سياسة دولية

خبير إسرائيلي: ثلاث عواصف تغذي التوتر المتصاعد في لبنان

اعتبر أن الحريري يتبنى نبرة كفاحية ضد حزب الله وضد إيران- جيتي

تحدث مستشرق وخبير إسرائيلي بارز عن العاصفة المتصاعدة التي ضربت لبنان، والتي من المتوقع أن تبقى متواصلة حتى الانتخابات اللبنانية المقبلة.
 
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الأزمة اللبنانية، رأى أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب، إيال زيسر، أن "التحدي الأساس الذي يواجه إسرائيل في الجبهة الشمالية، هو تعميق وتثبيت التواجد الإيراني في سوريا؛ وشكل المعالجة الإسرائيلية له".
 
وأضاف: "إلى جانب استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية في سوريا، تتعلق المعالجة بقدر غير قليل بموسكو بدرجة أساسية وواشنطن أيضا".
 
وبالتوازي مع ما يجري في سوريا، أوضح أن "النار اشتعلت في لبنان، رغم أن الحديث يدور عن حرب نفسية وصراع إعلامي، جمهوره المستهدف هو الجمهور اللبناني؛ بين المؤيدين لرئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريري، والمؤيدين لحزب الله".
 
ولفت زيسر، إلى أن هناك "ثلاث عواصف تغذي التوتر المتزايد في لبنان، وذروتها تمثلت في استقالة الحريري من السعودية، وهجومه الحاد على إيران وشركائه الائتلافيين السابقين في الحكومة؛ أعضاء حزب الله".
 
وأوضح أن العاصفة الأولى؛ هي "الصراع السعودي ضد محاولات إيران بسط سيطرتها ونفوذها في أرجاء الشرق الأوسط"، لافتا إلى أن "إيران حققت مكانة لها في لبنان والعراق وسوريا، والأهم من ذلك في اليمن، وهي الساحة الخلفية للسعودية".
 
تهديد متعاظم

 

وأما العاصفة الثانية؛ هي "صراع الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، الأمير محمد، لضمان مكانة الابن كولي للعهد، أمام أبناء العائلة الآخرين الذين من شأنهم أن يتحدوه".
 
وتابع بأن "ولي العهد يسعى ليس فقط لضمان مكانته بل لدفع بالسعودية إلى الأمام، ولهذا فهو يتخذ سياسة كفاحية؛ سواء في الساحة السعودية الداخلية حيال خصومه ومنافسيه، وفي الساحة الخارجية حيال إيران"، وفق الخبير الإسرائيلي.
 
وأشار إلى أن العاصفة الثالثة؛ هي "الانتخابات القريبة في لبنان في 2018، التي في ضوئها يسعى سعد الحريري لتعزيز مكانته في أوساط السنة بلبنان، ومن أجل ذلك فهو يتبنى نبرة كفاحية ضد حزب الله وضد إيران".
 
وأكد زيسر، أن "التوتر بين السعودية وإيران في التعاظم والحديث يدور، على الأقل من ناحية السعوديين عن مسألة وجودية"، وقال: "لا يدور الحديث بالضرورة عن توتر تجعل الحرب علنية، فليس للسعودية قوة عسكرية وتأييد لخطوة ضد إيران، لا في الخليج ولا في لبنان، علما بأن السعوديين غرقوا في وحل اليمن".
 
ورجح الخبير الإسرائيلي، أن "العاصفة في لبنان ستبقى تتصاعد حتى الانتخابات في الدولة بعد بضعة أشهر"، منوها إلى أنه في "المدى البعيد يشكل حزب الله تهديدا على لبنان دولة، كما أنه مع إيران يمثل تهديدا متواصلا ومتعاظما ضد إسرائيل"، وفق قوله.