ملفات وتقارير

هل من سقف زمني لـ"غصن الزيتون".. محللون يجيبون؟

الجيش التركي أعلن تحييد 800 مسلحا في عفرين- الأناضول

أجمع محللون على أن الهدف الذي حددته تركيا من وراء إعلانها عن عملية "غصن الزيتون"، وهو "تطهير" مدينة عفرين من تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي تعتبره تركيا فرعا لحزب العمال الكردستاني، لن يكون بالأمر السهل، وذلك لاعتبارات عديدة من أهمها حرص تركيا على عدم إراقة دماء المدنيين، حتى لو تطلب الأمر تأخير وتيرة التقدم على الأرض.

وبحسب محللين عسكريين، فإنه في حال استمرت المعارك بنفس وتيرة الأسبوع الأول من المعركة، فيمكن أن تمتد العملية لمدة زمنية طويلة، وهو الأمر الذي لم تخفه أنقرة، وهي التي لم تتحدث عن سقف زمني للعملية حتى الآن.

وبحسب الجيش التركي فإنه حتى مساء الخميس؛ فقد تم تحييد 800 مسلحا منذ بداية عملية "غصن الزيتون".

ويلاحظ أنه وعلى مدار الأسبوع الأول ساهمت الأجواء الماطرة في إعاقة تحقيق تقدم واسع، بالمقابل فإن المساحة الكبيرة لمدينة عفرين البالغة نحو 3600 كيلو متر مربع، واتساع حدودها وجبهاتها الجبلية الوعرة واتباع الوحدات لأسلوب الكمائن وحرب العصابات، جميعها عوامل لا تصب في مصلحة الجيش التركي والقوات السورية.

 

اقرأ أيضا: "غضن الزيتون" تتقدم بعفرين ومقتل فتاة تركية بقصف للوحدات

الخبير والمحلل الاستراتيجي العقيد أديب عليوي، اعتبر أنه "من السابق لأوانه الحديث عن سقف زمني للمعركة، وهي التي لا زالت في بداية أسبوعها الثاني".

وقال لـ"عربي21": إن المنطقة المعقدة جغرافيا والتحصينات للمليشيات الكردية فيها لا تسمح بحركة المدرعات الثقيلة، ما يجعل التقدم غير ممكن بدون الدقة الشديدة، وهو الأمر الذي يستغرق الكثير من الوقت.

وتعيلقا على ما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية حول احتمال امتداد العملية لأشهر وليس لأسابيع، رأى عليوي أن وجهة نظر الصحيفة سياسية أقرب منها إلى العسكرية.

وتابع عليوي بأن سقف المعركة مرتبط بأهدافها العسكرية، مشيرا في هذا السياق إلى إعلان روسيا والولايات المتحدة نهاية الحرب على تنظيم الدولة، رغم أن قوات الأخير لا زالت متواجدة وتقتل من المهاجمين العشرات يوميا في دير الزور الشرقي وغيرها.

وقال بالمقارنة مع ما سبق، فإن تركيا وضعت هدفا أساسيا لعمليتها، لذلك من غير المستبعد أن يتم تحقيق هذا الهدف أي الحزام الأمني في مدة زمنية وجيزة، ومن ثم تنتقل لضرب بعض الجيوب هنا وهناك.

واستطرد قائلا: "لم تتبع تركيا سياسة الأرض المحروقة كما فعل التحالف الدولي وروسيا في الرقة ودير الزور والموصل، بل العكس تماما، للآن أظهرت المقاتلات التركية حرصا شديدا على حياة المدنيين، وهي لو أردات العكس لفعلت.

وأضاف، أن العملية ستمتد على مراحل، وأن مرحلتها الأولى التجهيز والتحضير قد انتهت، لتنتقل إلى المرحلة الثانية أي ما بعد بداية المعركة.

أما المحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو قال إن الولايات المتحدة الأمريكية ضغطت مع بداية غصن الزيتون على تركيا لتحديد سقف زمني للعملية، مشيرا إلى أنه "ما من سقف زمني حتى الآن".

وقال لـ"عربي21" السقف مرتبط بالأهداف التركية التي حددتها مسبقا، أما التقدم على الأرض يسير وفق ما هو مخطط له.

وتعليقا ما ذكره كاتب أوغلو من طلب الولايات المتحدة من تركيا تحديد سقف زمني للعملية، اعتبر العقيد أديب عليوي أن ذلك الطلب انعكاس حقيقي للضغوط التي تتعرض لها الولايات المتحدة كونها الداعم الرئيسي للوحدات.

 

اقرأ أيضا: بعد الرد التركي.. ماكرون: أنا الآن مطمئن لعملية عفرين

وألمح في هذا الصدد إلى تهديد الوحدات للولايات المتحدة بالانسحاب من جبهات التنظيم في دير الزور  والحدود العراقية في حال لم تتدخل الأخيرة وتضغط على تركيا.

وأشار عليوي إلى أن تركيا لن تستجيب للضغوط الأمريكية، إلا في حال عقد تفاهمات معها، تقضي بضمان انسحاب المقاتلين الأجانب من عفرين ومنبج على الأقل.