حول العالم

ضباب دخاني يلف نيودلهي وطوابير أمام المستشفيات

نصائح بالخروج من المدينة- أ ف ب

يلهث رجال ونساء اصطفوا في الطوابير في قسم الطوارئ في أحد مستشفيات نيودلهي بسبب أعراض ناجمة عن الضباب الدخاني الذي يلف العاصمة الهندية.

ويؤكد أطباء في مستشفى "فالابهباي باتل تشست إنستيتوت" الحكومي أن عدد المرضى زاد أكثر من ثلاث مرات منذ اشتداد مستوى التلوث الجوي بسبب تغير الأحوال الجوية وإحراق مخلفات الحصاد في المناطق المجاورة.

ويخبر مانوج خاتي الذي يملك متجرا صغيرا بأنه تغاضى عن السعال الشديد الذي أصابه، لكن الأمر ازداد سوءا على مر الأيام حتى تشخيص إصابته بالتهاب رئوي مزمن.

ويقول الرجل البالغ من العمر 46 عاما لوكالة فرانس برس وهو ينتظر الخضوع لمزيد من الفحوص: "لم أتوقف عن السعال لمدة ثلاثة أيام، وشعرت بأنني على شفير الموت".

وبلغت مستويات المواد الجسيمية بقطر 2.5، أي الجزيئيات الملوثة الصغرى التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب رئوي مزمن وسرطان رئوي وأمراض قلب، الـ500، وذلك مرات عدة هذا الأسبوع، متخطية حتى الألف في بعض الأحيان.

وعندما تكون مستويات هذه الجزيئيات بين 350 و500، فهي تعدّ "خطرة"، علما بأن السقف الرسمي لها هو 500.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الحد الأقصى من مستويات المواد الجسيمية بقطر 2.5 الذي يمكن التعرض له لأكثر من 24 ساعة من دون خطر هو 25.

ويؤكد الطبيب مانسي فيرما الذي يعمل في قسم الطوارئ أن عدد المرضى المصابين بأمراض رئوية ويتوافدون إلى المستشفى ازداد ازديادا شديدا.

ويقول: "استقبلنا في مطلع الأسبوع ما بين 250 إو300 مريض، أي أكثر بثلاث مرات من المعدلات العادية".

ويضيف أن "أغلبيتهم يعانون من سعال شديد والتهاب في المسالك التنفسية".

 

التلوث قاتل 

 

وبالرغم من هذا الارتفاع في الحالات الطارئة، يؤكد أرفيند كومار المتخصص في الأمراض التنفسية في مستشفى "سير غانغا هوسبيتال" الخاص في نيودلهي أن التداعيات الخطرة على الصحة لهذا التلوث لن تتجلى قبل سنوات.

ويصرح بأن "التلوث يقضي عليك ببطء".

ويضيف قائلا: "بغض النظر عن مستويات الجزيئيات السامة التي نتعرض لها اليوم، فلنفترض أننا تعرضنا لها لمدة 10 أيام، فهذا يعني أن أمد عيش كل واحد منا سينحسر عدة أيام أو حتى عدة أسابيع".

ويوضح الطبيب أن "الآثار ستصبح ملموسة بعد سنوات كثيرة جدا، والتلوث لا يقتلك على الفور لذا فإنه لا يقيّم خطره الفتاك في الوقت الراهن لكنه يتسبب بالوفاة في نهاية المطاف".

وتشهد مناطق شاسعة من شمال الهند وباكستان اشتدادا في التلوث في مطلع فصل الشتاء بسبب إحراق مخلفات الحصاد، ونظرا لأن الهواء البارد يبقي الجزيئات قريبة ويمنعها من التبعثر في إطار ما يعرف بالانقلاب الحراري.

وتفاقم الوضع في نيودلهي بسبب المصانع المحلية والمحطات العاملة بالفحم والعدد المتزايد للمركبات على الطرقات.

ولمواجهة هذا التلوث، قامت السلطات بإغلاق كل المدارس مؤقتا وفرضت قيودا على حركة السيارات الخاصة المقدر عددها بثلاثة ملايين، اعتبارا من الاثنين.

لكن في ظل مستويات التلوث الحالية، يوصي كوما بعدم البقاء في المدينة بتاتا، قائلا: "إذا كنت حريصا على صحتك... فإنني أقول لك إن نيودلهي ليست مدينة صالحة للعيش حاليا مع مستويات التلوث السائدة فيها".