صحافة إسرائيلية

سيناريوهات إسرائيلية لانتخابات تركيا وأمنيات بهزيمة أردوغان

خسارة أردوغان الرئاسة والبرلمان هو السيناريو الأقل توقعا - جيتي

أبدت الصحافة ووسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماما ملحوظا في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية، التي تجرى الأحد، وقد ظهرت من خلال العديد من المقالات والتحليلات أمنيات خفية بأن يمنى الرئيس رجب طيب أردوغان بالهزيمة، نظرا لحالة العداء القائمة بين أنقرة وتل أبيب منذ صعوده إلى الرئاسة قبل سنوات.


موقع ميدا الإسرائيلي حاول قراءة التغيرات الداخلية والتأثيرات الخارجية على نتائج تصويت الأتراك في هذه الانتخابات، وأوضح في تقدير موقف ترجمته "عربي21" أن "هناك عدة سيناريوهات لنتائج الانتخابات التركية، تتمحور في الخيارات التالية:


- فوز أردوغان في الرئاسة، وحزبه العدالة والتنمية بأغلبية برلمانية.


- فوز أردوغان في الرئاسة، لكن حزبه يخسر الأغلبية البرلمانية.


- أردوغان يخسر الانتخابات الرئاسية، لكن حزبه يحظى بأغلبية برلمانية.


- أردوغان وحزبه يخسران الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".


وأضاف الموقع: "يبدو أن السيناريو الرابع هو الأقل احتمالا من بين الخيارات السابقة، كما أن السيناريو الثالث فرصه متواضعة، لكن معظم الرهانات والتقديرات تتركز في السيناريوهين الأول والثاني".


يرى المقال أنه "عند تفسير السيناريو الأول المتمثل بأن يحقق أردوغان فوزا كاسحا، فهو يعني أن يواصل الرئيس جدول أعماله وأجندته السياسية كالعادة، ويستمر نظام الحكم بطابعه الإسلامي، أما الاحتمال الثاني فهو الأكثر قابلية للنقاش، مع العلم أن فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية، وخسارة أغلبية البرلمان، قد تجعل يديه مكبلتين، صحيح أنه سيواصل إصدار القرارات والفرمانات الرئاسية، لكن البرلمان سيكون فيه أغلبية معارضة ما يمنحه القدرة على سن تشريعات تبطل القرارات الرئاسية".
وختم الموقع تحليله بالقول إنه "في مثل هذه الحالة قد يضطر أردوغان إلى حل البرلمان، والدعوة لانتخابات تشريعية جديدة، خلال ثلاثة أشهر، ليجد الأتراك أنفسهم يذهبون لصناديق الاقتراع من جديد قبل نهاية العام".

 

رونين دانغور الكاتب الإسرائيلي في موقع ويللا قال إن "أردوغان يواجه تحديا مصيريا يتعلق بأنه حتى لو فاز في الانتخابات الرئاسية فإن قوته الشعبية والسياسية ستواصل التراجع، بعد سيطرة شبه مطلقة على مجريات الحياة السياسية التركية، وربما يضطر لأن يدفع اليوم ثمنا صعبا بسبب تراجع الوضع الاقتصادي، وطبيعة إدارته الصعبة للحياة السياسية الداخلية".


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "أردوغان الذي بنى لنفسه مجدا سياسيا كبيرا قام على عدة مبادئ: قائد شعبي، لغته بسيطة، لاعب ومشجع كرة قدم، مقرب من الإسلاميين، رجل مفوه وصاحب خطابة".

 

وختم بالقول إن "الانتخابات البرلمانية التي ستجرى اليوم ستشهد صراعا قويا بين الائتلاف الذي يقوده أردوغان مقابل القوى القومية المعارضة له، وفي حين يستخدم أردوغان وحلفاؤه وسائل الإعلام للتواصل مع الجمهور، فإن معارضيه يذهبون لشبكات التواصل الاجتماعي والمسيرات الشعبية".


يوآف كوهين الكاتب الإسرائيلي في القناة العاشرة قال إن "تركيا تذهب اليوم إلى انتخابات مصيرية، حيث سيصوت ستون مليونا من الناخبين الذين يحددون مصير بلادهم، في ظل وضع اقتصادي صعب، وربما تذهب الأمور إلى دورة انتخابية ثانية، وقد يجد بن علي يلدريم رئيس الحكومة نفسه بعد أيام بدون عمل".

