سياسة عربية

نائب يدعو بوتفليقة للترشح لولاية خامسة أسوة بأركان الإسلام

دخلت انتخابات الرئاسة بالجزائر أجندات الأحزاب والنقاش العام بالمشهد السياسي- جيتي

دعا برلماني جزائري بارز، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الترشح لولاية خامسة، بموجب انتخابات الرئاسة التي ستجرى شهر نيسان/ أبريل العام 2019، وقال إن " الولاية الرابعة لبوتفليقة لا معنى لها دون الخامسة".

ووجه الثلاثاء، النائب بهاء الدين طليبة عن حزب جبهة التحرير الوطني، الحاكم في الجزائر، نداء إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يدعوه فيها إلى "استكمال المهمة"، قائلا إن الخامسة تكتسي أهميتها من أن أركان الإسلام الخمسة.

وكتب بهاء الدين طليبة، الذي يشغل أيضا عضوا باللجنة المركزية للحزب الحاكم، على صفحته، بـ"فيسبوك": "حدثنا بهاء قال : لا رابعة بدون خامسة ... هو المثل الشعبي الذي يعطي للخامسة أو الخمسة تلك الأهمية باعتبارها واحدة من أهم أركان الدين الإسلامي. ولا عجب أن تكون الخامسة رمز الأفلان في الاستحقاق المحلي وآمل البلاد في تحقيق مزيد من الأمن والاستقرار والتقدم اليوم وغدا".

تكرار مشهد 2014
وقال بهاء الدين طليبة في تصريح لصحيفة "عربي 21": "دعوت الرئيس بوتفليقة للترشح لولاية خامسة، لأنه رئيس الحزب الذي أنتمي إليه، أولا ، ثم على خلفية الإنجازات التي حققها على صعيد التنمية في البلاد، وحنكته السياسية و الدبلوماسية وتمكنه من تجنيب الجزائر فوضى الربيع العربي ومعرفته بإدارة الملفات الإقليمية، بوقت تحدق المخاطر على البلاد من كل جانب".

 

اقرأ أيضا: 3 شخصيات جزائرية تطالب بعدم ترشح بوتفليقة لولاية خامسة

وتابع طليبة بذات التصريح "رقم خمسة كان رمز حزب جبهة التحرير الوطني بالانتخابات المحلية التي تمت شهر تشرين الأول/ نوفمبر الماضي، وبه فاز الحزب بأغلبية المقاعد بالمجالس المحلية، ونريد أن نتخذه شعارا لخامسة بوتفليقة أيضا".

وأضاف طليبة "قلت: لا رابعة بدون خامسة.. هو المثل الشعبي الذي يعطي للخامسة أو الخمسة تلك الأهمية باعتبارها واحدة من أهم أركان الدين الإسلامي". 

 

 


وزاد عن ذلك "لا عجب أن تكون الخامسة رمز الأفلان (الحزب الحاكم( في الاستحقاق المحلي وأمل البلاد في تحقيق مزيد من الأمن والاستقرار والتقدم اليوم وغدا".

وكان طليبة أطلقه قبيل انتخابات الرئاسة التي جرت العام 2014، والتي فاز بها بوتفليقة بولاية رابعة، بنسبة 85 بالمائة من أصوات الجزائريين، بالرغم من المرض، وهو على كرسي متحرك.

جدال الخامسة
وأعاد النداء الجديد للبرلماني الجزائري، الجدل حيال احتمال ترشح بوتفليقة لولاية خامسة بالرغم من المرض، في ظل قراءات تواترت عن النداء الجديد، بكون مطلقه البرلماني بهاء الدين طليبة لم يوجهه للرئيس من تلقاء نفسه.

وقال المحلل السياسي الجزائري نور الدين دحوش "مثل هذا النداء يجب أن يأخذ كمتغير جدي بالنسبة للتحليلات الجارية بخصوص ترشح بوتفليقة لولاية خامسة من عدمه"، متابعا في تصريح لصحيفة "عربي21": "مثلما تم جس نبض الشارع الجزائري والطبقة السياسية قبيل انتخابات الرئاسة العام 2014 التي فاز بها بوتفليقة، من خلال نفس النداء، يجري حاليا جس النبض مرة أخرى، ونداء البرلماني يعني فعلا أن هناك نية من طرف بوتفليقة ومحيطه لتقديمه مرشحا للرئاسة العام 2019".

ودخلت انتخابات الرئاسة بالجزائر أجندات الأحزاب والنقاش العام بالمشهد السياسي، بالرغم من أنه من المسافة الزمنية إليها مازالت بعيدة نوعا ما.

