صحافة دولية

بلومبيرغ: لهذا السبب يريد ترامب القضاء على بانون

بلومبيرغ: اتهامات بانون لنجل ترامب ليست الأسوأ- أ ف ب

نشر موقع "بلومبيرغ" مقالا للكاتب تيموتي لي أوبراين، يقول فيه إن اتهامات مدير الاستراتيجيات السابق في البيت الأبيض ستيفن بانون، ضد نجل الرئيس الأمريكي ليست الأسوأ، مقارنة مع اتهاماته للدائرة المقربة منه وفكرة "تبييض الأموال".

ويشير لي أوبراين في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "المراقبين لترامب يتمتعون بلعبة من الدرجة الأولى في صراع للديكة مع مستشاره السابق بانون". 

ويقول الكاتب إن "انتباها كبيرا وجه إلى ما ذكره لمايكل وولف في كتابه (نار وغصب: في داخل بيت ترامب الأبيض)، على اتهاماته لنجله بالخيانة عندما قابل محامية روسية في برج ترامب في أثناء حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وكان رد ترامب غاضبا، وأطلق يوم الأربعاء العنان لمحاميه للتعامل مع بانون وتهديده بالمقاضاة القضائية، بل أكثر من هذا فإنه وصف رفيقه السابق بأنه (فقد عقله)". 

ويعلق لي أوبراين قائلا إن "تهديد الرئيس لبانون ودار النشر لن يكون له أثر كبير، خاصة أن مؤلف الكتاب وولف لديه تسجيلات للقاءاته مع بانون، بالإضافة إلى أن ترامب سمح لوولف بدخول البيت الأبيض".

ويجد الكاتب أنه "بعيدا عن اللهجة المتشددة والأصوات غير المتناغمة، التي صدرت من الطرفين، فيجب ألا يشغلنا ذلك عن شيء جوهري ورد في مقابلة وولف مع بانون، والتفكير في إمكانية أن تكون عائلة ترامب وصهره جارد كوشنر هدفا للتحقيق الفيدرالي في تبييض الأموال، فبانون رافض لعائلة ترامب، والطريقة غير المنظمة والمتهورة التي تصرفوا بها قي أثناء الحملة الانتخابية، وجزء من هذا يتعلق بأن العائلة لم تكن تعتقد أنها قادرة على الفوز في الانتخابات". 

ويلفت لي أوبراين إلى أنه "من هنا فبانون يفهم بالضبط لماذا قرر المحقق الخاص روبرت موللر التركيز على حملة ترامب الانتخابية والعلاقة المحتملة بالكرملين، ووجه موللر اتهامات إلى مسؤول الأمن القومي ومستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، والمسؤول السابق لحملة ترامب الانتخابية بول مانفورت".

ويقول الكاتب: "يعلم بانون، كأي مقاتل شوارع، أن تحقيق موللر يشكل إزعاجا للرئيس؛ لأنه أكثر من كونه تحقيقا في تدخل الروس في الانتخابات، وكان بانون واضحا في قوله: (هذا كله يتعلق بتبييض الأموال) مضيفا في حديثه لوولف: (طريقهم إلى ترامب يمر عبر بول مانفورت ودون جي آر وجارد كوشنر)، ويعلق قائلا إن (الأمر واضح وضوح الشعر على وجهك)". 

وينوه لي أوبراين إلى قول بانون: "تمر عبر (دويتش بانك) وعمل كوشنر كله.. وعمل كوشنر قذر، ويمرون من خلاله إلى هذا كله"، مشيرا إلى أن "بانون استخدم كلمة عامية غير جيدة لوصف عائلة ترامب، وبعد ذلك يواصل (شواءه) للبيت الأبيض في ظل الرئيس، ويصف كيف كانت عائلته وفريقه غير مجهزين لإدارته، فهم مثل من كانوا يجلسون على الشاطئ ويحاولون وقف إعصار من الدرجة الخامسة".

ويعلق الكاتب قائلا إن "عائلة ترامب لديها مصالح في العقارات وصفقات أخرى مع شركاء عليهم علامات استفهام، بعضهم روس وآخرون غير ذلك، وهو ما كتبت عنه أنا ووين باريت منذ سنوات عدة، فخروج العائلة من مشروع فندق (سوهو) الفاشل، وعلاقتها مع مجرمين مثل فليكس ساتر، هو تذكير بإشكالية الصفقات وما تمثله للتحقيق الذي يقوده موللر". 

ويبين لي أوبراين أنه "في الوقت الذي هاجم فيه حلفاء ترامب المحقق الخاص في الفترة السابقة، وبأن تحقيقه يفتقد المعلومات الصحيحة ومتحيز، وهو عمل تآمري يديره أنصار الديمقراطيين والدولة العميقة، فإن الحقيقة هي أن موللر، المحقق المخضرم المحترم، يتبع القوانين في التحقيق، وسيواصل فحص صفقات ترامب وعائلته وأعضاء في حملته الانتخابية، خاصة ممن لهم علاقة بالتحقيق الروسي، ويعلم بانون هذا كله، وتعليقاته لوولف تشير إلى معرفته بالأثر المدمر لهذا كله على ترامب وعائلته". 

ويرى الكاتب أن "السرعة في توجيه الضربة من ترامب لمستشاره تكشف عن خوف الرئيس وشعوره أنه في خطر، وربما كانت هناك عدة أسباب وراء الهجوم الذي قام به ترامب، منها تصوير له بأنه محاط بالجهلة والأقارب المتآمرين، وقلة اهتمامه بالحكم ومتابعة الرئاسة كعملية تسويقية حرة، وبأنه وعاء فارغ يمكن أن يملؤه الآخرون بالأفكار، وهو بالضبط الرجل الذي يسكن المكتب البيضاوي منذ العام الماضي، ومن هنا فإن الكلام الذي نشره بانون وولف كان قويا على ساحات التواصل الاجتماعي، بحيث تفوق على ما كتبه ترامب قبل ليلة متحديا الرئيس الكوري بأن زره النووي أكبر". 

ويقول لي أوبراين: "لم يكن ترامب يحتاج للانتظار قبل أن يرد على الرجل الذي تجرأ وانتقده و(العائلة الأولى)، وأخذ منه الأضواء، وهذا واضح في كلام الرئيس: (الأن أصبح وحيدا، ويفهم ستيف أن النصر ليس بالطريقة السهلة التي أظهرها). ونفى الرئيس أن يكون قد عقد لقاءات وجها لوجه مع ستيف إلا في النادر، واستبعد تأثيره عليه".

ويستدرك الكاتب بأن "بانون، كما يرى المراقبون، رجل بارع في اللعبة الإعلامية، وسيجد الرئيس صعوبة في تجاوز كل ما يقوله بانون".

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول: "يعلم بانون أن دونالد ترامب جي آر وكوشنر يمثلان عبئا على الرئيس، خاصة في تحقيقات تبييض الأموال، ويعلم أيضا أن البيت الأبيض ليس مجهزا لمواجهة التحقيقات المالية والقانونية القادمة، ويعلم هذا كله، وإن كان قد فقد عقله فالرئيس يريد أن يسكته ويقضي عليه لهذا السبب".