سياسة عربية

ما الجديد الذي تحمله زيارة المبعوث الأممي لليمن لصنعاء؟

كان البريطاني "غريفيث" قد أعلن في منتصف أيار/ مايو الماضي أنه أحرز تقدما- جيتي

فتحت زيارة مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، مارتن غريفيث، إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، الباب واسعا، أمام تساؤلات عدة حول ما يمكن أن تحمله هذه الزيارة التي تعد الثانية منذ تعيينه خلفا للسابق، إسماعيل ولد الشيخ في آذار/ مارس الماضي.

وجاءت زيارة المبعوث الأممي، السبت، لصنعاء للتشاور مع مسؤولي جماعة الحوثي حول استئناف محادثات السلام،  متزامنة مع اشتداد وتيرة المعارك بين القوات الحكومية ومسلحي الحوثي على مشارف مدينة الحديدة غرب البلاد، والتي أثارت قلق منظمات دولية من الآثار الإنسانية للمواجهات.

المبعوث الأممي استبق زيارته لصنعاء، بالتحذير من أن الهجوم على الحديدة قد يسحب العملية السياسية عن الطاولة، مؤكدا قلقهم من التداعيات الإنسانية لهذا الهجوم.

 

اقرأ أيضا: سابقة.. قيادات من حزب "المؤتمر" اليمني يزورون السعودية

والتقى "غريفيث"، الأحد، بوزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، هشام شرف، الذي بدوره أفاد بأن الحل السياسي السلمي هو خيار الشعب نحو السلام المستدام، وفقا لوكالة "سبأ" التابعة للحوثيين.

واتهم شرف، دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بأنها "عمدت إلى تعطيل أي مساع للسلام".

الدبلوماسي البريطاني غريفيث، أكد من جهته، أنه "لا يوجد حل عسكري للأزمة اليمنية، وأن الحل السياسي هو الخيار الوحيد الذي سيسهم في إنهاء الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الشعب"، حسبما نقلته الوكالة.

كارثة إنسانية

وحذرت الأمم المتحدة، الاثنين، من "كارثة إنسانية" وتداعيات خطيرة للمعارك الدائرة، منذ نحو أسبوعين، بمحافظة الحديدة غرب اليمن.

وقال ستيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: "نحذّر بشكل يومي من الأزمة الإنسانية الخطيرة التي يواجها اليمن، ونؤكد أن كارثة إنسانية ستحدث وعواقب خطيرة للغاية إذا زادت ضراوة القتال الجاري حول الحديدة".

وأضاف دوغريك، في تصريحات إعلامية بمقر المنظمة الدولية بنيويورك أن "مارتن غريفيث (المبعوث الأممي إلى اليمن)، متواجد حاليا في العاصمة اليمنية صنعاء، وتركيزه الأساسي منصب حول الحُديدة".

 

اقرأ أيضا: الرياض وأبو ظبي تطلبان دعما أمريكيا للسيطرة على الحديدة

من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة "الوسط" اليمنية من صنعاء، جمال عامر إن الزيارة لم تحمل أي جديد، مؤكدا أن تمثيل "أنصار الله" في لقاء غريفيث كان متواضعا.

وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن التعويل عليه، ضعيف، لعدم وفائه بالوعود التي قطعها في الزيارة الماضية بشأن فتح مطار صنعاء، وحل مشكلة المرتبات.

وأشار إلى  أن المبعوث الدولي تقدم بعناوين لخطته للحل، إلا أن التعاطي معها يكاد يكون معدوما من قبل الحوثيين وحلفائهم في صنعاء.

ومن المزمع أن يتقدم "غريفيث" بخطة عمل لإحياء مفاوضات السلام المتعثرة، أمام مجلس الأمن في الأسبوعين المقبلين، دون أن يتم التعرف على أي  تفاصيل حول هذه الخطة.

معركة الحديدة


وفي شأن متصل، أفاد رئيس تحرير موقع "الموقع بوست"، عامر الدميني بأن زيارة المبعوث الأممي لصنعاء تأتي في سياق تحركاته الدبلوماسية لوضع خارطة طريق جديدة لإخراج اليمن من حالة الانسداد التي يعيشها منذ أربع سنوات.

وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن توقيت الزيارة مهم، وتأتي بالتزامن مع الحديث عن معركة عسكرية وشيكة للتحالف العربي في مدينة الحديدة.

ويعتقد الصحفي الدميني أن الزيارة لها علاقة بالوضع في الحديدة أكثر من أي قضية أخرى.

وتساءل الصحفي اليمني بالقول: "هل يسعى المبعوث الأممي لإقناع الحوثيين بتسليم ميناء الحديدة للتحالف وتجنب المعركة العسكرية، أم أنه يضغط في اتجاه مفاوضات جديدة تتضمن تنازلات أخرى خاصة وأن الأمم المتحدة لاتزال ترفض أي عملية عسكرية في الحديدة؟".

 

اقرأ أيضا: مقتل 30 من الحوثي و6 جنود بالحديدة.. وتصاعد بوتيرة المعارك

وأوضح أن مبعوث الأمم المتحدة مطالب اليوم بإنجاز اتفاق يضمن وصول جميع الأطراف إلى الحل السلمي، لاسيما أن جولته الجديدة تأتي في ظل مستجدات جديدة طرأت أمامه، وتحرك وفقا لها.

وكان البريطاني "غريفيث" قد أعلن في منتصف أيار/ مايو الماضي أنه أحرز تقدما جيدا للخروج بإطار عمل لمفاوضات السلام بين الحكومة والحوثيين، بعد سلسلة لقاءات عقدها مع الطرفين.