صحافة دولية

ذا هيل: لهذا يجب على واشنطن مواجهة تهديد إيران بالمنطقة

هيل: على واشنطن التحرك لمواجهة التهديد المباشر لإيران على الشرق الأوسط- أ ف ب

نشر موقع "ذا هيل" التابع للكونغرس مقال رأي لمدير الأمن القومي في "بايبرتسيان بوليسي سنتر" بليز ميتزتسال، دعا فيه الولايات المتحدة لمواجهة التأثير الإيراني في الشرق الأوسط. 

ويقول الكاتب: "خلال القرن الحادي والعشرين، وربما قبل هذا لم تلتفت الولايات المتحدة لأهم تطورات الشرق الأوسط المهمة، وقد تضيع الفرصة بعد تهديد ترامب لإيران". 

ويشير ميتزتسال في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "البرنامج النووي، الذي كان مصدرا للخطر عام 2003، كانت تديره إيران وليس العراق، والنظام المفترس المتعطش للسلطة، الذي يقسم الشعب، ويدفع البلاد نحو الحرب الاهلية في عام 2011، والذي يثير القلق، كان وراءه سياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المدعوم من إيران، وليس محمد مرسي في مصر، والقوة العابرة للحدود التي تمثل خطرا على الشرق الأوسط عام 2014 هي الحرس الثوري والجماعات الوكيلة، ولم تكن تنظيم الدولة".

ويقول الكاتب: "الآن، وبعد 15 عاما من غض النظر والإهمال، أصبح التهديد الإيراني على استقرار الشرق الأوسط ومصالح أمريكا مثل الهيدرا برؤوس متعددة، التي تشمل المشروع النووي المستمر والصواريخ الباليستية غير القانونية، وشحنات الأسلحة الدولية، ودعم الإرهاب، والقمع الوحشي في الداخل". 

ويرى ميتزتسال أن التحدي أمام صناع السياسة الأمريكية ليس مواجهة هذه التهديدات، لكن تحديد النظام الصحيح لمواجهتها، ويقول إن إدارة ترامب تعلم المخاطر الواسعة التي يمثلها النظام الإيراني، ودعا الرئيس دونالد ترامب إلى وضع استراتيجية شاملة "لمعالجة الأفعال التدميرية الواسعة التي تمارسها إيران".

ويلفت الكاتب إلى أن "تطوير إيران لمشروعها النووي كان مركز سياسة باراك أوباما المتعلقة بإيران، التي قادت إلى الخطة الشاملة للتحرك، إلا أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون كان محقا عندما أكد أن (الاتفاق النووي المليء بالعيون لم يعد النقطة المحورية للسياسة بشأن إيران) وليس لأنه اتفاق منطقي، لكن لأن المخاطر الأخرى النابعة من طهران أخطر الآن".

ويجد ميتزتسال أن "أهم عيب في الاتفاقية النووية، الذي يقلل من أهميتها للاستراتيجية الأمريكية: أنها تنتهي في عام 2031، وكما اعترف أوباما قائلا: (ففي عام 13، 14، 15 فإن فترة الانقطاع ستؤدي إلى تراجعه إلى نقطة الصفر)، ويؤكد هذا التزام إيران بالعقد، وحتى لو قامت بالخداع، فإن الاتفاقية ستمنح الولايات المتحدة وحلفاءها الوقت لتقوية القيود وجعلها دائمة". 

 

ويستدرك الكاتب بأنه "رغم الإطار الزمني، إلا أن الاتفاقية النووية تظل مركزا للخلاف بين الحزبين بشأن إيران، لكن ترامب الملتزم بوعوده الانتخابية يركز على تدمير الاتفاق أو إصلاحه، ويرفض المدافعون عن إرث أوباما أي تحرك ضد إيران، بما في ذلك دعم المتظاهرين الإيرانيين، خوفا من التأثير على الاتفاقية".

وينوه ميتزتسال إلى أن "حلفاء واشنطن الرئيسيين في المنطقة: إسرائيل والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة، يراقبون قدرة إيران على بناء قوتها وتوسيعها في المنطقة، وحشد مليشياتها على الحدود، وتخزينها الأسلحة المتقدمة، وإطلاق صواريخ  باليستية داخل أراضيهم دون خوف من العقاب، ولا يرون في الوقت ذاته أي تحرك من الولايات المتحدة بشكل يدفعهم للتحرك بأنفسهم، وبنتائج كارثية في معظم الأحيان".

ويذهب الكاتب إلى أن "تأكيد أولوية الاتفاق النووي سيؤكد امتلاك إيران القوة نووية في النهاية، وعندما تفاوضت إيران على الاتفاقية النووية فإنها كانت تملك ورقة ضغط، وهي زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي وكميات اليورانيوم المخصب، وفي أي تفاوض في المستقبل على المشروع النووي فإن ورقة الضغط هي قدرتها على تهديد تل أبيب والرياض وأبو ظبي ومضيق هرمز وباب المندب". 

ويعتقد ميتزتسال أنه "فقط من خلال احتواء العدوان الإيراني فإنه يمكن الحفاظ على اتفاقية نووية أفضل، ومنح الأولوية لمواجهة التوسع الإيراني في العراق وسوريا واليمن ولبنان لا يعني تجاهل الخطر النووي أو عيوب الاتفاقية النووية، وبدلا من ذلك فإنها ستنتهي التهديد المباشر على الإقليم، وتزيد من الضغط على طهران، ما يؤدي إلى إعادة النظر في الاتفاقية النووية". 

ويرى الكاتب أن "الكونغرس يمكنه المساعدة في تأكيد أولويات السياسة الأمريكية تجاه إيران، وجزء من المشكلة هو قرار الرئيس بشأن تخفيف العقوبات عن إيران كجزء من الاتفاقية النووية كما فعل، أو المصادقة على الاتفاقية، وكانت هاتان الآليتان منطقيتين عندما كان الكونغرس يتعامل مع رئيس أقل تشددا، ولم يعد الأمر كما كان، ومن الآن فإن المواعيد الزمنية تخلق وضعا من التوتر المستمر حول الاتفاقية النووية".

ويبين ميتزتسال أنه "يمكن للكونغرس أن يخفف هذا الضغط السياسي، الذي يؤكد تركيز السياسة الأمريكية على الاتفاق النووي، في الوقت الذي تزحف فيه إيران حرة من الخليج العربي إلى البحرين المتوسط والأحمر، وهذا يعني إعادة كتابة التشريعات المتعلقة وقرار الرئيس تخفيف العقوبات والمصادقة على الاتفاقية، وبدلا من ذلك منحه السلطة بإعادة فرض العقوبات أو المصادقة على الصفقة، بحسب ما تقتضيه المصلحة". 

ويختم الكاتب بالقول إن "على واشنطن التخلي عن تركيزها على الاتفاقية، والتحرك لمواجهة التهديد المباشر الذي تمثله إيران على الشرق الأوسط واستقراره".