمركز فيها الحوثيون.


وأوضح المسؤول العسكري اليمني أن الجديد في هذه العملية التي شنها الحوثيون، ظهور أسلحة وآليات عسكرية حديثة، تم الدفع بها منذ أسبوعين، إلى تعز، وأعادوا توزيعها إلى أماكن مكشوفة، ما كانوا يتجرؤون على إخراجها بهذه الصورة في الماضي.


وتابع: "رصدنا وصول دبابات حوثية إلى مفرق شرعب جوار مصنع السمن، والطابون (تملكه شركة هائل سعيد أنعم) وإلى قرية عرش، وإلى تلة الضنين، والخمسين والستين، وأمطروا مواقع الجيش الوطني في "هان" بشكل غير معهود، في محاولة للسيطرة عليه، وقطع خط الإمداد الوحيد على قوات الجيش في تعز وإطباق الحصار عليها مرة أخرى من هذا المنفذ".

 

وبحسب البحر، فإن الانقلابين خسروا عشرات القتلى والجرحى، حيث عثر على 9 جثث لهم في جبل هان، فيما شوهدت مركبات عسكرية تابعة لهم تنقل عددا من الجرحى المصابين، فضلا عن تدمير دبابة ومركبة عسكرية (طقم) في منطقة الربيعي وقرية الروض.

 

اقرأ أيضا: "الجبهة الجنوبية": 17 سجنا سريا للإمارات باليمن وتجاهل أممي


ولفت البحر إلى أن الجبهة الشرقية من مدينة تعز، شهدت هجوما ثانيا للحوثيين، في محاولة لتخفيف حدة الضغط على جبهات الغرب.

 

 فيما أحبطت قوات الشرعية هجوما ثالثا على مواقع تابعة لها في جبهة مقبنة (غرب)، واستعادة بعض المواقع التي سيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم، وتأمين خطوط إمداد سريعة للقوات الحكومية هناك.


في حين، نفذ مسلحو الحوثي قصفا مدفعيا وصاروخيا على قرى الصلو، ما أسفر عن سقوط قتلى من المدنيين بينهم نساء وأطفال، في وقت تدور فيه معارك عنيفة في قرية تبيشعة (غرب) والصرمين وجنوب صبر في المحور الجنوبي من تعز.


 أما في جبهات الساحل الغربي، فقد تم التصدي لمحاولة اختراق لمسلحين حوثيين في الوازعية، وإفشال محاولة تسلل أخرى في الجبهة الشرقية من معسكر خالد بن الوليد في موزع القريبة من مدينة المخا الساحلية، وسط تدخل من قبل الطيران الحربي، الذي استهدف بعض التعزيزات والمعدات الحربية التابعة لهم.


وطالب نائب المتحدث باسم الجيش في تعز، الحكومة الشرعية وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة، بسرعة إسناد الجيش في تعز بالسلاح المكافئ والثقيل، بما يغطي المناطق المفتوحة وأرض المعركة بالكثافة النارية المطلوبة.

 

وفي الوقت نفسه، دعا  العقيد البحر  التحالف الذي تقوده الرياض، إلى توفير الغطاء الجوي للجيش الذي يخوض قتالا في أكثر من جبهة، واستهداف الأسلحة الحديثة التي دفع بها الانقلابيون، والتي تقصف من أماكن بعيدة، لا تصل إليها نيران القوات الحكومية، الى جانب أهمية الإسناد الجوي.


وتشهد محافظة تعز، وهي أكثر المحافظات اليمنية سكانا، معارك عنيفة بين الطرفين منذ أكثر من عامين ونصف، وهي أكثر الجبهات استنزافا لمسلحي الحوثي والقوات الموالية لها، وسط  تردي الأوضاع الإنسانية فيها بشكل كبير.

 

من ناحية أخرى أعلن الحوثيون إطلاق صاروخ باليستي على معسكر للجيش السعودي في منطقة عسير جنوب غربي المملكة، بعد 72 ساعة على هجوم حوثي مماثل في نجران الحدودية مع اليمن.


ونقلت وكالة أنباء "سبأ" بنسختها التي يديرها الحوثيون، عن مصدر عسكري موال لهم قوله إن القوة الصاروخية التابعة لهم (مسلحي الحوثي)، استهدفت بصاروخ نوع قاهر M2، معسكر الجربة السعودي في ظهران عسير، الحدودية مع اليمن.


وأضاف أن الصاروخ أصاب هدفه بدقة مخلفا خسائر كبيرة، مشيرا إلى أن ذلك يأتي ردا على جرائم ما أسماه بـ"العدوان" السعودي (التحالف العربي) بحق اليمنيين.


ولم يصدر أي تعليق رسمي من التحالف حول هذه المزاعم.


وكان الناطق باسم تحالف دعم الشرعية، عقيد، تركي المالكي، قد اعترف بإطلاق الحوثيون صاروخا باليستيا، استهدف مجمعا سكنيا لإحدى الشركات المحلية في نجزان، بينما قال الحوثيون إن الصاروخ استهدف معسكرا للقوات السعودية في منطقة "بير عسكر" بنجران جنوب المملكة.