صحافة دولية

دويتشه فيله: لماذا الانتخابات في مصر ما دام الفائز معروفا؟

هل تفطن السيسي إلى أن انخفاض شعبيته؟ - جيتي

نشر موقع "دويتشه فيله" الألماني تقريرا، سلط من خلاله الضوء على الانتخابات المصرية. وفي حين ظهر مرشح آخر ضمن السباق الانتخابي في آخر لحظة، إلا أنه يعتبر مرشحا صوريا خاصة وأنه لا يملك أي حظوظ في الفوز بالمقعد الرئاسي.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، لن يخوض الانتخابات الرئاسية منفردا بعد أن سجل رئيس حزب الغد، موسى مصطفى موسى، ترشحه لخوض غمار السباق الرئاسي. فقبل انقضاء آجال تقديم الترشحات، بادر موسى بتقديم ملف ترشحه لدى الهيئة الوطنية للانتخابات المصرية. 

وأكد الموقع إعلان رئيس حزب الغد عن ترشحه للانتخابات بعد أيام من انسحاب كل المرشحين للاستحقاق الانتخابي على غرار رئيس أركان الجيش المصري السابق، سامي عنان، الذي اعتقل يوم الثلاثاء الماضي على خلفية إقدامه على منافسة السيسي، بتعلة الترشح للانتخابات دون الحصول على موافقة المؤسسة العسكرية. 

وأضاف الموقع أن الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، هشام جنينة، تعرض يوم السبت الماضي للاعتداء من قبل مجهولين بالقرب من بيته. وقد أسفر هذا الاعتداء عن إصابته بجروح على مستوى الوجه وبكسور في ساقه استوجبت نقله للمستشفى، وذلك وفقا لما جاء على لسان محاميه.

أما المحامي، خالد علي، فقد سحب ترشحه بعد تعرض عدد من أعضاء فريق حملته الانتخابية للاعتقال. وفي وقت سابق، انسحب رئيس الوزراء المصري الأسبق، أحمد شفيق، من السباق الرئاسي. من جهة أخرى، تحدث مرشحون آخرون على غرار ابن شقيق الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، محمد أنور السادات، عن تعرضهم للمضايقات من طرف السلطات.

وأوضح الموقع أن السلطات المصرية لم تقدم على إزعاج المرشح الجديد موسى إلى حد الآن، علما وأنه أعلن عن ترشحه للرئاسة بعد أن جمع 20 توقيعا من أعضاء مجلس النواب المصري. حيال هذا الشأن، صرح موسى، قائلا: "أعلنت ترشحي لإضفاء مناخ من الشفافية على السباق الانتخابي، لكنني أساند السيسي". وأضاف مرشح الانتخابات الرئاسية المصرية متحدثا عن برنامجه الانتخابي: "سيقوم حزبي بعرض مقترحاته وأفكاره أمام الشعب خلال الحملة الانتخابية".

وأضاف الموقع أن موسى يعد مرشحا غير جدي للانتخابات الرئاسية خاصة وأنه وضع في وقت سابق صورة السيسي في واجهة حسابه بموقع "فيسبوك". في الأثناء، دعا عدد من السياسيين المصريين إلى مقاطعة الانتخابات من بينهم المرشح الأسبق للانتخابات الرئاسية، عبد المنعم أبو الفتوح وعالم الفضاء، عصام حجي، فضلا عن محمد أنور السادات.

وأوضح الموقع أن الاستعدادات الانتخابية خلفت موجة من الانتقادات خلال الأيام الأخيرة خاصة وأن كل المؤشرات تحيل إلى أن الانتخابات ستدور دون منافسين للسيسي. في هذا الصدد، أورد المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، على موقع "تويتر" أن "كل المصريين يسخرون من ادعاءات النظام المصري بأن الانتخابات الرئاسية القادمة ستدور في مناخ من الديمقراطيةّ".

ونقل الموقع تصريح أحد الكتاب بقناة الجزيرة، محمد المصري، بشأن الانتخابات المصرية، الذي أفاد: "لا نحتاج إلى دكتور في العلوم السياسية لفهم رسالة النظام المصري، فمن الواضح أن السيسي سيحافظ على كرسي الرئاسة في المستقبل. كما يبدو أن الحكومة المصرية لن تتسامح مع أي شخص يجرؤ على منافسة الرئيس المصري".

وأفاد الموقع بأن الوضع الاقتصادي في مصر متدهور للغاية، حيث تبلغ نسبة التضخم 24 بالمائة، في حين قدرت نسبة البطالة بنحو 12 بالمائة. في هذا السياق، أورد المصري أن "مساعي السيسي لإزاحة كل المنافسين من طريقه تعكس شعوره بالارتباك. في الوقت نفسه، تعد سياسة ترهيب المنافسين بمثابة رسالة تهديد لكل شخص يقدم على الوقوف ندا للند مع الرئيس الحالي".

وبين الموقع أن الانتخابات الرئاسية المصرية أصبحت محل سخرية في صفوف الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. من جهته، قال الخبير في الشأن المصري لدى المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، ستيفان رول، إن "الدول الأوروبية تقدم للحكومة المصرية مساعدات مالية دون فرض شروط سياسية. على هذا الأساس، يبدو أن الحكومات الأوروبية تدعم نظام السيسي".


وتابع رول أن "الأمر لا يتعلق بتغيير النظام، لكن يجب على الحكومات الأوروبية أن تراقب مدى التزام الحكومة المصرية باتباع إجراءات دستورية معينة واحترام حقوق الإنسان. في الوقت نفسه، يجب علينا أن نتساءل عن السبب الذي دفع السيسي إلى عدم الإعلان عن استفتاء بشأن بقائه في الحكم منذ البداية. فعلى الأرجح، كان السيسي متيقنا من فوزه في الانتخابات، لكنه تفطن خلال الأسابيع الأخيرة إلى تراجع شعبيته".

وفي الختام، ذكر الموقع أن رسام الكاريكاتير، عماد حجاج، يرى أن الفائز في الانتخابات الرئاسية معلوم مسبقا، ألا وهو السيسي. ومن الواضح أن حظوظ منافسه منعدمة.