صحافة دولية

دريز انفو: هل نشهد ربيعا عربيا حقيقيا في السعودية؟

دريز أنفو: هدف ابن سلمان لن يتحقق دون مساعدة كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية- أرشيفية
نشر موقع "دريز أنفو" الفرنسي تقريرا، تطرق من خلاله إلى الأحداث التي هزت السعودية مؤخرا، والتي تزامنت مع استقالة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري وموجة الاعتقالات التي طالت شخصيات بارزة في المملكة، علاوة على سعي ولي العهد، محمد بن سلمان، إلى محاربة التشدد الديني في بلاده.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المختص في العلوم الجيوسياسية والشرق الأوسط، ألبير سعود، قد أكد أن الوضع الذي تمر به المملكة في الوقت الراهن من شأنه أن "يغير المناخ الجيوسياسي في الشرق الأوسط ككل".
 
وبين الموقع أن الأمير بن سلمان لم يتوان عن إيقاف شخصيات بارزة في صلب الدولة، من قبيل الأمير متعب بن عبد الله، الذي كان يشغل منصب وزير الحرس الوطني السعودي المكلف بحماية عرش آل سعود والسهر على حماية آبار النفط، علاوة على الملياردير، الوليد بن طلال الذي عمد إلى الاستثمار في مشاريع عالمية عملاقة، تتكفل بإنجازها شركات عالمية على غرار، شركة "سيتي غروب" الأمريكية. من جهة أخرى، يثق الأمير الشاب في ولاء شعبه له، خاصة فئة الشباب التي تشكل نسبة 70 بالمائة من الشعب السعودي.
 
وأفاد الموقع أن ابن سلمان أكد في محادثة جمعته مع صهر الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، في الرياض، أنه عازم على تحديث المملكة. كما وعد ابن سلمان بالقضاء على ما أسماه بالأيديولوجية المتطرفة والعودة إلى تطبيق مبادئ الإسلام المعتدل.
 
وذكر الموقع على لسان المختص في العلوم الجيوسياسية والشرق الأوسط، ألبير سعود، أن الخطوات التي أقدم على اتخاذها ابن سلمان جعلته محاطا بالأعداء على الصعيدين الداخلي والخارجي. فعلى المستوى الداخلي، يمثل أبناء الطبقة الأرستقراطية السعودية، إضافة إلى أصحاب المليارات وشركائهم التجاريين الأجانب، أول المناهضين لابن سلمان، حيث سيعملون على رد اعتبارهم داخل المملكة.

علاوة على ذلك، تسببت إجراءات ابن سلمان أيضا في دفع كبار الشخصيات الدينية إلى معاداته. ففي الواقع، حظيت عائلة آل سعود بلقب "خادم الحرمين الشريفين" بعد التحالف الوثيق الذي وقعته مع علماء المذهب الوهابي المحافظ المتشدد.
 
وأورد الموقع، وفقا للكاتب والصحفي الأمريكي الإسرائيلي، زيف شافيتس، أن "محمد بن سلمان يعكس صورة الأمير العربي الذي يتبنى منهجا تقدميا. ويبدو ذلك جليا من خلال دعوته إلى تحديث وتحرير المملكة، فضلا عن مهاجمة أبناء عمه من الأمراء الذين استنزفوا البلاد".
 
وأقر الموقع بأنه وعلى الصعيد الخارجي، حذر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، من أن أي تحالف يضم السعودية، وإسرائيل، والولايات المتحدة، سيعد بمثابة "خطأ إستراتيجي فادح". وبما أن واشنطن قد تحالفت منذ قرون مع الرياض، فقد بات هذا التحذير غير مجد.
 
وتناول الموقع خطورة تعاون ابن سلمان بصفة علانية مع الدولة العبرية، نظرا لأن ذلك يشكل خطرا كبيرا على حياته، والأمثلة عديدة في ذلك. فقد اغتيل العاهل الأردني السابق، عبد الله الأول، في القدس لأنه لمح إلى إمكانية تنظيم مفاوضات سلام مع تل أبيب. علاوة على ذلك، تم اغتيال الرئيس المصري السابق، أنور السادات، سنة 1981 في القاهرة بعد توقيعه اتفاقيات سلام مع إسرائيل.
 
وفي السنة التي تلتها، قتل الرئيس اللبناني، بشير الجميل، في بيروت، على يدي عملاء للمخابرات السورية، كما رجحت التقديرات. ويعود سبب اغتيال الجميل إلى موقف عائلته الأرستقراطية المنحاز إلى إسرائيل. 
 
ووفقا لألبير سعود، يمكن تفسير الصمت الإسرائيلي إزاء الإجراءات التي أقدم عليها ابن سلمان، من خلال فهم موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي يبدو أنه قد أعجب بفكرة ظهور حاكم عربي جديد يشاطره الرأي فيما يتعلق بإيران. وبالتالي، يأمل نتانياهو في أن ينجح ابن سلمان في تحقيق تطلعاته التي يرنو لها.
 
وتساءل الموقع، هل تشعل تطلعات ابن سلمان نحو ترسيخ "إسلام معتدل وتحديث البلاد" حربا مع إيران؟ وهل يعمل الأمير الشاب على أن يقود تحالفا سنيا ضدها؟
 
وأفاد الموقع أن هذا الهدف الذي يسعى ابن سلمان إلى تجسيده على أرض الواقع يستحق الثناء، ولكنه لن يتحقق دون مساعدة كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. فيما يوقن ولي العهد، الذي يشغل أيضا منصب القائد العام للجيش السعودي، جيدا أن ترسانته العسكرية غير قادرة حتى على هزيمة ميليشيا الحوثي في اليمن.

وأوضح الموقع أن قوات الحرس الوطني تشكل القوة الضاربة للمملكة السعودية. وتتمثل مهمتها أساسا في حماية العائلة المالكة. بناء على ذلك، يدرك ابن سلمان أنه لا مجال له للمناورة أمام إيران.