 

اقرأ أيضا: جدل حول تصريح محامي نقل رغبة بوتفليقة بالترشح لولاية خامسة

 
ويعتقد دحوش ردا عن سؤال "عربي21" حول خلفية ذلك، أن "السبب الوحيد الذي يجعل انتخابات الرئاسة بالجزائر محل تداول على نطاق سياسي واسع، هو الرئيس بوتفليقة نفسه، ما يعني أنه لو يعلن بوتفليقة الترشح لولاية خامسة فمعنى ذلك أن لعبة الترشح باتت مغلقة".

وقبيل انتخابات الرئاسة لنيسان/ أبريل 2014، أعلن أربعة مترشحين، بينهم اثنن من  رؤساء الحكومة السابقين بالجزائر، وهما مولود حمروش وأحمد بن بيتور، بالإضافة إلى الجنرالين المتقاعدين عبد القادر بن يعلى ورشيد بن يلس، انسحابهم من السباق الرئاسي بعد إعلان بوتفليقة ترشحه، وذلك بدعوى أن "السباق صار مغلقا" بينما واصل علي بن فليس رئيس الحكومة السابق وهو الخصم اللدود لبوتفليقة، منافسته لبوتفليقة بمعية لويزة حنون رئيسة حزب العمال، اليساري وعبد العزيز بلعيد ،رئيس جبهة المستقبل، الديمقراطي.

البند 102
ويعاني الرئيس الجزائري من المرض منذ إصابته بجلطة دماغية شهر نيسان/ أبريل عام 2013، ونقل على إثرها إلى فرنسا للعلاج، وتداعت مطالبات للمعارضة السياسية بضرورة تطبيق البند 102 من الدستور الجديد الذي ينص على حالة العجز عن أداء الرئيس لمهامه الدستورية. وهي المطالبات التي تصدت لها السلطة بقوة.

وخلافا للدعوة التي وجهها البرلماني الجزائري لبوتفليقة، بالترشح لولاية خامسة، تشير العديد من القراءات إلى أن الرئيس الجزائري لم يعد قادرا على أداء مهامه الدستورية بسبب المرض، ولا يمكنه الاستمرار بالحكم لولاية أخرى.

لكن هذه المطالبات تراجعت بالآونة الأخيرة إثر هيمنة الخطاب الحكومي على المشهد السياسي وتوظيف صور لاستقبالات بوتفليقة رؤساء وقادة دول بزيارات إلى الجزائر، تظهره بوضع أفضل مما كان عليه.

واستقبل الرئيس الجزائري، نظيره الفرنسي إمانويل ماكرون، الذي زار البلاد يوم السادس من كانون الأول/ ديسمبر الجارين وصرح للصحفيين عقب لقاءه بوتفليقة أن " بوتفليقة بحال أفضل".

أكبر المتضررين
وقال عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي معارض في الجزائر، في حوار مع صحيفة " الخبر" نشر الثلاثاء، "أعتقد أن أكبر خاسر أو متضرر من العهدة الخامسة هو الرئيس بوتفليقة نفسه، لأنه موجود في حالة ضعف وسيواجه ظروفا عصيبة بسبب الأزمة الاقتصادية".

 

اقرأ أيضا: لوموند: ولاية خامسة محتملة لبوتفليقة تثير الجدل في الجزائر

 
وتابع مقري " في فترة الأزمات، لا يوجد ما يمكن تهدئة المواطنين سوى مخاطبة الرئيس لشعبه. إذا افتقد هذه القدرة، لن تحل أي أزمة، لذلك في اعتقادي العهدة الخامسة ليست متصورة، ولن تكون إلا إذا افتقد أي خيار آخر، واتفق صناع القرار على إبقاء حالة الانسداد".

ويعتقد مقري أن "الجزائر في إفلاس حقيقي والدولة تعيش بالإصدار النقدي والجزائر في أزمة و بالتأكيد أن لذلك علاقة بغياب الرئيس ولا جدل في أنه لا يوجد الشخص الذي ينسق بين أجهزة الدولة ويتخذ القرارات ويلتقي بكل الناس دون وسطاء".

كما يعتقد مقري " هذه الأزمة تتطلب رئيسا حاضرا يصول ويجول ويتحدث مع الناس وإلا فمن المستحيل أن نخرج من الأزمة، نحن كأحزاب عندما نريد أن نتحاور لا نجد مع من نتحاور معه".

وتختلف وجهات النظر إزاء احتمال ترشح بوتفليقة لولاية خامسة من عدم ذلك، بجدالات كثيرا ما زج فيها باسم شقيق الرئيس، سعيد بوتفليقة، باحتمال أن يكون خليفة لأخيه على رأس الدولة.

لكن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، نفى هذا الخيار ،قائلا للصحفيين على هامش لقائه إطارات الحزب، السبت الماضي "لا طموح لشقيق الرئيس لخلافة عبد العزيز بوتفليقة في الحكم، فهو في الرئاسة يمارس مهامه مستشارا منذ 18 سنة كغيره من المُستشارين.. دعوه وشأنه".