ملفات وتقارير

هكذا قرأت "هآرتس" نجاحات داعش في سيناء.. ماذا كشفت؟

ولاية سيناء أرشيفية

تحدثت صحيفة إسرائيلية، في تقرير لها أعده خبير عسكري إسرائيلي بارز، عن النجاحات العسكرية المتقدمة التي حققها "داعش" في سيناء، كاشفة أن "إسرائيل" تستعد لإمكانية وقوع هجوم كبير يستهدف بلدة إسرائيلية.

 

محاولة اغتيال

 

وعلق الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، على الشريط الذي نشره تنظيم ولاية سيناء، فرع تنظيم الدولة (داعش) في سيناء مؤخرا، والذي استهدف بصاروخ "كورنيت" مروحية عسكرية مصرية في مطار عسكري بالقرب من العريش.

وأكد أن "العملية لم تكن عملية هجومية، وإنما محاولة اغتيال"، حيث وقعت خلال زيارة الفريق أول، صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة المصرية، ووزير الداخلية المصري، مجدي عبد الغفار، مرجحا أنه "تم تسريب معلومات عن الزيارة التي لم يعلن عنها لرجال التنظيم".

وأوضح أن "هذه ليست المرة الأولى التي ينجح فيها ذراع داعش بسيناء، الذي يعدّ حاليا الذراع الأكثر نجاحا في الشرق الأوسط، بإصابة منطقة مؤمنة بحرص شديد"، مذكرا بـ"عملية تفجير الطائرة الروسية عام 2015، في الجو، بعدما تمكن رجال داعش من زرع عبوة بداخل مستودع حقائب المسافرين".


ونوه هرئيل بأن "ولاية سيناء سجلت خلال الفترة الأخيرة نجاحات عسكرية"، لافتا إلى أن "عدد القتلى على يد داعش سيناء في هذا العام ربما يكون أعلى بكثير من الأعوام التي سبقته، عقب قتل 311 مصليا (مسجد الروضة) في عملية تم التخطيط لها بالتفصيل".

 وأضاف: "وكما في حالات أخرى، فقد فاخر رجال الأمن المصريين بالعدد الكبير من القتلى، لكن عدد قتلى داعش ليس واضحا"، معتبرا أن "العملية الأكثر إثارة في هذا العام، تلك التي وقعت في السابع من تموز/ يوليو الماضي، في معسكر النجيزات المصري، على بعد عشرة كلم من "بتحات نيتسانا" في الجانب الإسرائيلي من الحدود".


حالة ارتباك

 

ويذكر الخبير أنه "كانت ترابط في هذه القاعدة كتيبة كوماندوز بمحاذاة قرية بدوية، حيث نشر داعش تسجيلا مصورا يوثق الهجوم"، وفق الخبير العسكري، الذي استدل من تلك العملية على وجود "تخطيط عسكري دقيق، وفقا لنظرية عسكرية منظمة ومدروسة".

وتابع: "قام المهاجمون في البداية بإغلاق الشوارع المؤدية للمعسكر؛ لمنع وصول قوات تعزيز مصرية، وبعد ذلك تم إرسال سيارة مفخخة اقتحمت بوابة المعسكر، وحدث انفجار قتل فيه عدد كبير من الجنود، مع حدوث حالة ارتباك شديدة".

وفي أعقاب ذلك، "هاجمت قوة ضمت العشرات المعسكر على متن سيارات ميدانية مزودة برشاشات ثقيلة، وقتلوا من تبقى من الجنود"، بحسب هرئيل، الذي أكد أن "هجوم داعش اعتمد على معلومات استخبارية كثيرة نسبيا، أظهرت علامات السيطرة الجيدة على قيادة الهجوم".

 ونوه بأن "العملية التي استمرت نحو ساعتين لم تكن عملية انتحارية، وعندما وصلت طائرات سلاح الجو المصري كان مقاتلو داعش قد انصرفوا"، لافتا إلى أنه "تم تنفيذ الهجوم وفقا لتعاليم لا تختلف كثيرا عن نظريات الحرب في الجيوش الغربية، والتي تشمل؛ عزل وإغلاق المنطقة، وتفعيل قوة هجومية، وجمع معلومات استخبارية، وإدارة معركة منظمة وعملية مفاجئة تماما، إضافة لعلمية التوثيق".

 وقوع هجوم


ومع كل هذه النجاحات، لفت الخبير إلى أن "عدد المقاتلين في ولاية سيناء ليس كبيرا، وتقدر جهات استخبارية غربية عددهم بأكثر من ألف تقريبا"، مبينا أن "سيناء هي أحد الأهداف الرئيسية لقدامى نشطاء داعش، الذين انتقلوا إليها بعد الهزيمة التي لحقت بداعش في العراق وسوريا، كما يلاحظ الارتقاء المتجدد لنشاط ذراع القاعدة في سيناء، المسمى حاليا جند الإسلام".

ونبه إلى أن "سلسلة هجمات داعش القاتلة ستجبر عبد الفتاح السيسي (زعيم الانقلاب)، على تركيز جهود القوات المصرية في سيناء ضد قلاع التنظيم".

وفيما يخص الاحتلال الإسرائيلي، ذكر هرئيل أن "هناك مخاطر محتملة، في حين -وفق وسائل إعلام عربية- فإن إسرائيل تساعد مصر في جمع المعلومات، وتوجيه الهجمات التي تشنها الطائرات غير المأهولة ضد ولاية سيناء".

وحتى اليوم، "باستثناء العملية الصعبة في "عين نطوفيم" (إلى الشمال من أم الرشراش جنوب فلسطيني المحتلة ) في 2011، ومحاولة تنفيذ عملية فاشلة في جنوب معبر كرم أبو سالم، بعد سنة، أظهرت التنظيمات في سيناء اهتماما قليلا بإصابة أهداف إسرائيلية، ولم تقم بهجمات واسعة"، وفق الخبير العسكري.

لكنه كشف أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية "تستعد حاليا لإمكانية وقوع هجوم، على غرار عملية مسجد الروضة أو عملية القاعدة العسكرية في سيناء، ومحاولة اختراق السياج الحدودي، والوصول إلى بلدة إسرائيلية قريبة، من خلال استغلال المعرفة والتجربة العسكرية التي راكمها تنظيم ولاية سيناء في السنوات الأخيرة".