ملفات وتقارير

مظاهرات تطالب برحيل "الوفاق الليبية".. ما قوتها ومن وراءها؟

طالب المتظاهرون في العاصمة طرابلس، بضرورة تحسين الخدمات المعيشية- تويتر

شهدت بعض المدن الليبية وقفات احتجاجية وتظاهرات، أمس الجمعة، طالبت بتحسين الوضع المعيشي واعتراضا على تكرار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، ووصل الأمر للمطالبة برحيل حكومة الوفاق الليبي ورئيسها، وسط تساؤلات عن قوة هذه التظاهرات ومن يقف وراءها وإلى متى ستستمر.

وطالب المتظاهرون في العاصمة طرابلس، بضرورة تحسين الخدمات المعيشية وتفعيل أجهزة الدولة والانتقال إلى الانتخابات المرتقبة، كما رفعوا شعارات تطالب برحيل حكومة الوفاق ورئيسها، واصفين إياها بحكومة "الوصاية"، كما طالبوا بجيش موحد وحل كل الكتائب.

"غضب وخوف"

وذكر شاهد عيان من طرابلس لـ"عربي21"، أن "أعداد المتظاهرين قليلة، وأن كثيرا من المواطنين غاضبون على الحكومة لكنهم أيضا خائفون من التظاهر ورد فعل المجموعات المسلحة التي اعتقلت حتى طلبة المدارس مؤخرا"، كما أنهم يخافون من "تسييس" المظاهرات واستغلالها لصالح شخصيات معينة"، وفق قوله.

 

اقرأ أيضا: احتجاجات شعبية في ليبيا ضد الحكومة وارتفاع الأسعار (شاهد)

وطرحت هذه التظاهرات، أيا كانت أعدادهم، عدة تساؤلات من قبيل: من يقف وراءها؟ ولماذا وصل الأمر للمطالبة برحيل "الوفاق الليبية" وسط صمت للمجموعات المسلحة التابعة لهذه الحكومة؟

احتجاجات "ممولة"

من جهته، قال رئيس منظمة "قلم الشباب" الليبية (مستقلة)، سالم مديقش إن "سبب خروج المظاهرات تردي الحياة المعيشية للمواطن والمتمثلة في قلة السيولة وانقطاع مستمر للكهرباء يصل في بعض المناطق إلى أكثر من 14 ساعة، وزيادة أسعار المواد الغذائية وعدم سيطرة الحكومة وتوفيرها للأمن".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21"، إلى أن "من يقف وراء هذه الاحتجاجات الآن هي أطراف مستفيدة من خروج وتنحية حكومة الوفاق مثل سفير ليبيا السابق في الإمارات، عارف النايض، والذي يرى في نفسه رئيسا للحكومة إذا تم تنحية وتعديل اتفاق الصخيرات من خلال حملته المعروفة بحراك "لا للتمديد"، وفق رأيه.

وتابع من طرابلس: "أما بخصوص عدم وجود رد فعل من قبل المجموعات المسلحة ضد هذه التظاهرات فالسبب خوفهم من "الإعلام" الذي سلط كل عيونه على هذه الاحتجاجات ونقلها لحظة بلحظة، لكن لا توجد أي "ميليشيات" تدعم هذه المطالب"، كما قال.

 

اقرأ أيضا: التايمز: نجل القذافي يستعد لـ"رئاسة ليبيا".. وهذه فرص فوزه

التظاهرات "ضرورة وقتية"

لكن الناشط الليبي، طاهر النغنوغي رأى من جانبه؛ أن "هناك من استجاب لهذه التظاهرات وشارك فيها بفاعلية بسبب الأوضاع المعيشية المتردية فعلا، وبعض المشاركين كانت مطالبهم فقط تتمحور في إصلاح الخدمات، لكن فجأة تطورت المطالب إلى أمنية وسياسية واتهام جهات دون غيرها".

وأوضح في تصريح لـ"عربي21"، أنه "بالنسبة لاختلاس المال العام، فالشرق الليبي أيضا شهد أكبر كذبة للمحافظ التابع للحكومة هناك "الحبري"، والذي زعم أن الأموال في بنغازي أتلفتها مياه المجاري والباقي منها غير صالح للتداول وسلمه لنجل "حفتر" ليتلفه، وسط تساؤلات كثيرة عن مصير هذه الأموال".

وأضاف: "المقصود، لماذا سلطوا الضوء على الفساد في مكان واحد فقط هو "طرابلس" والتي لم تشهد خروقات مثلما حدث في الشرق؟ ويظل خروج الناس للشارع أمرا ضروريا لتحسين الوضع، لكن بعض المطالب لم تضع بدائل مثل المطالبة بفك كل التشكيلات المسلحة، والسؤال: ما البديل؟"، حسب كلامه.

ابحث عن "حفتر"

ورأى الطبيب العسكري الليبي من مصراتة، محمد الطويل أنه "بالرغم من أهمية المظاهرات السلمية للضغط على الحكومات لكن  أحيانا تكون نتائجها سلبية عندما تستغلها جماعة أو حزب ضد آخر، وما حدث مؤخرا في طرابلس فهو "تحشيد" متعمد من قبل بعض الأطراف لإسقاط حكومة الوفاق".

 

اقرأ أيضا: فرنسا تضغط على الأطراف الليبية لإجراء الانتخابات.. هل تنجح؟

وقال لـ"عربي21": "داعمو هذه التظاهرات هي قنوات تبث من الأردن والإمارات وكلها مؤيدة لـ"حفتر" ومشروعه، ولم نجد لافتة واحدة تتحدث عن الشرق الليبي ومشكلاته المتراكمة أو أزمات البرلمان الموجود هناك رغم أنه المعرقل الحقيقي للإصلاحات، وهو ما جعل هذه الاحتجاجات تخرج في شكل بائس وهزيل".