ملفات وتقارير

صحيفة إيطالية: هل تؤيد مصر والأردن والسعودية خطة ترامب؟

الخطة التي وضعها ترامب تتمثل في دعم وجود دولة إسرائيلية مستقلة وتتمتع بسيادة كاملة - جيتي

نشرت صحيفة "الجورنال" الإيطالية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على عزم الإدارة الأمريكية إلغاء الاتفاق الدولي بخصوص الالتزام بحل الدولتين، حيث توجد خطة بديلة، سيقع تفعيلها من خلال وساطة مصرية أردنية سعودية، تقتضي دعم وجود دولة إسرائيلية مستقلة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "مؤتمر دافوس كان الخطوة الثانية، بعد الكلمة التي ألقاها بنس أمام الكنيست الإسرائيلي، ضمن خطة ترامب بشأن إلغاء الاتفاق الدولي المتعلق بالالتزام بحل الدولتين". من جهته، أعرب مايك بنس أمام الكنيست عن عزم الولايات المتحدة الأمريكية دعم إسرائيل في محاولاتها لتأمين حدودها. كما أكد بنس أن بلاده لن تتراجع عن قرار نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.

واعتبرت الصحيفة أن الخطوة التي أقدم عليها ترامب تعد بمثابة ثورة سياسية على المواثيق الدولية، كما أنها تعكس قرارا متسرعا وجريئا. وفي حين كانت الصحافة العالمية تتناقل تحليلات بشأن السياسة الخارجية لواشنطن التي تتسم بالانعزالية، بادرت إدارة ترامب باتخاذ جملة من الإجراءات الفعلية على مستوى السياسة الدولية.

وبينت الصحيفة أنه منذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، أعاد القضية الفلسطينية من جديد إلى طاولة المفاوضات ولكن انطلاقا من نقطة مرجعية جديدة، فضلا عن أنه أسس بذلك إلى عملية تغيير على مستوى طريقة تعاطي كل الأطراف المتدخلة في القضية الفلسطينية، على غرار مصر وأوروبا، مع هذه المسألة. نتيجة لذلك، وفي الآونة الأخيرة، شهدت المحادثات بين المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من جهة ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، من جهة أخرى، تحسنا ملحوظا.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي أكد في الخطاب الذي ألقاه على هامش منتدى دافوس الاقتصادي أن قراره بشأن القدس يعتبر غير قابل للتفاوض، وأن الإدارة الأمريكية لن تقدم أي مساعدات مالية للفلسطينيين طالما يرفضون التحاور مع إسرائيل. عموما، تنحاز قرارات ترامب الجريئة إلى تل أبيب، في الوقت الذي يسانده في ذلك نائبه.

كما نوهت الصحيفة إلى أن الفلسطينيين أعربوا عن غضبهم إزاء قرارات ترامب في عدة محافل دولية. ومؤخرا، رفضت السلطة الفلسطينية لقاء مايك بنس. بالإضافة إلى ذلك، ندد الفلسطينيون بتصريحات ترامب الأخيرة في منتدى دافوس الاقتصادي، حيال عدم إدراج قضية القدس ضمن المفاوضات.

والجدير بالذكر أن أكثر طرف كان يقف في وجه اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، بعد الفلسطينيين، يتمثل في شخص العاهل الأردني. من جهته، عمد الرئيس الفلسطيني، أبو مازن إلى إقصاء ترامب من لعب دور الوساطة في إطار المفاوضات بخصوص حل الأزمة الفلسطينية.

وأشارت الصحيفة إلى أن حامي المسجد الأقصى الملك عبد الله الثاني سرعان ما تراجع عن موقفه إزاء قرار ترامب بعد مؤتمر دافوس، حيث بات يعتبر الرئيس الأمريكي الوسيط الأنسب لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وفي الأثناء، يكمن التحدي بالنسبة للإدارة الأمريكية في أن تدفع السلطات الإسرائيلية إلى تقديم بعض التنازلات لأبو مازن حتى يوافق على القرار الأخير بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأفادت الصحيفة أنه في الوقت الذي يرفض فيه العاهل الأردني الكشف عن نوايا البيت الأبيض للعلن، بادر بالالتقاء بمايك بنس. ومن الواضح أنه في الوقت الراهن يمكن لواشنطن أن تعول على قوة تأثير ووساطة كل من السعودية ومصر فضلا عن الملك الأردني فيما يتعلق بخطتها بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط.


وتجدر الإشارة إلى أن الخطة الجديدة التي وضعها ترامب تتمثل تحديدا في دعم وجود دولة إسرائيلية مستقلة تماما وتتمتع بسيادة كاملة، في حين أنها ستعمل على التنازل على 10 بالمائة فقط من أراضي فلسطين المحتلة. في الوقت ذاته، سيتم اعتبار القدس الشرقية والمناطق المحيطة بها عاصمة لدولة إسرائيل، كما أن مطلب حق العودة مرفوض قطعا.

وفي الختام، أكدت الصحيفة أن بنيامين نتنياهو سعى إلى تعزيز مكانة إسرائيل من خلال المحادثات التي أجراها مع العديد من الدول في مؤتمر دافوس. في الأثناء، علقت واشنطن المساعدات التي تقدمها إلى فلسطين إلى حين موافقتهم على العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل.