صحافة إسرائيلية

عملية نابلس تربك الأوساط الأمنية الإسرائيلية

عملية نابلس.. المنفذون استطاعوا الانسحاب

ما زال الإسرائيليون يبحثون نتائج عملية نابلس الأخيرة التي أسفرت عن مقتل حاخام يهودي، في ظل استمرار البحث عن المنفذين، والعمل على تأمين طرق الضفة الغربية لاستخدامها من قبل المستوطنين.


فقد ذكر إليشع بن كيمون مراسل صحيفة يديعوت أخرونوت أن السلطات الإسرائيلية قررت منح 60 مليون شيكل، الدولار يساوي 3.5 شيكل، لإقامة المزيد من الطرق الالتفافية في الضفة الغربية للمستوطنين لعدم احتكاكهم بالفلسطينيين.


وأضاف: من أهم الطرق المعدة لهذا الغرض طريق النبي إلياس الذي يبلغ طوله 5 كيلومترا، الذي يوفر للمستوطنين مرورا آمنا ومريحا، خشية استهدافهم من الشبان الفلسطينيين بالحجارة والزجاجات الحارقة، حيث يخشى كثير من المستوطنين المرور فيه، لاسيما في ساعات الليل.


وقد تم الاتفاق على إقامة هذا الطريق عقب لقاء أخير بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع يوسي داغان رئيس المجلس الاستيطاني شومرون.


أمنون لورد الكاتب بصحيفة "إسرائيل اليوم" طالب بإعادة الأمن للطرق والشوارع التي يسلكها المستوطنون في مختلف مناطق الضفة الغربية.


وأضاف: جهاز الأمن العام الشاباك ما زال يفرض تعتيما على التحقيقات التي يجريها حول عملية نابلس الأخيرة، لكن هناك تقدير يذهب باتجاه أن خلية مدربة جيدا من نفذتها، لأن تنفيذ هجوم مسلح من سيارة مارة باتجاه سيارة أخرى، لا يقدر عليه شاب عادي يحمل أيديولوجية إسلامية، ولديه سلاح قديم.


وأشار إلى أن ذلك يعني أن الضفة الغربية فيها خلايا مسلحة لم تعرفها إسرائيل، رغم الصعوبات التي تواجهها لتنفيذ الهجمات ضد أهداف إسرائيلية، مما قد يتطلب إعادة العمل بنشر المزيد من الحواجز العسكرية.


وزعم أن الوجود العسكري ببعض مناطق الضفة ليس مؤثرا لمنع تنفيذ الهجمات، مطالبا المستوطنين بأخذ المزيد من الاحتياطات الأمنية لحماية أنفسهم من أي عمليات فلسطينية، بما في ذلك تكثيف الإضاءة في الطرق المؤدية لأماكن سكناهم، لأن ذلك يساعد في التعقب الأمني خلف أي خلية قد تخطط لتنفيذ هجوم مسلح.


يوآف ليمور الخبير العسكري بصحيفة "إسرائيل اليوم" قال إن عملية نابلس أعادت من جديد النقاش الإسرائيلي حول جدوى الإجراءات الأمنية التي تنفذ ضد الفلسطينيين، لأن من دوافع تنفيذ هذه الهجمات هو العامل الاقتصادي، فالمنفذ يعلم جيدا أنه قد يمكث في السجن الإسرائيلي، لكن عائلته ستنعم في مستوى معيشي جيد، مقابل ما تحصل عليه من مستحقات مالية.


وأوضح أن عشرات السنوات مرت من محاربة إسرائيل للهجمات الفلسطينية، أوصلت لنتيجة مفادها أن نجاح هذه الحرب يتطلب توفير معلومات أمنية دقيقة، مع إبعاد السكان الفلسطينيين قدر الإمكان عن الانخراط بمثل هذه العمليات، خاصة من خلال معاقبتهم بصورة جماعية، وحرمانهم من مصادر دخلهم الاقتصادية.


وختم بالقول: رغم كل الجهود التي يبذلها الجيش والشاباك، لكنهما لم يحققا نتائج بنسبة مائة بالمائة، فالضفة الغربية فيها من الوسائل القتالية الشيء الكثير، ويمكن استغلالها بتنفيذ عملية فردية، أو موجهة من أي تنظيم فلسطيني كان.