سياسة عربية

النظام يتقدم ميدانيا بدوما ويستخدم "الغاز السام"

وثقت حالات احتناق بالعشرات جراء استخدام النظام لغاز الكلور (أرشيفية)- جيتي

أحرز النظام السوري تقدما ميدانيا، السبت، في مدينة دوما آخر معاقل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية، وفق ما أكده المرصد السوري، الذي وثق أيضا استخدام النظام الكيماوي ضد المدنيين وإصابة العشرات بالاختناق بينهم أطفال.

وأصيب 11 شخصا بينهم أطفال السبت، بحالات اختناق، إثر قصف جوي لقوات النظام السوري على مدينة دوما، في حين تحدثت "الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة، عن قصف جوي بـ"الغازات السامة"، الأمر الذي سارع النظام إلى نفيه.

ولكن الحالات التي وثقتها الكاميرات ومراكز حقوقية، أثبتت استخدام الغاز السام وإصابة المدنيين بالاختناق.

وكتبت منظمة الخوذ البيضاء على حسابها على "تويتر": "حالات اختناق في صفوف المدنيين، بعد استهداف أحد الأحياء السكنية في مدينة دوما بغارة محملة بالغازات السامة (كلور)".

 

 

 



وأرفقت التعليق بصورتين، إحداهما لطفل يحاول التنفس عبر قناع أوكسيجين، وأخرى لشخص يضع مياها على وجه طفل.

واستأنفت قوات النظام السوري هجومها على دوما منذ يوم الجمعة، بعدما تعثر اتفاق إجلاء "مبدئي" أعلنته روسيا وتعرقلت المفاوضات مع فصيل جيش الإسلام المسيطر على المدينة. 

وقتل منذ الجمعة 48 مدنيا في غارات على المدينة، وفق حصيلة للمرصد.

 

اقرأ أيضا: 8 قتلى في قصف عنيف بالمقاتلات على دوما (فيديو)

 

ووصف النظام السوري الحالات الموثقة لاستخدامه الغاز السام بـ"مسرحيات الكيماوي"، وقال إنها سبق أن مورست في حلب، والآن في بلدات الغوطة الشرقية.

وباتت قوات النظام تسيطر على 95 في المئة من الغوطة الشرقية، إثر هجوم عنيف بدأته في 18 شباط/ فبراير، وعمليتي إجلاء خرج بموجبها عشرات آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين.

وفي الثامن من آذار/ مارس الماضي أيضا، قال المرصد إن عشرات واجهوا صعوبات في التنفس في بلدتي حمورية وسقبا في جنوب الغوطة إثر ضربات جوية.

يأتي ذلك في حين شهدت المدينة تقدما ميدانيا للنظام، في حين أعلن جيش الإسلام تمكنه من إيقاع خسائر بشرية من النظام الذي يحرز تقدما، وتتواصل العمليات العسكرية في دوما بالتزامن مع استمرار عمليات القصف عليها. 

ورصد المرصد السوري استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وجيش الإسلام من جانب آخر، على محاور في محيط منطقة دوما. 

وتمكن النظام منذ صباح السبت من تحقيق تقدم في المزارع التابعة لدوما من جهة منطقة الريحان، إذ كانت قواته تمكنت من التقدم في نحو 50 زرعة في المنطقة، بعد سلسلة عمليات قصف جوي وبري لا تزال مستمرة من قبل قوات النظام والطائرات الحربية والمروحية، والتي تستهدف المدينة ومحيطها.

ووثق المرصد السوري استشهاد 8 أشخاص على الأقل، السبت، وإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، جراء القصف من الطائرات الحربية وبالبراميل المتفجرة، على مناطق في مدينة دوما وأطرافها، ما تسبب بارتفاع أعداد القتلى الذين قضوا منذ الجمعة إلى 48 مدنيا بينهم 8 أطفال و6 نساء، جراء القصف الجوي المتواصل على دوما.

لا اتفاق

ونشر المرصد السوري الجمعة، ورقة قال إنها  ضمت الرد الروسي على الطروحات التي قدمها جيش الإسلام، وجاء الرد الروسي بالتشديد على تسليم جيش الإسلام لأسلحته.

