سياسة عربية

ما هي سيناريوهات غياب حفتر عن المشهد في ليبيا؟

تضاربت الأنباء حول تدهور حالة حفتر بعد إصابته بجلطة دماغية نقل على إثرها إلى مستشفى في بارس- أ ف ب

تضاربت الأنباء حول تدهور حالة اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، بعد إصابته بجلطة دماغية نقل على إثرها إلى مستشفى في العاصمة الفرنسية.


وجاء التضارب حول مدى خطورة صحته، ففي حين أكدت عدة مصادر أن حالته خطيرة وأنه في غيبوبة، ذكر موالون له أنها مجرد وعكة صحية وفحوصات طبية اعتيادية.


وأكد مصدر ليبي مطلع في جنيف، أن "المشير" حفتر مرض منذ يوم الأربعاء الموافق 4 إبريل/نيسان الجاري، وتم نقله إلى الأردن في ذلك اليوم، ونظرا لحالته الخطرة نُقل إلى باريس".

 

وكشف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه أو مصادر معلوماته، لـ"عربي21"، أن "نوع الجلطة التي أصيب بها حفتر، تسمى جلطة "متحركة" يدخل في غيبوبة ثم يفيق وهكذا، ومنذ وصوله إلى باريس لا توجد أخبار دقيقة عنه، لكن يرافقه ابنه "الصديق""، حسب معلوماته.

 

اقرأ أيضا: مصادر: نقل حفتر لمشفى فرنسي لعلاج مشكلة صحية خطيرة

وأثار غياب "حفتر" عن المشهد العسكري، سواء بتدهور حالته أو حتى الموت، عدة تساؤلات وتكهنات حول مصير قواته، والتي يوجد مناوئون كثر لها الآن، وهل سيشهد الشرق الليبي معارك طاحنة وانشقاقات بين قيادات قوات "حفتر" التي ظهر تنافسها عبر عدة وقائع؟ أم سيعود الرجل إلى سابق عهده وتكون مجرد وعكة؟".

 

انشقاقات وخلايا نائمة


من جهته، قال الباحث السياسي الليبي، عزالدين عقيل، إنه "كان يجب ألا تتمحور القوات التي شكلها "حفتر" حول شخصه، حتى نضطر الآن للبحث عن إجابة ماذا لو غاب عن المشهد العسكري والسياسي".

 

وأكد عقيل في تصريحات لـ"عربي21"، أن "حفتر تحول في الشرق الليبي إلى نظام بكامله، وانهياره سيؤدي إلى كارثة مروعة، وسترجع كل الأطراف التي قاتلها إلى قوتها، وستقع الاغتيالات لكل القيادات التي ساندت "حفتر"، بل ستحدث انشقاقات عسكرية واسعة بسبب من سيخلف "حفتر"، وفق تقديراته.


وتابع: "وستنعكس هذه الأزمة على مصر، التي يبدو أنها ستتضرر كثيرا من غياب حفتر بموته –لا قدر الله- لكن يظل الرهان على دور مصر في الحفاظ على المؤسسة العسكرية، بل ربما تستغل فاجعة "موت" حفتر لتحقق الاستقرار والوحدة أكثر".

 

فوضى أو توافق


في حين قال أمين عام حزب الجبهة الوطنية الليبي، عبد الله الرفادي، إن "غياب "حفتر" ستكون له تأثيرات كبيرة، خاصة أن مشروعه كان مشروع فرد وليس جماعة، إضافة إلى هشاشة قواته والتي أغلبها "مليشيات" قبلية وتكتل ديني متطرف "المداخلة"، وخريجو سجون".

 

اقرأ أيضا: "شورى درنة" يصد هجوما لقوات حفتر والأخير يعزز صفوف قواته‎


وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أنه "في ظل غياب قيادات عسكرية مؤهلة وتغول أبناء "حفتر" غير العسكريين على قواته، لذا هناك مساران: إما فوضى عارمة وقتال بين أبنائه وبعض أنصاره من جهة وبين المليشيات القبلية من جهة، أو بين المليشيات الدينية "المدخلية" وبين العسكريين".


وأضاف: "الأمر الآخر أن يستغل الوطنيون في مجلس النواب غياب حفتر وانهيار معسكره في إحداث إصلاحات جذرية على بنية البرلمان وتوجهاته ويمدوا اليد إلى مجلس الدولة لإنهاء الخلاف السياسي وحل الأزمة برمتها".

 

فراغ عسكري

 

الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة، رأى من جهته، أن "قوة شخصية ومواقف "المشير" حفتر تجعل من غيابه أزمة وفراغا عسكريا لعدم وجود شخص يستطيع أن يملأ هذا الفراغ ولو لفترة مؤقتة، وأبناؤه يتكتمون على صحته خوفا من التأثير على الجيش".


وأوضح لـ"عربي21"، أن "هذا الغياب أيضا ستكون له تبعات وردود أفعال ستكون مؤثرة في استقرار المنطقة، بل وتؤدي إلى سيناريوهات جديدة ذات أبعاد محلية وإقليمية ودولية".

 

اقرأ أيضا: "السراج" يطلق عملية عسكرية جديدة.. هل يقصد "حفتر" أم "داعش"؟

ترتيبات جديدة

 
ورأى أستاذ القانون الدولي والأكاديمي المصري، السيد أبو الخير، أن "اختفاء حفتر سواء بالمرض أو الوفاة كما صرح البعض، يأتي في سياق الترتيبات الجديدة بشأن الوضع في ليبيا خاصة أن الأزمة السورية أوشكت على الانتهاء بضربة غربية بقيادة أمريكية".


 وتابع لـ"عربي21": "بعد سوريا ستتوجه الأنظار إلى ليبيا، وبغياب "حفتر" سيحاول أبناؤه السيطرة على قواته، لكن ترتيبات القوى الكبرى سترفض ذلك، لذا أرى أن "حفتر" بات من الماضي، وأن دوره انتهى بزرع الشقاق وتمهيد الانفصال والتقسيم لليبيا، وهذه كانت مهمته".