سياسة عربية

موقع فرنسي ينقل شهادات فظيعة لأفارقة كانوا "عبيدا" بليبيا

تقرير الموقع الفرنسي نقل شهادات عن مهاجرين كانوا مسجونين في ليبيا- جيتي (ارشيفية)

نقل موقع "ميديابار" الفرنسي شهادات سبعة لاجئين من بين الذين تم إجلاؤهم من سفينة "لايف لاين"، الذين تحدثوا عن الويلات التي مروا بها في الأسر في السجون الليبية، حيث كانوا ضحية العمل القسري وممارسات التعذيب.


وقال في تقرير ترجمته "عربي21"، إن أحد اللاجئين وصف حالتهم في ليبيا بأنهم "كانوا مثل البضاعة". وقد روى بعض المهاجرين الأفارقة أطوار تجربتهم المريرة في ليبيا، مع العلم أنهم كانوا من بين 234 مهاجرا تم إجلاؤهم من سفينة "لايف لاين" يوم 21 حزيران/ يونيو، الذين استقبلت منهم فرنسا 51 مهاجرا فقط.


وذكر الموقع أن شهادات المهاجرين حول الفظائع التي عاشوها في الأسر أشبه برسم خرائطي لجهنم. فقد تطرق المهاجرون إلى التعذيب الذي تعرضوا له، حيث جلدوا بالسياط وصعقوا بالكهرباء. وقد كانوا معتقلين في سجون منظمة وأخرى سرية، لدرجة أن بعضهم فقد الأمل في نيل حريته مرة أخرى وبلوغ سواحل أوروبا.

 

اقرأ أيضا: ليبيا .. إنقاذ 104 مهاجرين من الغرق في "المتوسط"

وبحسب شهادة المهاجر الكاميروني أنج-غابرييل، قال: "عندما كنا على متن سيارة رباعية الدفع، أخبرنا أحد المهربين بأنه ليس هناك داع للقلق. وعند وصولنا إلى الصحراء حيث لاحظنا علم ليبيا يرفرف، طلب منا الجنود 40 دينارا مقابل السماح لنا بمواصلة الطريق وإلا سينهالون علينا ضربا بالعصي. وبعد ذلك، قادنا السائق إلى مجموعة من الأشخاص تبين لاحقا أنهم بصدد شرائنا".


كما تحدث أنج-غابرييل عن تعرضه للتعذيب قائلا: "لقد كان الحراس يصوروننا وهم يقومون بتعذيبنا عبر سلاح مدبب، ثم يصعقوننا بالتيار الكهربائي، بينما يتجولون أمامنا وهم يحملون سياطا".


وأشار الموقع إلى أن أنج-غابرييل، الذي وصل إلى مدينة صبراتة الملقبة "بعاصمة المهربين" في صيف 2017، أقر بأنه لم يكن لينعم بالحرية مجددا لولا مساعدة سجين غاني كان معه في الزنزانة ذاتها. وقد دفع شقيقه، الذي يمتهن أعمال البناء في ليبيا، فدية للسجانين لقاء إطلاق سراحهما". 


وأوضح أنج-غابرييل أنه "بعد ذلك، عملت لحاما لمدة سبعة أشهر لأدفع لمالكي كامل أجري بالفوائد"، مضيفا أن "القمل كان يقتات على دمائنا إلى درجة تعفن أجساد بعضنا، وقد كانت المدينة الليبية التي حبسنا فيها مليئة بالسجون".


ونوه الموقع بأنه "في سوق الاتجار البشر" يتم تداول وعرض المهاجرين عبر جنسياتهم وحالتهم الصحية بأسعار تصل إلى آلاف اليوروهات. ومن بين هؤلاء "المستعبدين" كانت هناك امرأة اسمها المستعار أمنية، التي هربت من التوغو بعد مقتل زوجها على يد عسكريين، وانتهى بها المطاف في ليبيا.


وذكر أن أمينة أقامت أولا في مدينة زوارة قبل أن يتم نقلها إلى مدينة تاجوراء، حيث كانت تنام على الأرض والقمل يغطي جسدها. وأكدت أمينة أنها كانت شاهدة على وفاة أطفال بسبب سوء التغذية، مضيفة: "لقد تم جري وتفتيشي والتحرش بي".


وعرض الموقع أيضا شهادة المهاجرة فاطمة، البالغة من العمر 21 سنة، التي فرت مع طفلتها من ساحل العاج إلى أن بلغت ليبيا، حيث قضت ثمانية أشهر من العذاب. وروت فاطمة أنه "عندما تقع بين يدي عربي في ليبيا، فأعلم أنه سيتم عرضك للبيع. وبما أنني زنجية، فقد كنت بالنسبة لهم بمثابة البضاعة".


ولفت إلى أن فاطمة أسرت من قبل عصابة ليبية، حيث كانت خلال فترة سجنها شاهدة على تعذيب عشرات الرجال، وقتل سيدة بلا سبب من خلال إطلاق النار عليها. وأضافت فاطمة: "لقد كان زعيم العصابة مجرما جعلت منه المخدرات التي يتعاطاها رجلا مجنونا. وأتذكر ذلك اليوم الذي أطلق فيه النار على أقدام رجلين دون سبب".


ونقل الموقع شهادة فتاة صومالية تبلغ من العمر 23 ربيعا، اسمها المستعار مائدة، التي أفادت بأنه "في كل صباح، إن كنت غير قادر على الدفع لسجانيك الليبيين فستعاقب بعشر جلدات إذا كنت امرأة، و20 جلدة في حال كنت رجلا".

 

اقرأ أيضا: النمسا تطالب بتشديدات صادمة على اللجوء.. تريده مستحيلا

وذكر أن السوداني أبازار كان من بين المهاجرين الذين استقبلتهم فرنسا، الذي فر من دارفور قبل أن يجد نفسه في ليبيا. وقد صرح أبازار أنه "عندما قبض علينا ونحن نحاول الابتعاد عن الشواطئ الليبية، اقتادنا أشخاص يرتدون أزياء رجال الشرطة إلى مراكز إيقاف.

 

بعد ذلك، أجبرنا الأشخاص ذاتهم على العمل يوميا، حيث كانوا يضربون الجميع بعصيهم. وقد تم إخضاعنا للعمل القسري في التنظيف وغسل الثياب والطلاء دون أجر".


وتحدث الموقع عن معاناة أبو بكر، الذي هاجر من مسقط رأسه ساحل العاج أملا في بلوغ أوروبا عبر ليبيا. وقد عرض عليه شخص العمل في حقله مقابل أجر لا يتجاوز ألف دينار ليبي، بالإضافة إلى السكن والطعام. وقد وافق أبو بكر على هذا العرض وعمل لمدة ثلاثة أشهر في زراعة الطماطم والغلال والبصل.


كما تطرق أبو بكر إلى لحظة سرقة كل ما بحوزته من مال، مشيرا إلى أنه "عندما أردت أن أعرف من مشغلي كيف يمكنني تحويل الدينار الليبي إلى اليورو، اقتحم مسلحون بعد أيام الكوخ الذي أنام فيه وسرقوا مني مالي، وأنا لا أستبعد فرضية أن يكون مشغلي متورطا في ذلك".