وجاءت مطالب الروسيين عبر الجنرال المكلف بالتفاوض مع جيش الإسلام ما يلي: 

1- تسلمون الأسلحة الثقيلة، الحكومة تبتعد إلى الوراء، أنتم تتأكدون من أن الحكومة تسحب الأسلحة الثقيلة، ونحن نضمن أنه لن يتم استخدام الطيران.

 

2-يتم تسليم السلاح الثقيل لمدة ثلاثة أيام.

 

3- تسلمون الأسلحة الخفيفة، وبنفس الوقت الحكومة تسحب القوات لمدة أسبوع.

 

4- من سلم سلاحه يسوي وضعه، من سوى وضعه يقدم طلباً للتطوع في الشرطة التي سيتم تشكيلها وروسيا هي الضامن.

 

5- بعد تسوية الأوضاع (لمدة أسبوعين) يتم تشكيل كتيبة شرطة من مقاتلي جيش الإسلام.

 

6- تتلقى الكتيبة الأسلحة الروسية وتنطلق لقتال داعش والنصرة.

 

7- تقف غداً الشرطة العسكرية الروسية على الحواجز والحركة حرة في المدينة.

 

8- بعد نزع السلاح تأتي لجنة من محافظة ريف دمشق لحل جميع مشاكل المدينة.

وفي المقابل، كانت الطروحات التي قدمها جيش الإسلام والتي رفضها الجانب الروسي: 

1- استكمال نقل من يرغب من المقاتلين والناشطين مع عوائلهم إلى الشمال السوري، ونتوقع الانتهاء منها قريباً.

 

2-تثبيت وقف إطلاق نار شامل ودائم بين كل الأطراف يشمل جميع أنواع الهجمات العسكرية بكافة صنوف الأسلحة بما فيها القصف الجوي.

 

3- تشكيل لجنة مشتركة من الشرطة العسكرية الروسية وجيش الإسلام مهمتها جرد السلاح الثقيل وتثبيت أماكن تواجده والقائمين عليه، على أن يبقى مكانه وتبدأ هذه اللجنة بتاريخ 7-4-2018.

 

4-تفتتح الشرطة العسكرية الروسية نقاط مراقبة لها عند مداخل المعابر وبعض النقاط على الجبهات بين قوات النظام وجيش الإسلام، لضمان عدم خرق وقف إطلاق النار وتبدأ هذه النقاط بتاريخ 7-4-2018.

 

5-تشكيل لجنة مشتركة من جيش الإسلام والشرطة العسكرية الروسية لجرد السلاح الخفيف والمتوسط، ويرتبط تسليم السلاح النهائي وبشكل كامل بالحل السياسي الشامل في سوريا، ويبدأ عمل هذه اللجنة بتاريخ 17-4-2018.

 

6- دخول لجان من المؤسسات المدنية غير المدنية لتنظيم الأعمال المدنية والمصادقة على العمليات المدنية التي تمت خلال الفترة السابقة بما يتوافق مع قوانين الدولة، ويبدأ دخول هذه اللجان بتاريخ 7-4-2018.

 

7- تشكيل شرطة مدنية من عناصر الشرطة المدنية الموجودة حاليا بعد رفع أسمائهم إلى وزارة الداخلية في دمشق، وعددهم 1000 عنصر ويتبعون من حيث الرواتب والقوانين والخدمات إلى وزارة الداخلية.

 

8- اعتماد محاكم دوما وتبعيتها إلى وزارة العدل.

 

9-الاتفاق على ضمانات دولية، لمنع دخول قوات النظام والأمن إلى داخل المدينة.

 

10- ضمان حق جيش الإسلام في العمل السياسي المعارض، وحرية حركة سياسية داخل سوريا وخارج سوريا.

 

11- يتم فتح المعبر بشكل حر وآمن للأشخاص والبضائع، عند افتتاح نقطة الشرطة العسكرية الروسية على المعبر.

 

12- ضمان عودة من يرغب ممن تم ترحيلهم إلى الشمال السوري.