سياسة عربية

"بنسودا" تدين أعمال العنف ببنغازي وتطالب بتسليم الورفلي‎

بنسودا دعت ليبيا إلى القبض على محمود الورفلي وتسليمه للجنائية- تويتر

أدانت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، أعمال العنف الأخيرة في مدينة بنغازي شرق ليبيا، بحسب بيان لها صادر اليوم الجمعة.

وأعربت بنسودا، عن قلقها إزاء التقارير التي أفادت بتفجير سيارتين مفخختين من قبل مجهولين أمام مسجد بيعة الرضوان في حي السلماني ببنغازي مساء الثلاثاء الماضي، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 34 شخصا من بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 90 آخرين.

وقالت بنسودا: "شعرت بصدمة كبيرة عندما شاهدت صورا فوتوغرافية ومقاطع فيديو نُشرت يوم الأربعاء، والتي يُزعم أنها تُظهر الرائد محمود مصطفى الورفلي يعدم 10 أشخاص أمام مسجد بيعة الرضوان، في ما يبدو أنه يشكل انتقاما من التفجيرات الجبانة التي وقعت في اليوم الذي قبله".


وأضافت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، أن هذه التفجيرات وعمليات الإعدام تتطلب كلا من الإدانة والرد القوي، بحسب ما نقل البيان.

 

اقرأ أيضا: الورفلي يظهر من جديد في بنغازي.. كيف علقت الجنائية الدولية؟

وأكدت فاتو بنسودا، أن مكتبها لا يزال ملتزما بالاضطلاع بدوره، في حدود إمكانياته، عن طريق التحقيق في الجرائم الخطيرة المرتكبة في ليبيا التي تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، ومقاضاة مرتكبيها، ولا سيما جرائم القادة والرؤساء، بصرف النظر عن هوية الجناة أو انتمائهم، وفق قولها.


وأشارت بنسودا، إلى أن الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت في 15 أغسطس 2017، أمرا بالقبض على الورفلي لتورطه المباشر المزعوم في سبعة حوادث وقعت في عامي 2016 و2017، حيث أعدم فيها 33 شخصا.


وكررت بنسودا، دعوتها مجددا إلى ليبيا بأن تتخذ جميع التدابير اللازمة للقبض على محمود الورفلي وتقديمه فورا إلى المحكمة الجنائية الدولية، مجددة دعوتها إلى جميع الدول، بما في ذلك أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى دعم ليبيا في تيسير القبض على الورفلي وتقديمه إلى المحكمة.

وذكّرت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، بأن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قد أعربت الأربعاء الماضي، عن انزعاجها إزاء "حوادث الإعدام بإجراءات موجزة التي اتسمت بالوحشية والفظاعة في بنغازي"، وقد طالبت البعثة بتسليم الورفلي فورا إلى المحكمة.


وطالبت فاتو بنسودا، بضرورة مراعاة هذه النداءات باتخاذ إجراءات ملموسة للمتابعة، مؤكدة أنها "لا أمل لها في ردع الجرائم في المستقبل ما لم يدرك الجناة العواقب الوخيمة التي ستحل بهم لما اقترفوه من جرائم"، على حد تعبيرها.

وعبرت بنسودا، عن قلقها من أن الورفلي لا يزال يشغل منصبا في القيادة، ويدَّعي بأنه يواصل ارتكاب الجرائم مفلتا من العقاب، على الرغم من أن القيادة العامة "للجيش الوطني الليبي" أصدرت بيانا رسميا في شهر أغسطس الماضي ذكرت فيه أن الورفلي أُلقي القبض عليه وأن المدعي العام العسكري يحقق معه، وفق قولها.

وناشدت بنسودا، اللواء المتقاعد خليفة حفتر مجددا، بصفته قائد "الجيش الوطني الليبي" في شرق البلاد ورئيس محمود الورفلي، أن يراعي نداءها السابق الذي وجهته إلى الجيش الوطني للعمل مع السلطات الليبية لكي يمكن إلقاء القبض على المشتبه فيه وتقديمه فورا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وشددت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، على أن الدوامة المروعة للعنف والإفلات من العقاب في ليبيا لا يمكن السماح باستمرارها، وذلك من أجل الشعب الليبي ومن أجل السلام والاستقرار في البلاد والمنطقة، حسب تعبيرها.


وكان آمر القوات الخاصة ببنغازي والقيادي في عملية الكرامة محمود الورفلي، قد ظهر في مقاطع فيديو نشرت يوم الأربعاء، وهو يقوم بتصفية 10 أشخاص، أمام مسجد بيعة الرضوان في منطقة السلماني ببنغازي، حيث مكان وقوع تفجيري يوم الثلاثاء الماضي.

 

اقرأ أيضا: 34 قتيلا وعشرات الجرحى آخر حصيلة تفجير بنغازي (شاهد)

وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو، التي تداولها ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء، محمود الورفلي وهو يقوم بإعدام 10 أشخاص يرتدون زيّا أزرق اللون ومكبلين الأيدي ومعصومي الأعين.


وقد قام الورفلي بإعدام هؤلاء الأشخاص الذين يعتقد أنهم سجناء تابعون وموالون لمجلس شورى ثوار بنغازي، بنية الانتقام لضحايا التفجيرين اللذين وقعا الثلاثاء الماضي في المدينة، وأدى إلى مقتل وإصابة العشرات بينهم مدنيون وأطفال.