سياسة دولية

خيط جديد يربط الإمارات بقضية تدخل روسيا بانتخابات أمريكا

يوصف جورج نادر بأنه الرجل المقرب من ابن زايد ومستشاره الاقتصادي- جيتي

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير أعدته شبكة مراسلين، إن الشاهد في التحقيق الذي يجريه روبرت مولر في التدخلات الخارجية أثناء الحملة الرئاسية الأمريكية لعام 2016، أقام صلات مع الروس.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن جورج نادر، الذي يعمل مستشارا لولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات الشيخ محمد بن زايد، له صلات مع دول الخليج والروس، بشكل قد يساعد على ربط خيوط التحقيق الذي يجريه مولر. 

 

وتلفت الصحيفة إلى أن نادر تعاون مع فريق التحقيق الذي يعمل مع مولر، بعد أن أوقفه الأمن الأمريكي في مطار جي أف كيندي بداية العام، مشيرة إلى أنه يعرف الكثير عن علاقاته مع الإمارات العربية المتحدة، وتم توثيق الدور الذي أداه في الترويج  لها داخل البيت الأبيض، إلا أن علاقاته مع الروس لم يكشف عنها حتى الآن. 

 

ويفيد التقرير بأن نادر، رجل الأعمال اللبناني الأمريكي، لديه "كاتالوج" من الصلات الدولية، التي فتحت له الباب لعقد لقاءات عدة في البيت الأبيض، كانت مثار انتباه المحقق الخاص مولر، حيث استخدم نادر مثلا علاقاته المديدة مع مدير صندوق استثماري روسي يدعى كيرل ديمتريف، لعقد لقاء بينه وبين مستشار للرئيس دونالد ترامب، قبل أيام من تنصيب الأخير رئيسا للولايات المتحدة في جزر السيشل في المحيط الهندي. 

 

وتوضح الصحيفة أن المحققين يبحثون عن شهود بشأن لقاء حضره نادر في عام 2017، مع مدير صندوق وقائي، حيث انضم إليه صهر الرئيس ومستشاره جارد كوشنر، وستيفن بانون، الذي كان يعمل مستشارا بارزا لترامب، لافتة إلى أن التحقيق قاد فريق مولر لوقف رجل أعمال أسترالي على علاقة مع الإمارات العربية المتحدة، بعد وصوله إلى مطار في منطقة واشنطن، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر، وسأل المحققون رجل الأعمال عن علاقة نادر مع الروس، واتصالاته مع مستشاري الرئيس ترامب، وحركة الأموال ما بين الإمارات والولايات المتحدة. 

 

وينوه التقرير إلى أن نادر حصل على حصانة جزئية بسبب تعاونه، مشيرا إلى أنه من غير المحتمل أن يكون مولر بصدد بناء حالة قانونية ضده، وبدلا من ذلك فإنه من عادة المحققين مقابلة أكبر عدد من الشهود؛ للتأكد من صحة أقوال شاهد رئيسي في التحقيق.

 

وتقول "نيويورك تايمز" إن تعاملات نادر مع الروس تعود إلى عام 2012، عندما ساعد العراق في التفاوض على صفقة أسلحة مثيرة للجدل، قيمتها 4.2 مليار دولار، وكان نادر يعمل في ذلك الوقت مستشارا لرئيس الوزراء العراقي في حينه نوري المالكي، ورافقه في زيارة إلى موسكو؛ لتوقيع الصفقة في أيلول/ سبتمبر 2012، في لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

 

وبحسب التقرير، فإن موقع "المونيتور" قد كشف في السابق عن دور نادر في الصفقة، التي ألغيت لاحقا على خلفية اتهامات فساد، وقال متحدث باسم رئيس الوزراء إنه سيتم التفاوض عليها، وفي بداية ذلك العام شارك نادر في منبر بطرسبوع الاقتصادي العالمي، الذي يدعى إليه المشاركون ونظمه مقرب من بوتين، لافتا إلى أن هذا التجمع يعد الرد الروسي على منبر دافوس الاقتصادي في سويسرا.

