ملفات وتقارير

هل يتحد الهاربون من معسكر 30 يونيو مع رافضي الانقلاب؟

كثيرون ممن أيدوا تظاهرات 30 يونيو أعلنوا ندمهم على ذلك- تويتر- ارشيفية

في الذكرى الخامسة لأحداث 30 يونيو 2013، التي قسمت المجتمع المصري قسمين، أحدهما مؤيد للنظام العسكري الحاكم وآخر رافض له؛ بدا هناك تغير في تلك الخريطة مؤخرا وازداد الطرف الثاني عددا وأنصارا وتحول الكثيرون عن المعسكر الأول.

 ومع ذلك، فقد ظل الطرفان بعيدان عن بعضهما البعض، بل إن الأمرو أحيانا تتجه نحو المعارك الكلامية والتلاسن والتلاوم.

وفي سجال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لام الكاتب الصحفي سليم عزوز،  على داعمي 30 يونيو، متهما خروجهم بالمجرم، وأنهم كانوا الغطاء المدني لانقلاب عسكري غاشم، يدفعون ثمنه الآن، واصفا تلك الأحداث بـ"الخطيئة"، ومؤكدا عبر "فيسبوك", أن الشعب لم يخرج ولكن خرجت أحزاب الأقلية، والكنيسة، والشبيحة، والشرطة؛ وبدعم إماراتي.


من جانبه رد الكاتب الصحفي جمال الجمل، أحد المشاركين في 30 يونيو، والهاربين مؤخرا من معسكرها، بأن "30 يونيو ليست خطيئة"، مضيفا عبر "فيسبوك"، "الخطيئة أننا لا نستطيع تكرارها وإسقاط كل نظام حكم يعادي إرادة الشعب"، مؤكدا أن "الخطيئة أن نحتقر مطالب الشعوب، ونقمعها بحجة الجهل أو الوصاية"، موجها حديثه لمعسكر رفض الانقلاب "لا تحتقر ثورة الناس ضدك، ثم تطالبهم بثورة لصالحك".

وأعرب عدد من النخب المشاركة في أحداث 30 يونيو التي مهدت للانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا بالبلاد؛ عن أسفهم للمشاركة في التظاهرات ومنهم من غادر البلاد لينضم إلى المعارضة في الخارج مثل الدكتور محمد البرادعي والكاتب جمال الجمل، وبعض الكتاب والفنانين، ومنهم من بقي في الداخل وطالته يد السلطة بالاعتقال مثل الدكتور حازم عبدالعظيم وعدد آخر من الناشطين.

"الاعتراف بالخطأ ووقف البلطجة السياسية"

وحول وجوب نبذ الهاربين من معسكر 30 يونيو ورافضي الانقلاب منذ البداية خلافاتهم وملاسناتهم، قال القيادي في الإخوان المسلمين حلمي إبراهيم، "يسعدني ذلك الأمر بكل تأكيد، وأن يعود كل من شارك في 30 يونيو، إلى الأصول وينبذ عمليات البلطجة السياسية، وأن يعترف كل من أخطأ بخطئه ويعتذر للطرف الآخر".

إبراهيم، أكد لـ"عربي21"، أن جماعة الإخوان المسلمين من جانبها اعترفت بخطأها وقدمت اعتذارها لشركاء الثورة، مضيفا "ولكن هناك ثوابت لا تتغير ولا تتبدل".

لكن إبراهيم انتقد بشدة تلك "النخبة التي لا زالت لا تعترف بخطأها في المشاركة بـ30 يونيو"، قائلا "لولاها لظللت أحترم الذين ادعوا كذبا أنهم ليبراليين وأنهم يحبون الحرية والعدالة والكرامة واحترام حقوق الشعوب"، مضيفا "لولاها ما انكشفت تلك الأقنعة المزيفة لدى تلك النخبة".

"المصالح تربك البصيرة"

على الجانب الآخر وفي تعليقه على ضرورة توحيد الجبهات ضد النظام في ذكرى 30 يونيو، يرى الكاتب اليساري محمد منير، أن "السياسة ليس لها ثوابت، والسياسي لا يجب عليه الجمود؛ وبالتالي لا يجب أن نقولب بعضا في مواقف: هذا ابن 40 يونيو، وهذا ابن ماسبيرو، وهذا ابن محمد محمود"، موضحا أن "الفيصل هو تحليل الواقع والاستفادة من الخبرات والأخطاء وأخذ موقف موحد".

وحول استمرار السجال بين أنصار المعسكرين، أكد منير، لـ"عربي21"، أن "الموضوع يتعلق بصدق نوايا كل الأطراف في الرغبة بتجاوز الجراح والأحقاد"، مشيرا إلى أن "هناك من يستفيد من هذا الاحتراب ويستخدمهم النظام لصالحه".

وفي رده على التساؤل "ألم يفهم الجميع بعد أنه إذا لم يتوحدوا فإنهم سيسقطون جميعا واحدا تلو الآخر تحت مقصلة النظام"، قال: "أحيانا المحن التاريخية والمصالح الذاتية تربك البصيرة"، مؤكدا أن "هذا ما يلعب عليه معسكر النظام لتفتيت أي جبهة تتوحد ضده".

 وأضاف: "برغم ذلك الحال داخل معسكر رفض الانقلاب بتياراته فإن هناك بارقة أمل تؤكد أن هذا الوضع لن يستمر"، مؤكدا أن "الأمل موجود وخاصة في الاجيال الصاعدة".

"لم شمل الوطن"

ويرى الكاتب الصحفي محمد الصباغ، أن "لم شمل الوطن أفضل من تمزيقه أكثر"، مؤكدا أن "جماعة الإخوان هم مواطنون مصريون؛ لا يمكن أن نستعلي عليهم، وربما الأصوب أن نأخذ بيد من يمد يده".

وقال لـ"عربي21"، "لا أوجه طعنة للإخوان، بل أحاول أن أساعد الجميع للخروج من حالة (الجمهورية الشاذة) التي تعيش فيها مصر الآن"، مؤكدا أن "الحكومة العاجزة، والشعب الصامت المغلوب، والبرلمان الهش، والرئيس المضطرب، والمؤسسات المركوبة؛ يصنعون دائما المتاهة".