 

اقرأ أيضا: أردوغان بعد الإدلاء بصوته: تجذرت الديمقراطية بتركيا وتطورت


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "في حين كان المفترض أن تتم الانتخابات في نوفمبر 2019 فإن أردوغان قرر في أبريل الماضي تقديمها، ما جعل معارضيه يتهمونه بأن سبب التقديم هو خشيته من تأثير استمرار التدهور الاقتصادي على توجهات الناخبين، حيث شهد الاقتصاد التركي تراجعا في الآونة الأخيرة رغم جهود الحكومة في تجاوزه، وتلافي نتائجه القاسية".


وأوضح أن "فرص فوز أردوغان ليست مطمئنة، لأنه وفق استطلاعات الرأي الأخيرة فإن حزبه العدالة والتنمية وحلفاءه يصارعون خصومهم للحصول على أغلبية برلمانية في المجلس الذي يضم خمسمائة عضو، وربما يضطر أرودغان نفسه لخوض دورة انتخابات رئاسية ثانية إن لم يحقق الأغلبية المطلوبة، الأمر الذي لا يرغب فيه، لأنه لا يريد المنافسة أمام مرشح واحد".

 

بدورها، رجحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في افتتاحيتها الأحد، أن يفوز الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية التي تجري حاليا في تركيا، مؤكدة أن "الانتخابات التركية مشوقة على نحو خاص".


وأشارت إلى أنه "إذا لم يصل أردوغان إلى 51 بالمئة من الأصوات اللازمة في جولة التصويت الأولى، سيضطر للسير نحو الجولة الثانية في تموز/ يوليو القادم"، متوقعة أن "يفوز أردوغان في الجولة الأولى، وفي حال خسر البرلمان وبقي في الرئاسة سينشأ وضع عبثي"، بحسب تقديرها.


ولفتت إلى أن "أردوغان في الحكم منذ 2003، ولم يخسر في أي انتخابات حتى 2014"، مؤكدة أنه "في حال فاز اليوم، فإنه يخطط لنقل مركز الحكم قريبا إلى القصر في أنقرة، المكون من ألف غرفة، بعضها للسكن والبعض الآخر لكبار الموظفين، إلى جانب غرف أخرى ستكون تحت تصرف رجاله الذين سيعززون حكمه".

 

اقرأ أيضا: أحمد موسى: أردوغان زور الانتخابات وهذا دليلي (فيديو)


ونوهت إلى أن "أردوغان سيتنافس اليوم أمام خمسة مرشحين من المعارضة، ولكن الشخصية الوحيدة التي تهدد حكمه هو محرم انجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري و حزب المعارضة العلماني الرئيس"، مشيرة إلى أن "المرشح إنجه الذي يصغر أردوغان بعشر سنوات، يحب الشباب والمثقفين، وإذا ما فاجأ وانتصر في الانتخابات، ولا سيما بعد أن أعلنت أحزاب المعارضة بأنها ستتحد خلف المرشح الذي سيتنافس أمام أردوغان في الجولة الثانية، فإننا سنشهد ولادة القصة التركية الجديدة".


واعتبرت أن "انجاز كبير للمعارضة كفيل بإجبار أردوغان على إقامة ائتلاف أوسع، مما لن يعجبه بالتأكيد"، معتبرة أن "مناورته، بأن يقدم بسنة ونصف موعد الانتخابات ومفاجأة منافسيه، لم تنجح بعد".


ووفق تقدير الصحيفة الإسرائيلية، فإن تركيا لن تشهد تحولا، لأن أردوغان سيفوز هذه المرة أيضا في الجولة الأولى أو الثانية، لما يتمتع من قاعدة تأييد كبيرة جدا في أوساط السكان خارج المدن الكبرى.


ولفتت إلى أن "إسرائيل كانت بالطبع ترغب في أن يخسر أردوغان هذه الانتخابات، وهو الذي لم يفوت أي فرصة حتى اليوم كي يثبت كم هو يكرهنا"، مستدركة قولها: "لكن إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا اتخذوا جانب الحذر في تأييد أي من منافسيه، لأن احتمالات بقائه جيدة".