صحافة دولية

صحيفة روسية: هكذا تجاهلت قوات موالية لإيران مطالب روسيا بسوريا

مسؤول: روسيا تعارض وبشكل قاطع الحفاظ على تشكيلات موالية لإيران بمناطق خفض التصعيد- أ ف ب (أرشيفية)

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن تجاهل القوات الموالية لإيران مطالب الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل المتمثلة في ضرورة مغادرة الجنوب السوري.


وقالت في تقريرها ترجمته "عربي21" إن القوات الموالية لحزب الله والميليشيات الشيعية تتركز بالقرب من مرتفعات الجولان، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية نقلا عن مصادر في المعارضة السورية.


وبحسب المصدر ذاته، فإنه من المتوقع أن تقوم التشكيلات الموالية لإيران، والقوات الموالية للحكومة السورية بشن هجوم واسع النطاق على المناطق التي تندرج ضمن مناطق وقف التصعيد في الجنوب السوري.

 

اقرأ أيضا: أمريكا تصرّح رسميا حول قصف "الحشد".. وهذا موقف إسرائيل

وأضافت الصحيفة، نقلا عن تصريحات بعض أفراد المعارضة السورية لصحيفة "جيروزاليم بوست"، أن "الميليشيات الشيعية ومقاتلي حزب الله تتركز بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة، استعدادا للقضاء وبشكل نهائي على المعارضة المعتدلة المتمركزة في محافظات جنوب سوريا".


وأوردت وفقا للمعارضة، بأن مقاتلي الكتائب الموالية لإيران متنكرون في زي "قوات النمر" التي تعد من القوات الخاصة التابعة للجيش العربي السوري. ويعود السبب في ذلك إلى تجنب تلقي ضربات من طرف القوات الإسرائيلية، التي تستجيب بصفة آلية لتحركات القوات الإيرانية، والتشكيلات الموالية لها بالقرب من حدودها.


وذكرت الصحيفة أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كشف نهاية الأسبوع الماضي عن تفاصيل محادثة هاتفية جمعت بينه وبين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين". 


وقال نتنياهو: "لقد ذكرنا في العديد من المناسبات مبادئنا الأساسية بشأن سوريا. ففي المقام الأول، يتعين على إيران الانسحاب من الأراضي السورية. أما ثانيا، فسنقوم باتخاذ التدابير اللازمة، فضلا عن تبني إجراءات فعلية ضد الجهود الرامية إلى تعزيز الوجود العسكري الإيراني، وإقامة أقمار صناعية بالقرب من الحدود الإسرائيلية السورية، وداخل سوريا".


من جهته، ذكر المكتب الصحفي للكرملين عن استعداد بوتين ونتنياهو لتكثيف التنسيق بينهما فيما يتعلق بالقضية السورية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب الدولي.


وأفادت الصحيفة بأن روسيا ناقشت مصير الجنوب السوري لا فقط مع إسرائيل، بل مع الأردن وإيران والولايات المتحدة.


في هذا الصدد، أفاد ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا ونائب وزير الخارجية، بأن "الاتصالات مع الأردنيين والأمريكيين والإيرانيين وممثلي الحكومة الشرعية في دمشق والجانب الإسرائيلي وأطراف المعارضة، تعقد بشكل ثنائي بسبب المخاوف الخاصة". 


وأضاف بوغدانوف أن "روسيا تعارض وبشكل قاطع الحفاظ على التشكيلات الموالية لإيران في مناطق خفض التصعيد التابعة للجنوب السوري".


والجدير بالذكر أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وخلال حضوره مؤتمرا صحفيا عقد في 28 أيار/ مايو، ذكر أن الاتفاق الأولي بشأن إنشاء مناطق خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا يفترض مغادرة جميع القوات غير السورية من هذه المناطق.


وبينت الصحيفة أن وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت في وقت سابق أنه بموجب الترتيبات الضمنية، تعهد الجانب الروسي بمراقبة انسحاب المقاتلين الإيرانيين ووحدات حزب الله من الحدود الجنوبية لسوريا. 


وفي المقابل، عبرت إسرائيل عن استعدادها لقبول سيطرة القوات الموالية للحكومة السورية على المحافظات الجنوبية، وذلك بحسب ما ذكرته قناة إسرائيلية.


ومن المرجح أن يكون البحث عن حل لهذه المشاكل من ضمن الأسباب التي دفعت قائد الشرطة العسكرية الروسية الجنرال فلاديمير إيفانوفسكي، إلى زيارة إسرائيل، والالتقاء بعدد من المسؤولين هناك.

 

اقرأ أيضا: 52 قتيلا من "الحشد" العراقي بقصف إسرائيلي لحدود سوريا

وأشارت الصحيفة إلى أن المشاكل التي يتخبط فيها الجنوب السوري يمكن أن تتكرر في مناطق سورية أخرى، وذلك بحسب ما توصل إليه خبراء. 


ومن جهته، يعتقد الخبير بالمجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مارداسوف، أن غياب الاتفاقيات بين قادة البلدان المشاركة في المفاوضات بشأن جنوب غرب سوريا، يمكن أن يؤدي إلى سيناريو مماثل وفشل المفاوضات بشأن شرق سوريا. 


علاوة على ذلك، بات واضحا منذ بداية الأزمة، أن انسحاب الفصائل الموالية لإيران مهمة جد صعبة، لاسيما في ظل معاناة بشار الأسد من عجز كبير في الموارد البشرية، وذلك بحسب الخبير الروسي.


وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى إمكانية تدخل القوات الموالية لإيران في حال تم شن هجوم على المحافظات الجنوبية السورية على الرغم الاتفاقيات المبرمة، وهو ما يؤثر سلبا على روسيا، التي باتت عاجزة عن التأثير على الوجود الإيراني داخل سوريا.