 

وتذكر الصحيفة أن اسم نادر ورد على قائمة المشاركين في لقاء عام 2012، إلا أن ممثلين عن المنبر لم يردوا على أسئلة الصحيفة، وفيما إن كان قد حضر المناسبات التي نظمت في أعوام لاحقة. 

 

ويورد التقرير نقلا عن أشخاص يعلمون برحلات نادر، قولهم إنه عاد  إلى روسيا، وبشكل منتظم، للقيام بمهام نيابة عن الإماراتيين، ويضيفون أنه قابل بوتين، والتقط معه صورة مشتركة، مع أن تاريخ الصورة غير معروف. 

 

وتعلق الصحيفة قائلة إن "ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد يعد من الزاور المنتظمين للبيت الأبيض، لكنه قام بزيارات عدة إلى موسكو، وقابل بوتين عدة مرات، وبحسب شخص مطلع، فإن نادر رافق ابن زايد في عدد من المناسبات". 

 

ويشير التقرير إلى أن نادر قام في العام الماضي، وقبل أيام من حفل تسلم ترامب مهام الرئاسة، بتنظيم لقاء في جزر سيشل بين ديمتريف ومسؤولين إماراتيين والرئيس السابق لشركة "بلاكووتر العالمية" إريك برينس، وكان يعمل مستشارا لفريق المرحلة الانتقالية التابع لترامب، حيث عقد اللقاء في حانة في فندق "فور زيزونس" المطل على المحيط الهندي؛ للتباحث في سبل بناء قناة سرية بين إدارة ترامب والكرملين، وذلك بحسب أشخاص عارفين باللقاء. 

 

وتعلق "نيويورك تايمز" قائلة إن "لقاءات كهذه تقع في صلب التحقيق الذي يقوم به مولر، واستخدم فريقه أساليب قاسية للضغط على الشهود، فقبل أربعة أسابيع تقريبا أوقف عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) يعملون مع فريق مولر ثريا روسيا في محيط مطار نيويورك، وحققوا معه بشأن علاقاته مع ترامب، وصادروا أجهزته الإلكترونية، بحسب أشخاص على علم بالحادثة، كما أوردت  شبكة (سي أن أن)، التي كانت أول من يكشف عن الأمر". 

 

ويفيد التقرير بأن فريق مولر سأل عددا من الشهود حول لقاء سيشل، في توسيع لإطار التحقيق حول الصلات بين المستشارين لحكومة الإمارات والمسؤولين في إدارة ترامب، مشيرا إلى أن الفريق دفع باتجاه الحصول على تفاصيل بشأن اللقاء الذي حضره نادر مع مدير صندوق وقائي ومؤسس "فالكون إيجد كابيتال" ريتشارد غيرسون، وشارك فيه كل من كوشنر وبانون. 

 

وتقول الصحيفة إنه من غير المعلوم السبب الذي دفع مولر للاهتمام باللقاء، خاصة أن غيرسون لديه مصالح تجارية مع الشيخ محمد بن زايد، وطوّر علاقات جيدة معه، ومع عدد آخر من المسؤولين الإماراتيين البارزين؛ وذلك في محاولاته الحصول على مصالح استثمارات في صناديقه الوقائية في الإمارات، مشيرة إلى أن عائلة غيرسون تقيم علاقات تجارية وخيرية مع عائلة كوشنر، حيث أقام كوشنر علاقة طويلة مع مارك، شقيق غيرسون، وهو مؤسس شركة أبحاث متخصصة "غيرسون ليهرمان غروب"، وكان مارك واحدا من المستثمرين الأوائل في "كادر"، وهي شركة عقارات تكنولوجية، أنشأها كوشنر وشقيقه جوش، بالإضافة إلى أن مؤسسة عائلة جارد كوشنر تبرعت بعشرات الآلاف من الدولارات لمجموعة إعانة طبية إسرائيلية، يشرف عليها مارك غيرسون. 

 

ويلفت التقرير إلى أن محاميا عن نادر ومتحدثا باسم غيرسون لم يردا على أسئلة الصحيفة. 

 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن فريق مولر حقق مع جويل زامل، وهو رجل أعمال أسترالي، له مكتب في تل أبيب، ويعرف نادر، لافتة إلى أن لدى زامل صلات مع المسؤولين البارزين المقربين من العائلة الحاكمة منذ عام 2014.