حول العالم

رحلة إلى موريتانيا والرمال الذهبية النائمة

يستفيد سكان الصحاري من تسيير الرحلات هناك - جيتي

نشرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن صحراء أدرار، التي تلقب بجوهرة الصحراء، المغلقة في وجه السياح منذ عشر سنوات، قبل أن يتم فتح أبوابها مؤخرا. وعموما، قد تم غلق أبواب هذه الصحراء سنة 2007 في وجه السياح بعد حادثة مقتل سياح فرنسيين على يد عصابة تتمركز جنوب البلاد. 

 

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه خلال شهر كانون الأول/ديسمبر سنة 2007، تم قتل أربعة فرنسيين من قبل حفنة من اللصوص في جنوب موريتانيا. وبعد هذه الحادثة، اعتبر وزير الشؤون الخارجية الفرنسي أن جل مناطق موريتانيا أضحت تشكل تهديدا وأضحى السفر إلى الصحراء "غير منصوح به رسميا". كما تم إلغاء رالي باريس داكار مع إيقاف الرحلات إلى الصحراء الموريتانية. 

ونقلت الصحيفة، في هذا السياق، تعليق أحد متساكني مدينة شنقيط، محمد ولد علياتا، الذي كان يعمل سابقا كهربائيا، حيث ذكر أنه "بمجرد أن رحل السياح، أجبرنا على العمل في بساتين النخيل من أجل الحصول على النقود".

وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال السنة الماضية، راجعت وزارة الخارجية الفرنسية موقفها وأعلنت منطقة أدرار الموريتانية منطقة أقل خطورة. وعموما، أقدمت الوزارة الفرنسية على هذه الخطوة بعد أن قدمت الدولة الموريتانية تعهدات أمنية ما أدى إلى رفع قرار الحجر عن السفر.

وأفادت الصحيفة أن موريس فريوند هو الذي يقف وراء هذا القرار، وهو مرشد سياحي فرنسي وناشط ضمن مسيرة التضامن والانفتاح الاقتصادي لصالح منطقة الساحل وجنوب الصحراء في أفريقيا. وقد تلقى موريس فريوند دعما هاما من الحكومة الموريتانية ومن وكالات خاصة بالسياحة على غرار وكالة "تير دافنتور" (أراضي المغامرات) الذين دعموه ماليا.  وبفضل هذا الدعم، نجح فريوند في فتح خط جوي جديد نحو هذه الصحراء التي لازال شبح كل من الجنرال هنري غورو والعالم تيودور مونو يطوف بين رمالها. 

واستعرضت الصحيفة بعض الأرقام حول هذا الموضوع، حيث أنه خلال شهر كانون الأول/ديسمبر سنة 1996، حملت أول رحلة جوية رسمية باريس- أطار على متنها 24 مسافرا. وخلال سنة 2007، بلغ عدد الرحلات ثلاث رحلات في الأسبوع. وخلال شهر كانون الأول/ديسمبر سنة 2017، استأنفت الرحلات الأسبوعية بعد مرور عشر سنوات على انقطاعها. 

ونوهت الصحيفة بأنه في مدينة شنقيط، التي تلقب أيضا بالمدينة المقدسة، تنتشر الغربان بكثافة فوق أسطح المنازل المهدمة، فيما كتب على الجدران الشاحبة إعلانات تسويقية من قبيل "محمود يحطم الأسعار" أو "هنا، السلع أرخص". علاوة على ذلك، يحب السائح الفرنسي زيارة المراكز التي تحتوي على مخطوطات قديمة، كما يعشق الخروج في رحلة على ظهر الجمال.  

وأكدت الصحيفة أنه مع حلول الصباح، لوحظ توقف قرابة 20 جملا رفقة أصحابها كانوا يرتدون عمامات فوق رؤوسهم من سكان المورو الذين يعكسون الشخصية الحقيقية للطوارق. ومن هنا، تبدو جميع الظروف متوفرة لرحلة صحراوية مثالية، حيث نجد الديكور والحيوانات والأشخاص (الطوارق)، علاوة على طقس شرب الشاي.

 

وفي الختام، أكدت الصحيفة أن السكان المحليين ينتفعون بقرابة 50 بالمائة من عائدات تكاليف الرحلة، التي تتراوح تكلفتها بين الألف و1300 يورو. بمعنى آخر، ينتفع الأهالي، مع التسجيل ضمن رحلة أسبوعيا، بمبلغ قدره 000 200 1 يورو خلال موسم كامل. بالإضافة إلى ذلك، ينفق السائح على عين المكان قرابة 100 يورو لشراء هدايا تذكارية.