سياسة عربية

بريطانيا تنشر قواتها بالكويت بعد طلب للوجود الدائم (شاهد)

الحكومة الكويتية تمول بعثة بريطانية عسكرية مكونة من 38 شخصا تتولى تدريب جيشها- جيتي (أرشيفية)

نشرت القوات البريطانية، الأربعاء، مجموعة مشاة متخصصة من جنودها لتدريب القوات الكويتية كجزء من نشرها التشغيلي الأول، وذلك بعدما كشف السفير البريطاني لدى الكويت، مايكل دافنبورت، عن طلب تقدمت به الدولة لاستقدام قوات بريطانية بشكل دام.


وقال القائم بالأعمال البريطاني، الضابط دومينيك واتسون لشبكة "فوسيز" البريطانية، إن "الجنود المتمركزين في الكويت هم أول الذين تم تدريبهم من قبل وحدة المشاة المتخصصة الجديدة".


وكشف السفير البريطاني لدى الكويت، مايكل دافنبورت، في مقابلة مع "فوسيز" ترجمتها "عربي21" أن "بريطانيا تنظر في إقامة وجود عسكري دائم في الكويت بناء على طلب حكومتها".


وأضاف السفير البريطاني: "الحكومة الكويتية أعربت عن اهتمامها بمثل ذلك التواجد (العسكري البريطاني)". لكنه أكد أن أي تواجد لقوات بريطانية في الكويت "لن يكون كبيرا"، وأن الطرفين يبحثان الآن جميع الاحتمالات، ولا يزالان في المراحل الأولية.


وأوضح أن "إرسال قوة عسكرية بريطانية للكويت سيكون في إطار التعاون المشترك بين البلدين في مجال الدفاع، والمعروف باسم لجنة التوجيه المشتركة".


ولفت السفير مياكل دافنبورت إلى "تمويل الحكومة الكويتية، حاليا، بعثة بريطانية عسكرية مكونة من 38 شخصا، تتولى تدريب قوات الجيش الكويتي".


وأضاف أن "الكويت تعافت منذ انتهاء حرب الخليج الأولى قبل ما يقرب من 30 عاما، وأصبحت البلاد الآن من نواح كثيرة جزءا عصريا وغربيا من العالم".


وأردف دافنبورت بأنه "على الرغم من ذلك، فإن غزو العراق في عام 1990 لا يزال الحدث الذي يتذكره الكثيرون في المملكة المتحدة حول البلاد".

 

وقد حافظت الكويت على مودة عميقة لبريطانيا، "التي لعبت دورا هاما في تحرير الكويت"، في إشارة إلى غزو العراق، بحسب قول دافنبورت.

 

ما الذي يهدد الكويت؟

 

وتعليقا على طلب الحكومة الكويتية، قال النائب الكويتي السابق، مبارك الدويلة إن "حكومة الكويت معذورة في الاستعانة بقوات صديقة لحفظ أمنها، بسبب تجاربها السيئة مع الجيران، ونتيجة للأجواء المتوترة على جميع الجبهات التي تحيط بالبلاد من الشمال والجنوب والشرق".


وأضاف الدويلة لـ"عربي21" أن "المعارضة السياسية في الكويت قد نجد العذر للحكومة إذا طلبت الاستعانة لحفظ أمنها واستقرارها واستقلالها، ونعرف أن الاستعانة بالقوات الصديقة لها حدود معينة لدرجة أن الأمريكان عندما كانوا متواجدين بالكويت لأكثر من عشر سنوات لم نشعر بوجودهم في حياتنا العامة".


وحول التهديد الذي دفع حكومة الكويت لطلب الاستعانة من بريطانيا، قال الدويلة إن "التهديد الحقيقي هو توتر الأوضاع في المنقطة، وعلى الصعيد الداخلي فإن التوتر في الكويت موجود لعدم وجود حكومة مستقرة وأحزاب متعاونة".


وعلى الصعيد الخارجي، قال الدويلة إن "الجارة السعودية أيضا ليست مستقرة وتشهد تغيرات كبيرة في القيادة السياسية والنظام السياسي. كما أن تواجد مليشيات الحشد الشعبي العراقية أيضا له علاقة بالتوتر على الجبهة الحدودية، لكن علاقتنا مع الشعب العراقي جيدة ومع جميع الشعوب العربية".

 

ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن البرلماني البريطاني، دانيال كافشنسكي، قوله إن "هذه رسالة واضحة من بريطانيا إلى إيران خاصة بعد قضية العبدلي، بأننا سنكون موجودين للحفاظ على استقرار الخليج، ضد محاولاتها زعزعة استقرار الخليج وخصوصا الكويت".

 

يشار إلى أن وزارة الداخلية الكويتية أعلنت في آب/ أغسطس الماضي، اعتقال 14 مدانا في قضية خلية "حزب الله" (العبدلي)، فيما هرب من البلاد الإيراني عبد الرضا دهقاني المحكوم في القضية نفسها بالإعدام غيابيا.


ووجهت الكويت اتهامات إلى 25 كويتيا شيعيا، وإيراني بعد العثور على أسلحة ومتفجرات في مداهمة استهدفت ما يسمى بـ"خلية العبدلي" عام 2015. وقال ممثلو الادعاء إن المتهمين كانوا ينوون تنفيذ أعمال عدائية ضد البلد.


وكانت الكويت قد سلمت عبر سفيرها في بيروت عبد العال القناعي مذكرة احتجاجية إلى وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، طالبت فيها بإجراءات رادعة لسلوك حزب الله وتهديده لأمن الكويت.