سياسة عربية

ما هي أسباب استقالة الحريري من منصبه وتداعياتها؟

الحريري قال: "لمست ما يحاك سرا لاستهداف حياتي" - أرشيفية

أثار قرار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، مفاجأة يوم السبت، وتساؤلات حول الأسباب التي دفعته إلى إعلان استقالته من منصبه، والتداعيات المتوقعة بسبب ذلك.

وما يزيد من غموض الأمر، التصريحات التي أدلى بها الحريري من الرياض، موضحا أسبابا عدة لاستقالته، في مقدمتها: 

أنه يشعر بوجود دولة داخل الدولة، في إشارة إلى حزب الله اللبناني. 
ورفضه استخدام سلاح الحزب ضد اللبنانيين والسوريين. 
وتدخل حزب الله الذي تسبب بمشكلات مع محيط لبنان.
أنه لمس ما يحاك ضده سرا من استهداف لحياته.
وقال "أينما حلت إيران يحل الخراب والفتن و أيدي إيران في المنطقة ستقطع".

من جهته، وافق رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور، الأسباب التي أعلنها الحريري مؤكدا أن استقالته تأتي نتيجة لـ"تماهي لبنان الرسمي مع سياسة حزب الله"، وفق قوله. 

وأوضح لـ"عربي21" أن "لبنان ظهرت في أكثر من محطة كأنها موافقة على حزب الله وسلاحه، بداية من صفقة داعش الشهيرة، وصولا لغض الطرف والتساهل بتقديم السفير اللبناني المعيّن سعد زخيا أوراق اعتماده في سوريا، إلى نظام بشار المرفوض عربيا، وهو خروج على الإجماع العربي وجامعة الدول العربية". 


وأشار جبور إلى إن حزب "القوات حذر من هذا الأمر من قبل".


وقال إن "استقالة الرئيس سعد الحريري نتيجة طبيعية، وتأتي من أجل أن تخرج الحكومة عن سياسة النأي بالنفس". 


وحول ما تم تداوله وأشار إليه الحريري من معلومات عن عملية محاولة اغتيال دبرت له، قال جبوري: "ليس لدينا معلومات مؤكدة حول هذا الأمر، لكن في نظري أن التسوية السياسية التي قامت  على عنصر أساس وهو النأي بالنفس، ولكن هذا النأي تم خرقه وتجاوزه أكثر من مرة من قبل حزب الله".


وأضاف جبور: "كل هذه الاعتبارات هي التي دفعت القوات اللبنانية الى التلويح باستقالتها نتيجة الخروج عن الأسس التي قامت عليها التسوية، وهو لم يأخذه الحزب على محمل الجد".


وعن مستقبل لبنان والحكومة اللبنانية قال جبوري: "لبنان دخلت فى مرحلة سياسية في غاية الصعوبة، ومرحلة جديدة شبيهة بالوضع الذي كان بعد الخروج السوري من لبنان، ولا يمكن تشكيل حكومة من الآن فصاعدا، لأن المساكنة مع حزب الله أصبحت مستحيلة".?

 

اقرأ أيضا: هذه دلالات استقالة رئيس وزراء لبنان.. ومخاوف السياسيين


أما مفوّض الإعلام في الحزب "التقدمي الإشتراكي" رامي الريّس، أكد لـ"عربي21" أن "الاستقالة أصبحت أمرا واقعا، يفتح الباب أمام مرحلة سياسية جديدة في لبنان".
ولم يرى الريس أي معنى لتوقيت ومكان إعلان استقالة الحريري، وقال: "إن هذه الأمور نوع من الشكليات، والتوقف في هذه اللحظة لا يقدم ولا يؤخر". 

وأكد ما ذهب إليه جبور من أن "لبنان أمام منعطف خطير"، متوقعا أن التطورات السياسية لن تكون سهلة على اللبنانيين في الأيام القادمة، ورأى أن "الأفضل البحث عن كيفية حماية لبنان".


وقال الريس: "لا شك بأن الاستقالة تجعل من الصعوبة تسمية رئيس وزراء جديد، وهو ما سيعمق الأزمة، ويؤدي للانكشاف الوضع في لبنان".


وعن انعكاسات الاستقالة على لبنان، قال: "نأمل لا يكون لبنان مستقبلا ساحة للصراعات الإقليمية وتصفية الحسابات، لأن لبنان أضعف من أن يؤدي هذا الدور، وهو ما سبب حربا أهلية استمرت 15 عاما".


وختم حديثه بالقول: "نحن ما يهمنا في هذا الإطار هو حماية استقرار لبنان، وعدم تعريضه مجددا لأي ابتزاز أمني أو اقتصادي أو اجتماعي".


وتواصلت "عربي21" مع المسؤول في حزب الله وعضو المجلس السياسي لحزب الله، ولكنه رفض التعليق. 

وقال: "ليس لدينا تعليق على هذا الأمر حتى الآن".?

إلا أن أول رد فعل من حزب الله بعد استقالة الحريري جاء مهاجما السعودية.

اقرأ أيضا: ?حزب الله يهاجم السعودية بعد استقالة الحريري.. بماذا اتهمها؟