صحافة إسرائيلية

رؤية إسرائيلية: هكذا يمكن تجنب حرب جديدة في غزة

خبير إسرائيلي: الفلسطينيون يريدون معالجة شاملة لمشاكل البنية التحتية في قطاع غزة- جيتي

أكد خبير عسكري إسرائيلي، الاثنين، أن الحفاظ على وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإبعاد خطر الحرب، يتطلب تحقيق العديد من الأمور للفلسطينيين.

وأوضح الخبير الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن "أحداث الـ24 ساعة الماضية في قطاع غزة تركت لدى القيادة السياسية والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية مجالا للتفاؤل الحذر".

وقال: "منذ بدء سريان وقف إطلاق النار منتصف الليل بين يومي الجمعة والسبت، تم مشاهدة بالون حارق واحد أطلق من غزة يوم السبت، تسبب بحريق كبير في ناحل عوز"، مضيفا: "هذا انخفاض حاد مقارنة بمتوسط 10 إلى 20 حريقا في اليوم، خلال الأشهر الأخيرة".

وأكد هرئيل أن "إسرائيل لم توقع أي اتفاق مع حماس، ولكن في ملخص التفاهمات غير الرسمية التي سلمتها المخابرات المصرية لرئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، تم هذه المرة الإعلان صراحة أن حماس ستوقف إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة".

وذكر أن "مصر تعهدت بالتأكد من ذلك"، معتبرا أن "هذين التغييرين هامين مقارنة مع وقف إطلاق النار السابق الذي انهار نهاية الأسبوع الماضي".

 

اقرأ أيضا: مؤشرات إسرائيلية لسياسة الخنق الاقتصادي على حماس في غزة

وأضاف: "في إسرائيل، يعزى هذا التغيير إلى شدة الضربات الجوية في قطاع غزة الجمعة الماضية"، مؤكدا أن "هذا الوصف لتسلسل الأحداث يتجاهل حقيقة أن حماس طلبت وقف إطلاق النار، بعدما حققت مرادها بقتل الجندي الرقيب افيف ليفي بنيران قناص؛ انتقاما لمقتل نشطاء الجناح العسكري (كتائب القسام) في حادث آخر قرب السياج، قبل يوم واحد".

وأشار الخبير العسكري إلى أن "التفاؤل النسبي لا يأخذ في الاعتبار الصعوبة التي أظهرتها مصر في الماضي في القدرة على تنفذ الوعود التي أخذتها على عاتقها في إطار الوساطة بين أطراف النزاع"، منوها بأنه "رغم قدرة حماس على كبح جماح مطلقي الطائرات الورقية والبالونات، فمن المستحيل تجاهل المتغيرات الأخرى في معادلة القوى في قطاع غزة".

ولفت إلى أن "الفصائل الفلسطينية الأصغر قادرة على إشعال تصعيد متجدد، كما أن حركة الجهاد الإسلامي يمكنها التهام كل الأوراق إذا ما بادرت إلى عملية".

ورأى هرئيل أنه في حال "تم الحفاظ على الهدوء سيكون على إسرائيل وحماس تخطي العقبة التالية، وهي الأعلى، فحركة حماس تتوقع تخفيفا سريعا لحصار قطاع غزة مقابل وقف إطلاق النار، وبالفعل يوصي الجيش الحكومة بتقديم تسهيلات واسعة"، وفق زعمه.

ووعد وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بإعادة فتح معبر كرم أبو سالم التجاري أمام حركة مرور البضائع بشكل اعتيادي الثلاثاء، "إذا استمر الهدوء".

وذكر الخبير أن "الفلسطينيين يتوقعون أكثر من ذلك بكثير؛ فهم يريدون معالجة شاملة لمشاكل البنية التحتية في قطاع غزة، التي ستكون مصحوبة بالموافقة على مشاريع اقتصادية جديدة، وخروج العمال للعمل في سيناء، وربما حتى في إسرائيل".

وبين أن "هذه إجراءات لا ترغب إسرائيل في التفكير فيها ما لم يتم حل قضية الأسرى الإسرائيليين في القطاع"، مضيفا: "وبما أن حماس تشترط صفقة كهذه بالإفراج عن عشرات أسراها من الضفة الغربية، الذين أفرج عنهم في صفقة شاليط ثم أعيد اعتقالهم في 2014، فإننا في الواقع نعود إلى نقطة البداية".

 

اقرأ أيضا: أول حديث إسرائيلي عن صفقة تبادل مع حماس منذ أربع سنوات

وأشار إلى أن "هناك نقطتين محتملتين للخروج من الجمود، وكلاهما أعيد طرحه في الأيام الأخيرة؛ الأولى تتعلق بالخطة الأمريكية لإعادة إعمار قطاع غزة، التي نشر مبعوثو إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاصيل منها في الصحافة الأمريكية".

والثانية -بحسب هرئيل- "تقوم على تحقيق انفراج محتمل في المفاوضات الطويلة حول المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية".

ورأى أن "تحركا واسعا يشمل هذين العنصرين، من شأنه أن يبعد خطر الحرب، لكن ما يبدو حتى الآن، أن أيا من الأطراف المعنية (إسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية) لا يرغب في اتخاذ الخطوة الإضافية الضرورية للإسراع في إعادة الإعمار".