ملفات وتقارير

ما حقيقة التدخل المصري في درنة بقوات "مرتزقة"؟

حفتر أعلن السيطرة على 80% من درنة- جيتي

كشفت عدة مصادر ليبية ومصرية لـ"عربي21" عن تورط الجيش المصري في إرسال ضباط وجنود مصريين للقتال إلى جانب قوات المشير خليفة حفتر في مدينة درنة شرق البلاد، واتهموا السلطات المصرية باستخدام جزء من قواتها كمرتزقة في بلاد مثل ليبيا وسوريا واليمن لدعم الأنظمة الحاكمة هناك.

وأعلن حفتر بدء عملية عسكرية كبرى للسيطرة على درنة، الخاضعة لسيطرة جماعات مسلحة منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، في مطلع شهر آيار/ مايو الماضي على مرحلتين، ولا تزال رحاها دائرة إلى الآن، وسط شكوك بوجود قوات خارجية استطاع حفتر بمساعدتها تحقيق تقدم لم يكن يستطيع تحقيقه قبل ذلك.

وكشف مصدر إعلامي مقرب من المسلحين في درنة لـ"عربي21" عن "سقوط العديد من القتلى والجرحى من ضباط وجنود الجيش المصري في معارك في درنة، برتب عسكرية مختلفة، وأنه لن يتم نشر أي بيانات تتعلق بهوياتهم أو صورهم إلا بعد الحصول على إذن من الثوار المقاتلين".

دور الجيش المصري بدرنة

وعن طبيعة دور الوجود المصري هناك، بين المصدر أن "الجيش المصري موجود في قاعدة الخروبة، وبصورة أساسية في مطار الأبرق واتخذوا جانب منه كقاعدة عسكرية، وكذلك في قاعدة ومطار طبرق"، مؤكدا أنهم شاركوا في "عمليات برية".

ولكنه استدرك قائلا: "إن دورهم الأساسي يتركز في العمليات الجوية، خاصة في تسيير الطائرات المسيرة، ولهم أيضا فرق مشاة وتواجه معهم بعض الثوار في الميدان، ويوجد لديهم أسماء أكثر من ثلاثين قتيلا من الجيش المصري".

تدخل بري وجوي

بدوره؛ أكد منسق مجموعة العمل الدولية لأجل ليبيا، محمود رفعت، لـ"عربي21" أن "الجيش المصري له وجود حقيقي على أرض المعركة في درنة من خلال فرقة مشاة، وقوات خاصة، وأن وجوده سابق على ذلك التاريخ رغم نفي السلطات في مصر".

وأضاف: "الدور المصري في ليبيا ليس بجديد، فجميعنا يذكر الغارات الجوية التي قام بها الجيش المصري على درنة في أكثر من مناسبة، آخرها كان في يونيو 2017، وما تلاها وأوقعت خسائر بشرية في المدنيين".

وعن مصدر معلوماته أكد رفعت أنه يستقيها من مصادر داخل مدينة درنة، دون أن يوضح هوية تلك المصادر التي أكدت مقتل العشرات من الجنود والضباط المصريين في معارك برية مع قوات حفتر وأنه قام بنشرها بدوره على صفحته على وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر".

وفيما يتعلق بوضع مصر في القانون الدولي، أكد أن "ما يحدث هو عدوان صريح على مدنيين في دولة مجاورة، ولا يوجد ما يخول للسلطات المصرية توجيه ضربات أو المشاركة في عمليات عسكرية في ليبيا دون تنسيق دولي"، مشيرا إلى أن "مجلس الأمن الدولي مدد بالأمس حظر الأسلحة في ليبيا، فما بالك بالتدخل العسكري؟".

 

اقرأ أيضا: ما هي مكاسب حفتر من حسم معركة درنة الليبية؟

وبشأن من يحق له تقديم شكوى رسمية في مجلس الأمن ضد التدخل العسكري المصري في ليبيا، قال رفعت إنه "يحق للحكومة الليبية في طرابلس تقديم شكوى، ولكنها لن تفعل لأنها موالية للإمارات، ففايز السراج، ورئيس مجلس الدولة خالد المشري سائران على درب السياسي الليبي السابق محمود جبريل المقيم في الإمارات".

نفط ليبيا ونظام موال

واستهجن رئيس لجنة الشؤون العربية والدفاع والأمن القومي بمجلس الشوري السابق، رضا فهمي، في تصريحات لـ"عربي21" "دور نظام السيسي في تحويل الجيش المصري إلى بلاك ووتر الشرق الأوسط الجديد، ودوره في مقايضة قوات عسكرية مصرية مقابل دعم سياسي ومالي يساعدانه على البقاء في حكم مصر".

ورأى أن "التدخل في درنة هو ليس التدخل الأول، وذكر أن القوات المصرية تدخلت في ليبيا مرات عديدة، ومن بينها الضربة العلنية والشهيرة في 2015 وما تلاها لترجيح كفة (المشير) خليفة حفتر مقابل الثوار الليبين"، مشيرا إلى أن "السيسي أرسل قوات لدعم بشار الأسد ضد شعبه في 2016، وهو ما أكدته التقارير حينها، وذكّر بمشاركته في عاصفة الحزم لترجيح كفة الحلف السعودي في اليمن".

وأشار إلى "التقارير التي خرجت من بعض المراكز البحثية والإعلامية في ليبيا، كالمركز الإعلامي في درنة عن مقتل عدد كبير من الجنود والضباط المصريين وذكرهم بالاسم والرتبة، وهذا خطير يستهدف في المقام الأول الحصول على النفط الليبي، ووجود نظام عسكري في ليبيا تابع لنظام العسكري في مصر".

ضبط الحدود مع ليبيا

في المقابل، قال الأكاديمي محمد الزواوي، لـ"عربي21" إنه "من المؤكد أن شرق ليبيا تحمل أهمية خاصة للأمن القومي المصري باعتبارها الساحة الخلفية للمنطقة الغربية المصرية وتشابك العلاقات القبلية هناك، وكذلك انطلاق العديد من العمليات المسلحة ضد أهداف داخل مصر من تلك المنطقة، ومن ثم كان التحرك المصري لإعادة إنشاء جيش ليبي وجعله نواة لاستعادة الدولة هناك".

 

اقرأ أيضا: "المشري" يطالب بقوات محلية محايدة في درنة.. ما وظيفتها؟

وأضاف أنه "من المعروف أن كلا من مصر والإمارات تدعمان جيش حفتر وتمدانه بالسلاح والعتاد، كما قام الطيران المصري بشن عدة غارات على مناطق في شرق ليبيا، كما كانت هناك تصريحات ضمنية للسيسي بتواجد للقوات المصرية في شرق ليبيا في أعقاب الثورة الليبية من أجل متابعة الوضع هناك".